قبلات "كباريه" و"الريس عمر" تهدد السينما النظيفة
قبل أن تهدأ عاصفة الانتقادات الموجهة لفيلم "كباريه" لما يحتويه من مشاهد ساخنة، ثارت عاصفة أخرى أكثر عنفا ضد فيلم "الريس عمر حرب" الذي احتوى على مشاهد أكثر سخونة، الأمر الذي جعل البعض يعتبر الفيلمين قد كتبا شهادة وفاة السينما النظيفة، والتي ظلت صامدة على مدى عشر سنوات كاملة.
من جهتهم يدافع صناع السينما عن موقفهم بإضافة مشاهد ساخنة- بأنها تأتي في إطار السياق الدرامي تارة، وتارة أخرى يعترفون بأنها هدف الترويج التجاري للفيلم، وهو ما يقابل عادة بانتقادات لاذعة من جانب النقاد والجمهور.
فلافتة "للكبار فقط" التي اختفت من دور العرض المصرية باتت اليوم معلقة في الأفلام الأربعة، التي عرفت طريقها إلى دور العرض في بداية موسم الصيف الجاري، ومنها "ليلة البيبي دول" و"الغابة" و"كباريه" و"الريس عمر حرب".
الناقد الفني رفيق الصبان هاجم بشدة فكرة العودة إلى السينما التجارية لأغراض مادية، مشيرا إلى أن الأفلام التجارية تبيع غرائز الناس وستمحى من الذاكرة لتبقى الأفلام التي تحوي ثراء سينمائيا حقيقيا.
لا توجد سينما نظيفة
أما الناقد السينمائي طارق الشناوي فلا يعترض على المشاهد الساخنة من حيث المبدأ، وإن كان يعترض بشدة على محاولة إقحامها في السينما بدافع تجارى، كما هو حادث في بعض الأفلام مؤخرا .
ويرفض الشناوي مصطلح "السينما النظيفة" الذي يعبر عن مدلول أخلاقي لا علاقة له بالفن، مشيرا إلى أن فكرة السينما النظيفة لا تعني بالضرورة السينما الصحيحة، ولا يجوز أن يتم الترويج لها باعتبارها السينما الأفضل.
المخرج عادل أديب الذي يحمل فيلمه الأخير "ليلة البيبي دول" لافتة "للكبار فقط" نفى أن يكون فيلمه الأخير يحوي مشاهد ساخنة، مما دفع الرقابة إلى التمسك بتعليق تلك اللافتة قبل عرضه، مشيرا إلى أن سبب تمسك الرقابة باللافتة هو احتواء الفيلم على مشاهد عنف وقتل من الصعب أن يتحملها الأطفال.
وعلق أديب على المشاهد التي جمعت بين الفنان محمود عبد العزيز والفنانة سولاف فواخرجي بالقول إنها لم تكن بالمشاهد الساخنة على الإطلاق ولا يمكن اعتباراها كذلك، مشددا على أن فيلم بلغت تكلفته الإنتاجية 40 مليون جنيه لا يمكن أن يتم الترويج له بمشاهد ساخنة، ولو فكرنا في الاعتماد عليها فبالتأكيد لم نكن مضطرين لتحمل كل تلك التكلفة.
بنات وموتسيكلات
فخر الدين نجيدة مخرج فيلم "بنات متوسيكلات"، الذي عرض قبل ثلاثة أشهر واجه اعتراضات أجهزة الرقابة على بعض مشاهده التي وصفت بالساخنة، يدافع عن حق السينما في تناول كافة القضايا وبالأسلوب المناسب دون التقيد بما يسمى بالسينما النظيفة.
ويضيف قائلا "لا يوجد شيء اسمه سينما نظيفة وأخرى لست كذلك، فهناك سيناريو جيد وأدوار موظفة تصنع سينما جيدة، وهناك سيناريو مفكك وأدوار غير منطقية تصنع سينما رديئة".
وتعليقا على اعتراض الرقابة على مشاهد ساخنة في فيلمه الأخير، يقول "إن الرقابة اعترضت فقط على ملابس البطلات ورأت أنها غير مناسبة، لكنها لم تعترض على أي مشهد، حتى المشاهد التي تناولت قضية الشذوذ لم تقترب منها لأنها كانت موظفة في سياق درامي، وهو ما كنت أتحدث عنه بضرورة توظيف المشاهد بشكل صحيح حتى لا تكون مفتعلة بهدف تجاري.
كان المخرج خالد يوسف قد حاول امتصاص السخط الجماهيري المتصاعد من المشاهد الجنسية التي امتلأ بها فيلمه الأخير.
وقال يوسف إن هذه المشاهد التي احتوى عليها فيلمه "الريس عمر حرب" بأنها طبيعية وغير زائدة على الفيلم، مشددا على أن كل ما قدمه من مشاهد في الفيلم هي مشاهد طبيعية.
وأضاف "إن الجنس جزء من الحياة، وإنه لا يمكن أن نتجاهله أبدا، وإلا فإننا سنتجاهل بذلك جزءا مهما من الحياة"، مشددا على أنه في السينما الواقعية لا يمكن أن يحدث ذلك.