مسابقة لصنع الأطباق المستوحاة من الأعمال الفنية لدعم المتاحف البريطانية
أيهما أجمل وأكثر إمتاعا؟ قالب من الكيك اللذيذ المزين ببراعة بالكريمة وحبات الفراولة والفاكهة أو قطع الشوكولاته أو لوحة فنية تسحر الأحاسيس؟
بالنسبة للشخص الذي يقدر الجمال في كل مكان «الاثنان» هي الإجابة المتوقعة. ولم لا؟ إذا كانت هناك فرصة للاستمتاع بالحسنيين.
وربما هذا ما توفره مسابقة «روائع فنية للأكل» التي أطلقتها مؤسسة «آرت فاند» Art Fund الخيرية التي تعمل لجمع الأموال لمساعدة المتاحف والغاليريهات في بريطانيا.
ولكن ما علاقة الفن بالكيك والمخبوزات؟ إنها فكرة ذكية استوحاها القائمون على «آرت فاند» للاستفادة من النجاح الكبير والاهتمام الذي يلقاه برنامج المسابقات «المخبوزات البريطانية - ذا غريت بريتيش بيك أوف» الذي يذاع حاليا.
والمعروف أن البرنامج نفث الحياة في محال بيع الكيك وساهم في ظهور المزيد منها بل وجعل الجمهور العادي يلجأ للخبز وإعداد الكيك والكرواسان وأنواع الخبز الشهية.
ولعل الفكرة أيضا نبعت من إبداعات المتسابقين في البرنامج حيث يتنافسون فيما بينهم على ابتكار الأشكال والمذاقات الجديدة التي تؤهلهم للنجاح في التفوق على الآخرين.
«آرت فند» أطلق في العام الماضي أولى مسابقاته التي استوحاها من البرنامج وأطلق عليها اسم يجمع بين متعة الأكل ومتعة التذوق الفني وهو «روائع فنية للأكل».
(إديبل ماستر بيسيس)
واعتمدت الدورة السابقة على قيام المتسابقين على خبز ما يحلو لهم سواء كان طبقا حلوا أو مالحا فقط كان عليهم تزيين الطبق على هيئة لوحة فنية أو منحوتة أو حتى مبنى عريق، وزاد مطورا الفكرة أن بإمكان من يريد المشاركة حتى لو لم يكن يحسن الطهي أن يكون اشتراكه عبر خلق لوحة فنية باستخدام حبات الخضار أو الفاكهة.
الفكرة التي بدأت وتبلورت العام الماضي كانت تشجع المشاركين على الطبخ أو جمع مجموعة من الأصدقاء للطهو والخبز سويا لبيع المنتجات والتبرع بثمنها للمؤسسة أو حتى مجرد إرسال صور بأطباقهم لتنشر في موقع المؤسسة.
تخصص كل المبالغ التي جمعت وستجمع عن طريق بيع الكيك أو الاشتراكات، لدعم المتاحف والغاليريهات في جميع أنحاء المملكة المتحدة عبر المؤسسة التي دأبت على القيام بحملات لإنقاذ أعمال فنية ذائعة الصيت من البيع في المزادات والاحتفاظ بها ملكا للدولة ومنها الحملة التي مولت إنقاذ لوحة شخصية للفنان فإن دايك والتي انضمت إلى مجموعة الناشونال جاليري بلندن.
وتسهيلا على المشاركين خصصت المؤسسة موقعا خاصا يضم وصفات سهلة مثل وصفة صنع لوحة شخصية للفنان فان غوخ باستخدام قطع الخبز والجبن والخس، وأيضا يمنح من يرغب الفرصة للتسجيل بصفة «قائم بحملة تبرعات» حيث ترسل له المؤسسة ما يلزم للحملة من معلومات مفيدة وملصقات.
وأخيرا كان على المشاركين إرسال صور من وصفاتهم للمؤسسة التي نشرت بعضها على موقعها الإلكتروني. ونجحت مسابقة العام الماضي في جذب أكثر من ألف شخص.
كاثرين ريتشاردز منسقة الحملة علقت بأن المسابقة تهدف «لإلهام الجمهور عبر الطعام من أجل جمع الأموال لمتاحفنا القومية. لا يوجد ما هو أكثر إمتاعا أو تسليه من أن تقوم بخلق عملك الفني المفضل (مستخدما أبسط العناصر التي توجد في ثلاجتك) الذي يمكنك التهامه بعد ذلك».
وضم فريق المحكمين الفائزة في برنامج «ذا غريت بريتيش بيك أوف» لعام 2013 فرانسيس كوين التي تميزت بالتصاميم المبتكرة خلال البرنامج وتحولت إلى مؤلفة كتب طبخ شهيرة، أيضا هناك الشيف راولي راي والصحافي بجريدة «الغارديان» جوناثان جونز.
وكمشاركة من جانبها في المسابقة ولحث الجمهور أعدت كوين قالب كيك مزين بالتوت البري على هيئة لوحة امرأة جالسة للفنان هنري ماتيس.
وبعد نجاح دورة العام الماضي وإقبال الجمهور على المشاركة، تطورت فكرة هذا العام بحيث يختار فريق من المحكمين أفضل كيكة وتصميم لمنح صانعها جائزة خاصة كما يختار المحكمون عشرة فائزين يمنحوا اشتراكات مجانية في المتاحف البريطانية وجوائز أخرى. وحددت المؤسسة رسم دخول المسابقة بعشرة جنيهات.
وحتى تثير الحماسة لدى الجمهور نشرت المؤسسة صور لبعض المأكولات المستوحاة من الأعمال الفنية قام بعملها وتصميم إخراجها كيم مورفيو وليديا برون وشملت لوحة «الصرخة» لإدوار مونك والجمجمة المرصعة بالماس التي تحمل اسم «حبا لله» لداميان هيرست ولوحة مستوحاة من أعمال الفنان جاكسون بولوك.
مسابقة هذا العام أيضا أعدت عددا من الوصفات السهلة المستوحاة من أعمال مثل تمثال «القبلة» لرودان المصنوع من الجبن وعمل للفنانة باربرا هيبوورث مصنوع من الخبز وتكوين من قطع الشوكولاته مستوح من عمل الفنان ريتشارد لونغ.
وهكذا ما على المشاركين الآن إلا دخول المطبخ وإخراج كتب الطهي وقوالب الكيك لتكوين كيكة شهية وعمل فني في آن واحد للدخول بها المسابقة التي تغلق بابها يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.