«دليل ميشلان 2016» يدلل مطعمين يابانيين في لندن بنجمتين
بالنسبة للبعض الطعام هو غذاء أساسي لكي نبقى على قيد الحياة، بغض النظر عن النوعية والمكان والمطعم وحتى المتجر الذي نشتري منه المكونات، ولكن الأكل بالنسبة لآخرين هو أسلوب حياة، وثقافة، وخبرة، وتجربة ومتعة حقيقية، أما بالنسبة لأرباب المطاعم والطهاة فالأكل هو مهنة وقوت يتعايشون من خلاله، ولكن بالنسبة لـ«دليل ميشلان» للتميز فهو درس لا يرحم من شأنه أن يرفع مطعما ويجعله في الصدارة وكلمة على كل لسان، أو يجعله خبرا في الماضي قد ينساه «غوغل» نفسه في يوم من الأيام.
نعم هذه هي قوة «دليل ميشلان» الذي صدر منذ أيام قليلة بنسخته الفرنسية والبريطانية والنسخة الخاصة بنيويورك، فهذا الشهر ينتظره الطهاة بفارغ الصبر، لأن التاريخ يكون دائما مجهولا، وهذا العام بالتحديد سعى الدليل لأن تبقى نتائجه سرية للغاية حتى لا يتكرر ما حدث العام الماضي عندما رشحت قائمة بأسماء الفائزين بالنجوم، واليوم أصبح «دليل ميشلان 2016» متوفرا في الأسواق، ويحمل في طياته نجاحات ومهارات طهاة كرسوا حياتهم للطهي وإرضاء أنفسهم وإسعاد زبائنهم، ولكن المنافسة الكبرى ليست فقط فيما بين الطهاة العالميين إنما أيضا هي منافسة مع الذات؛ لأن نجمة ميشلان مثلما تأتي فقد تذهب في حال خفت ضوؤها، ولهذا السبب أعتقد أنها سميت «نجمة».
المفاجأة الكبرى في «دليل ميشلان 2016» الخاص ببريطانيا وآيرلندا هي حصول مطعمين يابانيين في لندن على نجمتين لكل منهما، وهذه تعد ظاهرة في حد ذاتها، فعادة ما تكون المنافسة في لندن بين الطهاة الإنجليز والفرنسيين أمثال هيستون بلومنتال وجوردن رامسي وألين دوكاس وعائلة رو، وأشد المنافسات تكون ما بين المطاعم الفرنسية، فلهذا يمكن القول إن «حصول مطعمين في منطقة مايفير لا يبعدان أكثر من خمس دقائق مشيا على الأقدام من بعضهما البعض يعد إنجازا، لا بل مفاجأة حقيقية».
المطعم الياباني الأول هو «ذا أراكي» The Araki يضم 9 طاولات فقط، ويبلغ سعر تجربة الأكل فيه على طريقة لائحة محددة 300 جنيه إسترليني (نحو 500 دولار أميركي)، أما المطعم الياباني الثاني فهو «أومو» Umu ويسعى الطاهي الرئيسي فيه الشيف يوشينوري إيشي لأن يرفع المطعم الياباني إلى مستوى عال جدا.
التطور والانتشار السريع للمطبخ الياباني واضح جدا، البعض يصف الطهاة اليابانيين بممارسة السحر، بعدما استطاعوا أن يجعلوا من طوكيو في فترة من الفترات المدينة الأكثر حصولا على نجوم ميشلان، متخطية بذلك باريس عاصمة النجوم.
ولأول مرة يكون فيها الشيف هيستون بلومنتال متغيبا عن «دليل ميشلان»، والسبب يعود إلى نقل مطعمه «ذا فات داك» مؤقتا إلى أستراليا.