أفلام العيد تثير شهية الجمهور بـ"الكوميديا" بعد "كآبة" الدراما

منافسة شرسة يشهدها الموسم السينمائى لعيد الفطر المبارك، حيث تتنوع الأفلام المقدمة ما بين الكوميدى والغموض والجريمة والرومانسى وهى الأنواع التى يفضلها جمهور العيد ويقبل عليها، واختلفت آراء النقاد حول التوليفة المقدمة فى العيد، فالبعض يرى أنها جيدة وتلبى جميع الأذواق، وآخرون يرون أن الأفلام تنحصر فى تقديم الغنوة والرقصة الشعبية بدون أى تجديد أو ابتكار، حيث صرح الناقد الفنى طارق الشناوى إن الاعلانات المقدمة عن أفلام العيد بها توجه كوميدى صارخ، وهو ما يثير شهية الجمهور لمشاهدتها خاصة أن الأعمال الدرامية كانت فقيرة فى الضحك هذا العام.


وأوضح أن الحكم على نجاح الأفلام من إيرادات أيام العيد الأولى هو تسرع ولا يعبر عن النجاح الحقيقى للأفلام ومكانتها لدى الجمهور وهو قد يكون مؤشرا على النجاح، ولكنه ليس المؤشر النهائى، وذلك لأن جمهور العيد ينقسم لنوعين، جمهور «العيدية» الذى يمثل 60%، والسينما بالنسبة له هى حالة استثنائية غير دائمة، وعادة ما يقبل على مشاهدة أفلام الأكشن أو الكوميديا، والجمهور الآخر هو جمهور السينما العادى الذى يختار أفلاما تستحق المشاهدة فعلا، مشيرا إلى أن نجاح الفيلم يعتمد على قوة العمل ومزاج الجمهور، والمراهنة النظرية على أن نوعية معينة هى التى سوف تنجح مراهنة غير دقيقة، ومن الممكن أن تثبت التجربة العملية فشلها مثلما حدث مع فيلم «سهر الليالى» الذى كانت هناك تخوفات من عرضه بالسينمات، والجميع أكد أنه لن يحقق أى إيرادات، وكان هناك توجه لحذف نصف ساعة من أحداثه وتفاجأنا أنه «كسر الدنيا».

وقال الشناوى إن محمد عادل إمام الذى يقدم فيلم «جحيم فى الهند» فى الموسم يمثل حالة استثنائية فى الكوميديا، وذلك لأنه لا يصنع الضحك ولا يقدم القسط الأكبر من الكوميديا بالفيلم مثلما تعودنا بدءا من نجيب الريحانى وفؤاد المهندس وعادل إمام وحتى محمد هنيدى ومحمد سعد، ولكنه يعتمد على النجوم المشاركين له فى إضحاك الناس، وكأنه كابتن فريق لا يحرز أهدافا، ورغم ذلك فإن الفيلم يباع على اسمه وصورته واسمه تتصدر الأفيشات بسبب شهرته كابن عادل إمام، مشيرا إلى أنه سيكون هناك مرحلة سوف يضطر فيها أن يثبت نفسه وقدراته للجمهور.

وتعجب الناقد من المعترضين على خلطة السبكى التى وصفها بأنها لا تزال تحقق رواجا لدى الجمهور قائلا: «لا أعرف لماذا ينزعج البعض من مزاج الناس التى تحب الرقص والغناء الشعبى». وأضاف الشناوى أن إعادة طرح فيلم «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» مرة أخرى بالسينمات فى العيد ليس شيئا غريبا عن السينما، لافتا إلى أن فيلم «هيبتا» يخاطب مرحلة العشرينيات والتى تشكل 80% من جمهور أى سينما، ومؤكدا أن الحالة الموجودة بالفيلم والتى تعبر عن مراحل عمرية مختلفة هى سر نجاحه، ووجه الناقد التحية للمخرج هادى الباجورى والسيناريست وائل حمدى على قدرتهما على الحفاظ على الروح التى كتبها محمد صادق فى روايته وتقديمها بشكل جيد. فيما أكدت الناقدة ماجدة موريس أن أغلب بروموهات الأفلام المقدمة للتنافس فى موسم عيد الفطر السينمائى سيئة ومستفزة، وتعتمد بصورة رئيسية على الرقص والغناء الشعبى و«الزعيق»، قائلة: «كل ما أقلب أشوف يا صافينار يا محمود الليثى».

وتابعت أن المنتجين يتعمدون أن يضعوا فى بروموهات أفلامهم كل المشاهد «الأوفر»، ولذلك فهى مضللة ولا تعبر عن حقيقة هذه الأفلام، خاصة أنها موجهة لجمهور معين، ولفتت إلى أن فيلم «من 30 سنة» بطولة أحمد السقا ومنى زكى وشريف منير قد يكون جيدا ومختلفا عن باقى الأفلام المقدمة.

وأضافت ماجدة أن النجمة ياسمين عبد العزيز التى تقدم فيلم «عصمت أبو شنب» فى موسم عيد الفطر السينمائى، ممثلة جيدة ولديها إمكانيات فنية وقبول لدى الجمهور، ولكنها تحصر نفسها فى تقديم القالب الكوميدى دائما، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون لأنها ترى أنها الصيغة الأنجح مع الجمهور أو أن ما يعرض عليها لا يحتوى إلا على الكوميديا باعتبار أنها الأكثر جذبا للبسطاء، مؤكدة أن النجومية لا تعنى الضحك والفرفشة ولكنها مسؤولية كبيرة تحتاج من النجم أن يكون واعيا لما يجب أن تقدمه السينما فى كل فترة، ولا ينخرط فى مطحنة العمل وينسى أن يقوم بتثقيف نفسه، مستشهدة بالنجم الراحل نور الشريف الذى كان نجما حقيقيا، وكذلك النجم محمود حميدة الذى يزداد تألقا يوما بعد يوم، وذلك لأن لديه وجهة نظر فيما يقدمه من أعمال ولا يقبل على تقديم الأعمال التى تعرض عليه بدون تفكير.