زوفي ألكسندر .. اسم كبير في عالم تصميم حقائب اليد
زوفي الكسندر مصممة شابة في الرابعة والثلاثين من العمر، والدها إماراتي ووالدتها من أصول باكستانية، ولدت وتربت في دبي وتابعت دراستها في الولايات المتحدة الأميركية، وانتقلت بعدها للعيش في لندن، للعمل في دار كريستيز للمزادات، فكان هاجسها الدائم الفن والتصميم والابتكار والإبداع.
ورغم أجواء الفن الراقية التي تحيط بكريستيز، إلا أن زوفي الكسندر كانت تبحث عن شيء خاص بها وبشخصيتها، فكان همها الوحيد هو الرسم والتصميم، إلى ان تبلورت الفكرة في ذهنها وأدركت حينها أن مشوارها الفعلي في مضمار العمل ينتظرها خارج إطار التحف والمقتنيات الأثرية، وقررت في عام 2004 أن تقتحم السوق الأميركية من خلال طرح تشكيلة مميزة من حقائب اليد تحمل توقيعها، وهكذا بدأت قصة نجاح زوفي الكسندر التي أصبحت اسما تتداوله النخبة.
تقول زوفي الكسندر، وفي يدها جوالها المرصع بالكريستال وبجانبها حاسوبها الآلي المحمول بقياس نسائي صغير مرصع هو الآخر بحجارة كريستال زهرية اللون يتوسطها اسمها، إن الموضة تبقى قضية عامة في حين أن الأسلوب الخاص هو ما يميز الشخص والمرأة على وجه التحديد. وأضافت أنها تسعى من خلال جميع تصميماتها إلى التفرد في التصميم وعدم التكرار لإعطاء سمة التفرد لكل امرأة تحب الظهور بشكل لائق في المجتمع. وعن حقائب اليد تقول الكسندر إنها من أهم الإكسسوارات التي تختارها المرأة، فهي تعكس طريقة حياتها، وتمكن الآخرين من تكوين فكرة واضحة عن شخصية حاملتها، من خلال حجمها وشكلها ولونها، فهي وباختصار أسلوب حياة.
بدأ مشوار الكسندر من خلال تصميم حقائب يد لافتة للنظر إن كان من ناحية التصميم او اللون، فهي تحب الألوان المرحة، ويعتبر اللون الزهري الأقرب إلى قلبها، فهي تؤمن بتحويل التصميم الذي يحمل اسمها إلى ملكية خاصة بصاحبته وليس رصيدا لها ولاسمها، لذا تقوم بتنفيذ بعض التصميمات بحسب الطلب، ولا تعيد التصميم أكثر من مرة. وتركز الكسندر في تصميمها على النوعية فهي تختار نوعية الجلد بعناية فائقة، فيمكنك الاختيار من بين مجموعة هائلة من أنواع الجلود الناعمة والمينك والفرو ليكون الخيار مناسبا لشخصيتك، وتبقى السمة المشتركة في جميع التصميمات هي الثراء والرفاهية، أما بالنسبة للأسعار فهي تتراوح ما بين 400 و15 ألف جنيه استرليني، حوالي (800 إلى 30 ألف دولار أميركي).
وتعلق زوفي بأن بعض حقائبها تتميز بالذوق العربي، والفضل في ذلك يعود الى أصولها العربية التي تعتز بها ، كما أنها تعتبر المرأة العربية بمثابة مرشدة مهمة لها تدلها على الخطوط العريضة للذوق الذي يتوافق مع منطقتنا.
فبعيدا عن البهرجة الزائدة ترى تصميمات زوفي الكسندر رشيقة، شابة، ورزينة في الوقت نفسه، وتتمتع أغلبيتها بطابع عصري، ففي آخر الصور التي التقطت للمغنية العالمية بيونسي ظهرت وفي يدها حقيبة يد من تصميم زوفي الكسندر وهي في المطار في طريقها إلى لندن، وبعدها بعدة أيام ظهرت العارضة والمصممة البريطانية كايت موس وهي تحمل حقيبة أخرى لنفس المصممة، كما انضمت الممثلة الحسناء سيينا ميلر وكايت بلانشيت والفنانة اللبنانية إليسا إلى قافلة النجمات اللاتي يعرفن كيف يواكبن الموضة من أوسع أبوابها.
وتقول الكسندر إن الأهم في تصميم أي حقيبة يد غالية الثمن هو أن تكون مناسبة لعدة استعمالات، فبما أن موضة حقائب اليد الحالية تركز على الحجم الكبير، فمن الممكن أن تحمل المرأة نفس الحقيبة في الليل والنهار في المكتب وأثناء التسوق، لذا تسعى إلى ابتكار عدة إكسسوارات ترافق الحقيبة يمكن إضافتها وإزالتها عنها أينما ومتى تشاء المرأة.
وتقوم الكسندر بتصميم الحقائب في شركتها الخاصة ومقرها لندن، في حين يتم صنعها يدويا في إيطاليا، وكانت محلات ساكس فيفث افينيو في الولايات المتحدة الأميركية، أول المحلات الكبرى التي تكفلت بعرض وبيع تصميمات الكسندر إلى أن أصبح الطلب عاليا على تصميماتها وأصبح من الممكن أن تجد حقائب اليد التي تحمل توقيع الكسندر في أكثر من 100 متجر كبير حول العالم بما فيها هارفي نيكولز في بريطانيا، دبي وهارودز بلندن، وآيشتي في لبنان، وتضيف الكسندر بأنها بصدد العمل على توسيع دائرة عملها لتطال اكبر عدد ممكن من المتاجر العالمية الضخمة.
وتقول الكسندر إن الترف أسلوب حياة، لذلك تسعى دائما إلى تصميم كل ما يعطي دفعا لشخصية المرأة لتكون أكثر استقلالية ومفعمة بالحيوية والطاقة الايجابية. تقول أيضا إن بداية مشوارها لم تكن سهلة، فقد لاقت الكثير من الانتقادات من بعض الذين أحاطوا بها، فالبعض رأى بأنها جاءت الى هذا المضمار متأخرة لأن الساحة مليئة بالمصممين والمصممات، فمن الصعب أن تثبت نفسها بسرعة، غير أنها وقفت للجميع بالمرصاد وأثبتت أن العمل الدؤوب والمثابرة من شأنهما أن يقودا إلى النجاح، فهي لا تهدأ، تراها ترسم وهي في الطائرة وفي مكتبها وأينما حلت، وتعلق بالقول إن الإبداع لا يعرف جغرافية محددة ولا حدودا.