القذف المبكر .. تأثيراته على العلاقة الزوجية
12:02 م - السبت 13 فبراير 2016
يعد القذف المبكر أحد أكثر الاعتلالات الجنسية إثارة للجدل من حيث المعتقدات الخاطئة التي تدور حول هذا الموضوع. فما حقيقة وأبعاد المشكلة؟ وما مسبباتها؟ وما تأثيراتها على العلاقة الزوجية؟ وكيف يتم التعامل مع هذا الاعتلال؟
ما القذف المبكر؟
يعود سوء فهم كثير من الناس لحقيقة القذف المبكر، جزئيا إلى تعدد التعاريف التي استخدمت لوصفه. ويعد التعريف الذي تستخدمه الجمعية الدولية لطب الجنس، التي قامت بمراجعته وتحديثه مؤخرا في عام 2014، الأكثر قبولا لدى المختصين في طب الجنس.
ويمكن تفصيل اختلال العملية الجنسية (القذف المبكر) إلى نوعين أساسيين، هما:
- النوع الأول: الاختلال الذي يصيب الرجال خلال كل مرة يمارسون فيها الجماع (أو ما يقرب من ذلك)، ويحدث من أول تجربة، ويعرف بالقذف المبكر طوال الحياة.
- النوع الثاني: القذف المبكر المكتسب، ويعني الانخفاض الملحوظ في مدة الجماع.
ويشترك النوعان في أنهما يشملان عدم القدرة على تأخير القذف والتحكم فيه أثناء كل مرة يحصل فيها الإيلاج المهبلي تقريبا، وأيضا في أن الرجل يعاني من نتائج سلبية شخصية بسبب هذا الاختلال، مثل الإحباط أو تجنب العلاقة الحميمة.
ويأتي الفرق بينهما في الفترة التي يستغرقها الإيلاج المهبلي (الفترة من الإيلاج في المهبل إلى أن يحصل القذف)، حيث إن القذف يحصل عند الدقيقة أو أقل منها في حالات القذف المبكر طوال الحياة.
أما في القذف المبكر المكتسب، فإنه ينخفض عن المعتاد لدى الرجل إلى ثلاث دقائق أو أقل.
وهنا نلفت الانتباه إلى أن تعريف القذف المبكر يستوجب اقتران سرعة القذف المبكر بالإيلاج المهبلي، بمعنى أنه لا يمكن استخدام هذا التعريف عند ممارسة العادة السرية أو الجنس الفموي مثلا، حيث إنه لا يوجد ترابط واضح بين هذه الأنواع المختلفة من الممارسة الجنسية.
كما توجد صورتان أخريان للقذف المبكر ويجب التنويه بهما، هما:
- الصورة الأولى: التفاوت الطبيعي غير المستمر الذي قد يحدث في مدة الإيلاج المهبلي لدى كثير من الرجال وهذا لا يعد اختلالا جنسيا.
- الصورة الأخرى: ما يحصل عند بعض الرجال من الإحساس أو الاعتقاد بأن لديهم سرعة في القذف على الرغم من أن فترة الإيلاج المهبلي لديهم طبيعية، وفي بعض الأحيان أطول من المعتاد، حيث ينشغل البعض كثيرا بهذا الشعور الخاطئ.
ونود التنبيه هنا إلى بُعد كثير مما يشاهد في الأفلام أو ما يقال في المجالس أو يكتب في المنتديات بأن الجماع عملية ماراثونية تستمر وتستمر وتستمر، عن الحقيقة العلمية؛ حيث إن الواقع، حسب الدراسات التي استخدمت فيها الساعات (stop watches)، أن متوسط مدة الإيلاج المهبلي لدى الرجال خمس إلى ست دقائق.
ما أسباب الإصابة بالقذف المبكر؟
يجب علينا إيضاح أنه، في حال تطبيق التعاريف الآنفة الذكر، فإن معدل انتشار القذف المبكر بنوعيه ينحصر في 5 في المائة من الرجال فقط تقريبا وليس ما كان معتقدا سابقا من أنه واسع الانتشار، حيث كان القذف المبكر يوصف بأنه أكثر الاعتلالات الجنسية لدى الرجال انتشارا. ولا يعرف سبب الإصابة بهذا الاختلال لدى أغلب الرجال المصابين به، على الرغم من وجود كثير من الأسباب المقترحة التي لم يتم الاتفاق على غالبيتها بشكل قاطع.
كيف يؤثر القذف المبكر على العلاقة؟
قد يتسبب القذف المبكر في التقليل من استمتاع الطرفين أو كليهما بالعلاقة الجنسية، مما قد ينتج عنه اضطراب في العلاقة الحميمة، وتبعا له تتأثر الحياة العاطفية بين الزوجين، وهي مشكلة قد تؤثر على الطرفين إلى حد كبير.
كيف يتم التعامل مع هذا الاعتلال؟
الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الاعتلال، التعرف على وجود اختلال في العلاقة الجنسية، ويكون وفقا للتعريف العلمي له. وهنا تكمن أهمية التواصل بين الطرفين، حيث إن سرعة القذف قد لا تكون مشكلة لدى الزوجة على سبيل المثال وزوجها لديه اعتقاد بأنها غير راضية.
والعكس صحيح، فقد تكون الزوجة منزعجة من قصر فترة الإيلاج، ولكن من دون التواصل تظل المشكلة دون حل، مما يزيد من إحباطها لدرجة قد تتجنب معها الجماع.
لذلك يعد التواصل بين الطرفين شيئا مهما ننصح به الأزواج، مع ضرورة تذكر أنها علاقة لا يوجد فيها طرف «مخطئ»، حيث إن الجماع علاقة يشترك فيها طرفان كل منهما حريص على الآخر لكي تتم بطريقة صحية وصحيحة.
أداة ذاتية
ويحتوي موقع «جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية» (www.yoursexualhealth.me) على أداة لتشخيص القذف المبكر بإمكان القارئ استخدامها في حال كان لديه شك أنه مصاب بالقذف المبكر.
وفي حال شك الرجل أن لديه اختلالا ما، ننصح بأن يأخذ بمشورة طبيب مختص، مثل جراح المسالك البولية، ويقوم الطبيب بدوره بتقييم الرجل.
وفي حال ثبت أن لدى الرجل قذفا مبكرا بالفعل، فبإمكان الطبيب علاجه بإحدى الوسائل المختلفة التي أظهرت جدوى في علاج هذا الاعتلال.
وتشمل هذه الوسائل بعض التقنيات التي قد يستخدمها الزوجان أثناء الجماع أو الأدوية التي تستخدم موضعيا أو بالفم. وأغلب هذه الأدوية من المفروض عدم صرفها إلا بوصفة طبية.