أقلعت عن القهوة لمدة 10 أيام انظروا ماذا حدث لجسمها
خاص الجمال - إيناس مسعود
تحكي هذه السيدة أن عشقها للقهوة بدأ وهي في المدرسة الثانوية ومن ثم استمر معها حتى الجامعة، وبعد ذلك نوعت في أصناف القهوة حتى أصبحت بالنسبة لها ضرورة أكثر من كونها متعة.
حتى أنها في بعض الأيام عند استيقاظها وليس لديها وقت كاف تخير نفسها بين احتساء كوب من القهوة أو الاستحمام وينتهي الأمر بأن تربح القهوة المنافسة، وحتى وهي مسافرة للعمل لا تتردد أبدا في احتساء كل ما يقدم لها من قهوة مجانية، رغم علمها أنها مواد كيميائية أكثر من كونها قهوة وهذا للحفاظ على مستوى معين من اليقظة والعمل.
ولمدة 10 سنوات ظلت أسيرة للقهوة حيث كانت تحتسي كوبين على الأقل في النهار وأحيانا ثلاثة أو أربعة، لكنها في الشهر الماضي، قررت أنها بحاجة للتوقف عن الاعتماد على القهوة بهذا الشكل الإدماني، ليس لاعتقادها أن القهوة ضارة بصحتها، لكنا رغبت أن ترى ماذا سيكون شكل الحياة بدونها، ولتكتشف هل هي حقا في حاجة إليها، أم أن بمقدورها العيش أو ربما الازدهار بدونها؟
وفيما يلي سنتعرف على ما حدث لجسمها فعليا بعد توقفها عن القهوة لمدة 10 أيام:
1- أدركت أن للقهوة دور كبير في الحموضة القاتلة التي تصيبها
إذا كنت من مرضى الحموضة فاسألي أي خبير وسيجبيك أن الكافيين هو أهم أسبابها، ونصيحتهم لك أن تستبدلي القهوة المعتادة بقهوة منزوعة الكافيين أو شاي أعشاب كل يوم حتى تتخلصي من الحموضة تماما، وبهذه الطريقة أنت تقللين تعرضك للصداع الانسحابي عند عدم احتسائك للقهوة المعتادة، فمشكلة القهوة التركي أن مخك لا يكون لديه الوقت للتكيف.
وهنا درس أحياء بسيط: الكافيين يشبه في تكوينه الدينوزين، وهو مادة كيميائية تقيد مستقبلات المخ التي تجعلنا في حالة نعاس، لكن عند احتساء مشروبات مثل القهوة أو الشاي، يقوم الكافيين بتقييد هذه المستقبلات الدماغية بدلا من الدينوزين الطبيعي بل ويمنع صدورها؛ لنبقى في يقظة، وكلما ازداد مقدار القهوة التي نحتسيها، كلما خلق المخ مستقبلات الأدينوزين، ومنها تحتاجين إلى المزيد من القهوة للبقاء يقظة، وبالتالي نشعر بسوء شديد عند التوقف عن احتساء الكافيين لأن بالمخ تدفق غير طبيعي من الأدينوزين، مما يجعلنا نشعر بإرهاق شديد ويوسع الأوعية الدموية مما يصيبنا بالصداع الشديد.
الأخبار الجيدة: إذا استمريت في الامتناع عن القهوة أو التزمت باحتساء كوب أو اثنين في اليوم فقط، سيقل عدد مستقبلات الأدينوزين حتى تصل إلى مستواها الطبيعي وسيتوقف الشعور السيء الذي كنت تشعرين به.
2- قلت إنتاجيتي في العمل
نصيحة هامة : إذا رغبت في التوقف عن القهوة فلا تبدأي ذلك مع بداية أسبوع عمل، لأن ما حدث لهذه السيدة أنها بعد توقفها عن القهوة زادت عدد غفواتها خلال العمل مما جعلها على وشك أن تُطرد منه، فهي كانت في حالة يقظة أثناء تأدية بعض الأعمال مثل التسوق وقضاء احتياجات المنزل، لكن إذا جلست لتقوم بعمل ذهني تشعر وكأن شخص ما أوقعها في حفرة، لذلك إذا كنت على استعداد للتوقف عن القهوة فنوصيك بأن تبدأي يوم الجمعة حتى تكون أسوأ أيامك وأنت بعيدة عن العمل وبعيدة عن اتخاذ أي قرارات هامة.
3- رغبتها في تناول الحلويات ارتفع فجأة
من الآثار الجانبية التي لم تتوقع حدوثها عند توقفها عن القهوة هو ازدياد رغبتها في تناول الحلويات، فبسبب تراجع مستوى الطاقة نتيجة للتوقف عن القهوة جعلها ذلك في حاجة إلى تناول ما يعوضها وبطريقة شرهة، لكن لحسن الحظ لم يستمر هذا الأمر إلا لمدة الثلاثة أيام الأولى فقط، لكنه موجود، وفي هذه الحالة من الأفضل تناول الفاكهة كبديل صحي.
4- أصبح احتساء شاي الأعشاب صديقها المفضل
هناك سبب آخر يجعلك ترتبطين باحتساء قهوتك كل صباح بعيدا عن الكافيين وهو رغبتك في قضاء بعض الوقت مع الدفء والراحة وأنت تحضرين ذهنك ليوم عمل شاق، لذا أصبح احتساء كوب تلو الآخر من شاي الأعشاب مثل القرفة بالتفاح والزنجبيل بالليمون والنعناع وغيرها وسيلة لذيذة لتقليل الألم الأولي لحياة خالية من الكافيين، لذا فلا تخشي شيئا واستمري في استبدال القهوة بالمشروبات العشبية.
5- بدأت في النوم والاستيقاظ مبكرا أكثر
من الآثار الجانبية الإيجابية عند التوقف عن القهوة، هو شعورك بأنك مجبرة على النوم مبكرا وفي الوقت المطلوب بعد عناء اليوم، وغالبا يكون ذلك ما بين العاشرة والعاشرة والنصف مساءا، وهذا كان من الصعب جدا فيما سبق عندما كانت تحتسي القهوة، كما أنها أصبحت قادرة على الاستيقاظ في الخامسة والنصف صباحا، وهي شاعرة بالانتعاشة وبدون أي خمول.
6- شعرت بتحسن رائع في النهاية
بعد مرور 4 أو 5 أيام بعد توقفها عن القهوة بدأت تشعر بحالة جيدة، وفي اليوم السابع والعاشر بدون قهوة تحسنت جدا لدرجة أن مستويات الطاقة لديها كانت مرتفعة وكأنها احتست ثلاثة أكواب من القهوة، وهذا جعلها تدرك أن من يعتقدون أن القهوة هي ما يمدهم بالطاقة مخطئين، لكن إذا سمحنا لأجسامنا بضبط الأداء بدون كافيين، فسنحصل على طاقة مساوية بل وأكثر من الطاقة التي نحصل عليها بعد شرب القهوة.
7- سألت نفسها "هل سأعود للقهوة مرة أخرى؟"
تجيب هذه المرأة التي استطاعت أن تتوقف عن القهوة لمدة عشرة أيام أنها للأسف ستعود لها مرة أخرى، لأنها تعشق مذاق القهوة، لكنها لن تعود لشرب الكميات الكبيرة كما سبق، وتخطط أن تأخذ القهوة بشكل منتظم ومحسوب باعتدال، وفي مناسبات خاصة حتى لا تعتبرها مصدر طاقتها، ولتمدها بالنشاط عند الحاجة إليه، لأنها تعلمت كيف تكيف جسمها مع ذلك.