أول مجندة مصرية في الجيش الإسرائيلي
01:45 م - الأربعاء 20 يناير 2016
رحلة من الإسكندرية إلى القدس، قطعتها دينا المصري ليصل بها المطاف إلى أن تكون أول مجندة مصرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما جعل مجلس الوزراء المصري يسقط عنها الجنسية المصرية في أول قرار له لعام 2016.
ترحيب بالغ وحفلة تكريم على شرفها أقامها أفخاي أدرعي، المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال، تقديرًا لجهود دينا عوفاديا "اليومية من أجل الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل"، ونشر أدرعي قصتها الكاملة تزامنًا مع عيد الفصح التي خرج فيه اليهود من مصر.
ووافق مجلس الوزراء المصري على إسقاط الجنسية المصرية عن دينا محمد عـلي المصري (دينا عوفاديا)، لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون ترخيص سابق من وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بحسب الجريدة الرسمية للدولة، فمن هي دينا التي غيرت أسمها واحتفل بها جيش الاحتلال؟.
بحسب الموقع الرسمي لجيش الاحتلال، فإن عوفاديا هاجرت مع أسرتها من الإسكندرية، خلال عامها الـ 15، بعد أعوامًا ظلت تبحث فيهم عن هوية لها وكيان تنتمي إليه ولكنها لم تجد هذا في مصر.
وقال الموقع: "الهوية الدينية المشوهة لدينا انعكست على ارتباطها بالخدمة في جيش الدفاع، حيث كانت تريد الانتماء إلى شيء ما"، وأشارت عوفايدا إلى أنه "لم يكن عندي خلفية دينية سواء مسيحية أو إسلامية، لم أعلم أبدًا ماذا أكون، والداي لم يحافظا على العادات اليهودية، وكنت دائمًا أعتقد أننا مسيحيون علمانيون".
حاولت دينا خلال فترة تواجدها بمصر أن تنتمي لشيء ما، قائلة "كان لدينا مسجد بجوار المدرسة، كان البنات يذهبن للصلاة، قلت هذا لأمي، كانت غاضبة جدًا، منعوني من القيام بذلك مرة أخرى، وفي شهر رمضان، كنت أود الهرب إلى منازل أصدقائي، حتى إنني صمت في أحد الأيام، لأنني كنت أريد أن أتبع شيئا ما ولكن لم يكن لدي إجابة واضحة عن ماذا أكون".
تساؤل دينا المجندة في الجيش الإسرائيلي، عن ماذا تكون؛ ظل يطاردها، حيث تشير بحسب موقع جيش الاحتلال إلى نقطة التحول في حياتها، "كنت اذاكر لامتحان التاريخ، وكان أخي وابن عمي يلعبان على الكمبيوتر في الطابق العلوي، وأمي وعمتي وأختي في منزلهن بالإسكندرية، فجأة سُمعت أصوات صراخ وتحطيم زجاج".
تقول دينا "كنت مذعورة حقًا، وعلى الفور فكرت أنه لأننا مختلفون هم جاؤوا إلى منزلنا، ذهبت إلى الخارج ورأيت 5 ملثمين، كانوا سلفيين، 5 رجال ملتحين بجلباب، يمسكون هراوات في أيديهم وعلى أكتافهم بنادق، اقتحموا البوابة الحديدية وطلبوا معرفة أين يتواجد رجال البيت، كان تفسيرهم بسيطا وغير مفهوم: عائلة اليهود" .
الهجوم على عائلتها شكَّل نقطة تحول في حياتها، حيث أمهلهم المهاجمون أيام لمغادرة البلاد، تقول عوفاديا "السلفيين نزلوا إلى الطابق الأرضي، وأخبروا عائلة عبد الله بأنهم أمامهم أيام لمغادرة البلد، وفي نفس الوقت ممنوع عليهم مغادرة المنزل، وهددوا بخطف الأطفال إذا ذهبوا إلى المدرسة، لحسن الحظ، نجت الأسرة كلها، هم أطلقوا الرصاص للتخويف، كانوا يطلقون النار في الهواء كنت أنام إلى جانب أمي وأنا خائفة، والدي قال لي إنهم مجرد لصوص، رغم أن الحقيقة أنهم لم يأخذوا أي شي".
بدأت الرحلة من الإسكندرية إلى إسطنبول ومنها إلى تل أبيب، تقول دينا "كنت خائفة، من سيرحب بنا؟ وماذا لو لم يحبونا؟ عندما نزلت من الطائرة رأيت الناس يبتسمون لنا، وهذا جعلني سعيدة، عمي وعائلته والحاخام كانوا ينتظروننا ويبتسمون، لم أكن أفهم اللغة، لكنني شعرت بسلام".
استقرت عائلة عوفاديا في القدس، والتحقت هي وأقاربها بمدرسة دينية، ولم تخل حياتها الجديدة من المصاعب، كما يقول موقع الجيش الإسرائيلي.
بعد إنهاء المرحلة الثانوية، بدأت دينا خدمتها العسكرية كمساعدة في إعداد التقارير العربية في إذاعة الجيش، ثم انتقلت إلى الشرطة العسكرية لفترة قصيرة، وفي النهاية التحقت بوحدة الناطق باسم الجيش، حيث تساعد في تشغيل وسائل الإعلام الجديدة باللغة العربية من على منصات مختلفة، بما فيها يوتيوب وفيس بوك وتويتر، والتحقت بها بعد ذلك شقيقتها سيما في وحدة الناطق باسم الجيش، بينما يقوم شقيقها بتدريبات بسلاح الجو. تتمنى عوفاديا بحسب تصريحاتها، "العودة إلى مصر مرة أخرى، معتبرة أن "جيش الاحتلال ليسوا قتله"، على الرغم من العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين.