رغم انتقاد حجاب السيدة الاولي .. الملكة إليزابيث الثانية ترتدي الحجاب في تركيا

بدت الملكة اليزابيث الثانية ملكة البريطانية متألقة خلال زيارتها الحالية الى تركيا. ولقد بدت أنيقة معتمرة قبعة بيضاء كبيرة الحجم تزينها وردة سوداء ومنقطة بالأبيض، وتكاملت أناقتها بجاكيت بيضاء، يزينها بروش من الماس وأزرار سوداء وبيضاء، ارتدتها فوق فستان كلاسيكي من نفس قماش الربطة التي وضعت على القبعة، من دون ان تنسى عقد وأقراط اللؤلؤ التي تظهر بهما في معظم إطلالاتها الرسمية.
 
كل هذا التألق ظهر خلال زيارة الملكة لأحد البازارات الأثرية المتخصصة ببيع الحرير في مدينة بورصة، العاصمة التركية القديمة، وخلالها لمست المعروضات الحريرية وهي ترتدي قفازاً أبيض اللون، وكان يرافقها زوجها الأمير فيليب دوق أدنبره. وعندما توجهت لزيارة المسجد الاخضر الشهير في بورصة وضعت الملكة على رأسها وشاحاً ولفته على شعرها وحول عنقها احتراما لحرمة المكان وقدسيته.


أما اللافت في ما حدث هو أن إليزابيث الثانية ليست ملكة بريطانيا فحسب بل هي ـ بصفتها الملكية ـ أيضاً رأس الكنيسة الأنغليكانية. ومع ذلك أظهرت احترامها البالغ للإسلام وارتدت الحجاب داخل المسجد وخارجه، ونزعت حذاءها عند دخولها المسجد وقامت مساعدة لها بوضع خف من الصوف الناعم الأبيض في رجليها، وجلست الملكة على الكرسي وكانت تستمع لقراءة القرآن.

رافقت الملكة في زيارتها الى بورصة كل من السيدة التركية الأولى خير النساء غول، زوجة رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول، ومعها زوجة وزير الخارجية زينب باباكان وعمدة بورصة حكمت سهنين. وبعد حفل الغداء الذي نظمته غرفة التجارة في بورصة توجهت الملكة لمشاهدة عرض أزياء وعرض لعرائس الدمى، في حين زار زوجها الامير فيليب مصنع توفاش TOFAS للسيارات في شمال بورصة.

زارت الملكة أحد البازارات الاثرية في مدينة بورصة واختارت بعض قطع الحريروتعتبر هذه الزيارة الاولى للملكة إليزابيث وزوجها الى تركيا بعد مرور 36 سنة على الزيارة السابقة عام 1971، وهي تعد مناسبة لمد الجسور وتعزيز التفاهم بين الشرق والغرب في مرحلة مصيرية وحساسة بالنسبة للاتحاد الاوروبي والعالم.

هذا، وقبيل توجه الملكة البريطانية الى تركيا كانت قد صرحت بأن تركيا تلعب دوراً مهماً في تثبيت السلام وتساهم في بسط الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في إحدى المناطق المضطربة في العالم. غير ان الزيارة الحالية ظللتها أنباء وشائعات تناولتها الصحف والإعلام التركي والعالمي مفادها أن حجاب السيدة الاولى خير النساء غول قد يسبب أزمة حقيقية خلال الزيارة، إذ من المعروف أن الحجاب غير مستحب في تركيا العلمانية، لا سيما في المباني الحكومية، ولكن السيدة الأولى محجبة ولم ولن تنزعه في الاماكن العامة إبان مرافقتها للملكة أثناء زيارتها الرسمية.

وبالفعل لم تتخل السيدة الاولى عن حجابها أثناء الحفل الذي أقامه الرئيس غول في القصر الرئاسي على شرف الملكة وزوجها في انقرة في اول أيام الزيارة.

ومما يستحق الذكر هنا أن ابن الملكة الأكبر، الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا، لقي الحفاوة ذاتها من الرئيس التركي الذي احتفى به وبزوجته كاميلا خلال زيارتهما الى تركيا منذ ستة اشهر.

وأمس وضعت الملكة اكليلاً من الزهور على قبر كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، وقالت إنه احد اهم الشخصيات في التاريخ الحديث. ومعلوم أن بريطانيا تدعم انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، بعدما اصبحت تركيا مرشحة رسمية لذلك عام 1999.

زيارة الملكة إليزابيث الى تركيا 4 أيام تستغرق وتشمل كلاً من مدن أنقره واسطنبول وبورصة على أن تعود الى بريطانيا يوم الجمعة.