دليلكم لأختيار طبيب الأطفال المناسب

يجب أن يكون الطبيب منفتحاً ومستعداً لمناقشة أى أمر طبى تهتمون به، كمايجب أن يشرح الطبيب الجيد للأهل عن المرض وكيفية إنتفاله ومخاطره ومضاعفاته
يجب أن يكون الطبيب منفتحاً ومستعداً لمناقشة أى أمر طبى تهتمون به، كمايجب أن يشرح الطبيب الجيد للأهل عن المرض وكيفية إنتفاله ومخاطره ومضاعفاته

لن يكون مبكراً أن يبدأ الأهل بالبحث عن طبيب الأطفال المناسب قبل ولادة أطفالهم. فاختيار الطبيب أمر فى غاية الدقة والحساسية، لأنه سيكون مسؤولاً عن العناية بصحة أطفالنا خلال عملية نموهم الطويلة والصعبة، وهو شريك أساسى لنا فى هذه العملية.


ربما يكون من المناسب بدء رحلة البحث عن " شريكنا الطبى " خلال الأسبوع الثلاثين من الحمل، وهى الفترة التى ينصح بها المختصون، حتى يكون القرار متخذاً لحظة الولادة فيرافق الطبيب الطفل منذ لحظة ولادته.

تبدأ الرحلة بالسؤال عن الأسماء المقترحة، والمصدر المفضل لاقتراح الأسماء، هو الطبيب الخاص، ثم الأهل والأصدقاء. لكن الشرط الأساسى للتعامل مع نصيحة غير المختصين هو سؤالهم عما يعجبهم فى هذا الطبيب وما لا يعجبهم.

 فغالباً يكون للناس أسباب مختلفة فى اختيار الطبيب، وهناك عوامل عدة تلعب دورها فى تغليب تقييمهم للطبيب الماهر، كأن يكون أحد الأقرباء أو الأصدقاء، أو كأن يكون عالج أحد معارفنا.

تتمثل الخطوة الثانية بالتأكد فى المؤهلات العلمية للأطباء المقترحين وأن يكون متخصصاً فى طب الأطفال أو طب العائلة وأنه خضع لثلاث سنوات على الأقل من التدريب فى اختصاصه.

أما الخطوة الثالثة فهى تحديد مواعيد مع الأطباء لمقابلتهم، فمن المهم أن يكون الطبيب شخصاً تشعر بالراحة فى مناقشته بأى من الأمور المتعلقة بطفلكم وصحته.

هناك الكثير من المعلومات التى يمكنكم الحصول عليها من خلال زيارة عيادة الطبيب، فمن المهم للغاية الإنتباه إلى الجو العام للعيادة وغرفة الانتظار فيها وطريقة عمل المساعدين والنظافة.

كما يمكن من خلال هذه الزيارة أخذ إنطباع أساسى عن الطبيب وشخصيته، فمن المهم فى الدرجة الأولى أن يأخذ زيارتكم على محمل الجد، فإذا رفض تحديد موعد حتى ولادة الطفل أشطبوه من قائمتكم فوراً.

كما يجب أن يكون الطبيب منفتحاً ومستعداً لمناقشة أى أمر طبى تهتمون به، فلا يكفى أن يقول لكم إبنك مريض ويحتاج إلى الدواء، أو أن يذكر إسماً ما لمرض ما.

يجب أن يشرح الطبيب الجيد للأهل عن المرض وكيفية إنتفاله ومخاطره ومضاعفاته، كما يجب أن يشرح عن سبب وصفه للدواء وما إذا كان هناك من تأثيرات جانبية أو مضاعفات لتناوله مع دواء آخر أو مع طعام معين.

ومن أهم الأمور الواجب معرفتها عن الطبيب هو مدى توفره للحالات الطارئة، فلن يكون مفيداً لنا طبيب يقفل هاتفه بعد إنتهاء دوام عيادته، كما يجب أن يقدم لنا صورة واضحة عن الإجراءات المتبعة فى حال حصول أى طارىء والمستشفى الذى يجب أن نتوجه إليه آخذاً بالإعتبار مكان سكننا ومكان عمله.

وبالإضافة إلى هذا، هناك عامل مهم وأساسى يتعلق بتعاطى الطبيب مع الأمور المالية. علينا أن لا نتوقع أن يكون الطبيب مجرد " فاعل خير " فالمال عامل أساسى، لكن يجب أن نتأكد من أنه ليس العامل الأول لدى الطبيب.

هناك أطباء يرفضون الإجابة على أى سؤال – على الهاتف ويطلبون من أهل المريض إحضاره إلى العيادة للحصول على رسم المعاينة، وهؤلاء بالتأكيد ليسوا الأطباء المفضلين لأخذ أطفالنا إليهم.

والعامل الأساس فى التعامل مع الطبيب الخاص بالأطفال هو " الثقة "، وهذا شىء لا يحصل خلال ليلة وضحاها. تبنى الثقة مع الوقت ومع التجربة. وتصقل بالممارسة اليومية والتعاطى المتواصل مع الطبيب.

إن زيادة التعقيدات فى النظام الصحى، تجعل أطباء اليوم أقل تفرغاً وأقل قدرة على الغوص فى مشاكل الأطفال والتركيز على التفاصيل الصغيرة المهمة، وهنا تكمن أهمية الأهل الذين يقع على عاتقهم دور المتابعة الدورية لصحة أولادهم، ولم يعد هذا الأمر صعباً فى عالم اليوم حيث المعلومات الصحية متوافرة على الإنترنت وفى الكتب وعبر التلفزيون.

وعندما ينخرط الأهل فعلياً فى هذا المضمار يكونون بذلك يؤمنون عناية صحية أفضل لأطفالهم، بل الأفضل.

ويكمن دور الأهل هنا فى المتابعة الجدية، والحرص على الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة وطرح الأسئلة على الطبيب.

 إن المفتاح لعلاقة جيدة مع طبيب أطفالكم يكمن فى النقاش المفتوح معه والتوقعات العقلانية. إن الإجابة عن السؤال التالى ستكون هى المفتاح. 

ماذا نتوقع من طبيب الأطفال أن يفعل؟
- المساعدة فى مراقبة صحة أولادنا.
 
- أن يشرح لنا عملية نمو الطفل وتطوره الجسدى والعقلى.
 
- تشخيص ومعالجة الأمراض التى يصاب بها أطفالنا.
 
- أن يشرح لنا سبب مرض الطفل وطريقة العلاج.
 
- التعاون مع طبيب الاختصاص إذا كانت حالة الطفل المرضية تتطلب ذلك.
 
لاشك فى ان الطبيب هو " منجم" معلومات فى ما يتعلق بصحة طفلكم، ويمكن الحصول منه على إرشادات موثوقة حول كيفية العناية بالطفل ومواجهة أى طارىء يلم به ومواكبته فى أمور حياته الأخرى. لكن بين إنشغالاتنا وانشغالاته وجدول مواعيده المزدحم، يصبح الوقت الذى نناله منه لأسئلتنا ضيقاً جداً، فننال منه بعض الجوبة وتضيع الأخرى.
 
وفيما يأتى، نقدم لكم أفضل طريقة لاستثمار وقتكم مع الطبيب والطريق إلى " صداقة " بين الطرفين محورها ... أولادنا.
- تحضروا ما أمكن لزيارة الطبيب ودونوا الأسئلة التى ترغبون فى طرحها على ورقة لئلا تنسوها خلال إنشغالتكم بمتابعة حالة الطفل الآتية.
 
- إطرحوا أية أسئلة تخطر فى بالكم، وتذكروا أن " لا يوجد أسئلة غبية ".
 
- تأكدوا من إخبار الطبيب عن العوارض التى لاحظتموها على طفلكم قبل وخلال المرض، فهى تشكل مرجعاً أساسياً له للتشخيص.
 
- إذا وجدتم معلومة مهمة على الإنترنت أو عبر أحد البرامج التلفزيونية دونوها أو اطبعوها وخذوها للطبيب.
 
- ركزوا على كلام الطبيب خلال الزيارة، إطفئوا جهاز هاتفكم، واتركوا الأطفال ( غير المريض) خارج الغرفة.
 
- حافظوا على الدقة فى المواعيد، فإذا حضرتم فى الوقت المحدد، فهذا يعنى أنكم ستحصلون على وقتكم بالكامل دون إزعاج الطبيب الذى يضع عادة فترة زمنية محدودة لكل معاينة.
 
- الأفضل أن يكون الأب والأم معاً فى زيارة الطبيب، فما قد يفوت الأول قد ينتبه له الثانى، كما أن الحصول على المعلومة من الطبيب تكون أدق بدلاً من أن ينقلها أحد الوالدين للآخر.