محظور أخذ مسكنات قبل ممارسة الرياضة وإليك الأسباب

عندما تبدأي في ممارسة التمرينات الرياضية فقد تتعرضين لبعض الآلام في جسمك، ومن الطبيعي أن تحاولي تجنب تلك الآلام، لكن إذا كنت تشعرين بألم شديد قبل ممارسة التمرينات الرياضية، وتعتقدين أنه لا مفر من أنك ستؤدين أفضل ما عندك، وحتى لو كنت تشعرين برغبة ملحة في أخذ مسكنات الألم قبل التمرينات فهذه ليست بفكرة ذكية لأن المسكنات تؤثر على جسمك بالكامل وليس الجزء الذي يؤلمك فقط مما يعني أنها ستعيق قدرتك الجسمانية على التجاوب والاستفادة من الخصائص الصحية للتمرينات وهذا طبقا لتصريح الخبراء في هذا المجال.


وهذا لعدة أسباب سوف تتعرفين عليها فيما يلي:

جسمك تحت تأثير الأيبوبروفين
عندما يكون بجسمك جزء ما يؤلمك تقوم أنسجة الجسم بإنتاج مجموعة من المركبات الدهنية تسمى البروستاجلاندين، تنتقل هذه المركبات إلى المخ بواسطة الدم وتعمل كإشارات تسبب انتفاخ النسيج وحالة من الحمى وهذه البروستاجلاندينات يتم تنظيم عملها بواسطة شيء يسمى إنزيمات كوكس (COX) 

وعند أخذ مسكنات مضادة للالتهابات فإنها تمنع إنتاج إنزيمات كوكس اللازمة لإنتاج البروستاجلاندين وبالتالي الحد من حالة الالتهابات والحمى المصاحبة لها، لكن ما هي أهمية هذه الإنزيمات هنا؟.

الحقيقة أن إنزيمات كوكس تلعب دورا حيويا في حماية بطانة المعدة والأمعاء، لذا عندما تعيقي إنتاجها فأنت تعرضين معدتك للخطر، حيث أثبتت دراسة أجريت عام 2012 أن المسكنات مثل الآيبروفين يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإصابة خلال التمرينات الرياضية بل وتضعف المعدة وحاجز القناة الهضمية لدى الرياضيين الأصحاء.

هذا بالإضافة إلى دراسة حديثة اختبرت تأثير المسكنات مثل الآيبروفين على الأداء المصاحب لألام العضلات وخلال تلك الدراسة قام الباحثون بإحضار 20 لاعبا من العدائين وهم بحالة صحية إلى التحليل المعملي لمدى 48 ساعة بعد ممارسة الرياضة لفترة سببت لديهم ألما حادا في عضلات الأرجل، وهم في منتصف فترة الألم تم إعطائهم 1.2 جرام من الآي بروفين المسكن خلال ساعة قبل التمرين بينما أخذ النصف الآخر منهم عقار وهمي، اكتشف العلماء أن الآيبروفين لم يقلل تأثير ألم العضلات على الأداء التمريني مما يعني عدم قدرة المشاركين على العمل بشكل أفضل بسبب ما تعاطوه من حبوب مسكنة، كما أن الأدوية لم تخفف من التأثيرات السلبية المصاحبة لألم العضلات، إذن فبالرغم من قدرة الآيبروفين أو المسكنات على تخفيف الالتهاب، لكن من الأفضل أخذها بعد الانتهاء من التمرينات الرياضية وليس قبلها.

لماذا عقار الأسيتامينوفين ليس أفضل على أي حال؟
اعلمي أن أخذ مسكن للألم مثل الأسيتامينوفين قبل ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن يضر بقدرة جسمك على تنظيم درجة حرارته، لأنك خلال ممارسة التمرينات الرياضية يقدم جسمك وبطريقة طبيعية مزيدا من الطاقة ويرفع من درجة حرارته، وهذا أمر طبيعي جدا، ولكن من خلال الآثار المثبطة على نظام تنظيم الحرارة في المخ، يتداخل التايلينول مع قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته بطريقة طبيعية، وعندما يحدث ذلك فقد يسبب مشكلات في الغدة الدرقية.

وجدير بالذكر أن أخذ الأسيتامينوفين لن يفيدك بأي شيء في حالة الرغبة في تخفيف ألم والتهابات العضلات، وما يجعل التايلينول فريد هو أنه لا يسبب إيقاف إنزيمات كوكس في الجسم وبدلا من ذلك يقوم بمزيد من العمل على الجهاز العصبي المركزي، مما يجعله الأفضل في تقليل الحمى، كما أن التايلينول ليس له خصائص قوية مضادة للالتهاب مما يجعله رائعا لأنواع الصداع والحمى، لكن ليس كذلك بالنسبة لآلام العضلات الشديدة أو الإصابات.

خلاصة القول
وأخيرا، فالأمر يخص التمرينات التي تمارسيها نفسها، فإذا كنت تعانين من ألم يدفعك لأن تأخذي عقارا مسكنا، فاعلمي أولا أن الأطباء ينصحونك لأن تنتبهي لأهمية أن تراجعي نفسك قبل ممارسة الرياضة وأنت في هذه الحالة، فأحيانا يكون الألم والحمى اللذان تشعران به لسبب ما بحاجة إلى اكتشافه وليس لكبحه بمسكن، كما أن الحمى التي نصاب بها عادة تساعد الجسم في التخلص من مسببات الأمراض وتذكره بأنه بحاجة إلى الراحة والاسترخاء حتى يتعافى، وإذا تجاهلتيها فمن ممكن أن تحدث تطورات خطيرة على صحتك.

وبناء على رأي الخبراء فالوقت الوحيد المباح لك أن تأخذي فيه مسكن هو خلال فترة الدورة الشهرية لأن أخذ آيبروفين بساعات قليلة قبل التمرين يساعد على تخفيف التقلصات وهذا مفيد جدا، لكن احرصي على أخذ مسكنات آلام الدورة الشهرية قبل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بساعات قليلة وليس قبل الذهاب مباشرة، حتى تأخذ وقتا كافيا لعمل مفعول.

وإذا كان الألم شديدا جدا لدرجة أنه لا يمكن التمرين بدون أخذ عقار مسكن فالأفضل أن تأخذي يوم راحة بدلا من الذهاب إلى الجيم.