سيدتي .. كل ما يجب أن تعرفيه عن متلازمة المبيض متعدد الأكياس
خاص الجمال - محمد إبراهيم
ما هي متلازمة المبيض متعدد الأكياس؟
هذه المتلازمة عبارة عن مشكلة في الهرمونات الجنسية للمرأة وهى تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، والتي أساسها وجود العديد من الأكياس الصغيرة في المبيض.
إن متلازمة تكيس المبايض تحدث بين النساء بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10% من النساء والتي غالباً ما تعد سبباً للعقم لدى النساء.
وأعراض متلازمة تكيس المبيض تظهر مع سن المراهقة حيث اضطرابات الحيض، وقد لا تعرف بعض النساء أنهن يعانين من المتلازمة إلا عندما يتعرضن للعقم وحينها يكتشفن السبب.
ما هي أعراض المرض؟
لا شك أنه توجد بعض العلامات والأعراض الرئيسية لاضطرابات الطمث بسبب متلازمة تكيس المبيض، إضافة إلى وجود مستويات مرتفعة من هرمون "الأندروجين" الذكري.
وتشمل تلك الاضطرابات في الدورة الشهرية تأخر نزول الطمث، إضافة إلى وجود عدد فترات أقل للطمث من الحالة العادية، وقد يصل الأمر إلى عدم نزول الحيض لـ 3 أشهر متتالية، كما يمكن أن يترافق الحيض مع الإباضة مما قد يتسبب في حدوث نزيف حاد.
ومن الأعراض المرتبطة بارتفاع مستوى هرمون الأندروجين "انتشار حب الشباب – نمو الشعر في مناطق كثيرة بالجسم – وفقدان شعر الرأس" إضافة إلى :-
- السمنة وزيادة الوزن.
- ارتفاع مستوى الأنسولين في الدم.
- البشرة الدهنية.
- تقشر فروة الرأس.
- العقم.
- تغير ألوان الجلد.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- وجود أكياس متعددة على المبيض.
ويجوز لأحد هذه الأعراض السابقة أن تكون غائبة عند الإصابة بالمتلازمة المرضية باستثناء حدوث الاضطراب في فترة الحيض والذي يعتبر إشارة أساسية للمرض، كما أن النساء اللائي يعانين من المرض لا يحدث لديهن تبويض بانتظام، فلا تحدث الدورة الشهرية كل شهر، وهذا يعتبر السبب الأساسي في صعوبة حدوث الحمل.
ما هو سبب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض؟
لم يتم التوصل حتى الآن لسبب واضح وراء الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض، ولكن من المرجح أن يكون العامل وراثياً في الأساس، إضافة إلى العوامل البيئية المحيطة بالمرأة.
كما أن المرأة المصابة بالمرض عادة ما تكون أمها أو اختها مُصابة بنفس المرض، إضافة إلى أن باحثي علوم الوراثة توصلوا إلى أن الطفرات الجينية لها دور كبير في الإصابة بالمرض.
إن المرأة المُصابة بالمتلازمة لا شك أن مبيضيها يحتويان على عدد كبير من الأكياس بداخله، وقد يتهيأ للبعض أنها مثل "الخراج"، لكن الخراج قد يصيب المبيض دون حدوث المتلازمة لذلك فقد تم اكتشاف أن الخراج نفسه في المبيض لا يسبب أي مشكلة.
كما أنه من الشائع عند المرأة المُصابة بالمرض أن يكون هناك خلل في نسبة السكر بالجسم، والذي غالباً ما يكون مقاوماً للأنسولين وارتفاع نسبته في الدم، ومن هنا يعتقد الباحثون أن هذا الأمر له علاقة وطيدة بحدوث تشوهات في المبيض.
ومن المعروف أيضاً أن الأكياس الموجودة في المبيض تعمل على إنتاج قدر كبير من هرمونات الذكورة المعروفة بالأندروجينات، وقد يكون هذا الإنتاج الزائد لهرمون الذكورة مرتبط بنسبة الأنسولين في الدم.
من الأسباب الأخرى للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض هو الإنتاج المفرط لهرمون LH من الغدة النخامية والذي يحفز المبيض لإنتاج كم كبير من الهرمونات. ومن العوامل الأخرى التي تتسبب في المرض هي معاناة الجسم من التهاب مزمن، والتعرض لهرمونات الذكورة.
كيف يتم تشخيص متلازمة تكيس المبيض؟
يتم عادة تشخيص المتلازمة على نحو وجود الأعراض السريرية المذكورة سابقاً، كما سيقوم الطبيب باستبعاد الأمراض التي لها بعض الأعراض المشابهة مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية في الدم أو ارتفاع نسبة إنتاج هرمون البرولاكتين، إضافة إلى أورام الغدة الكظرية وارتفاع مستويات الأندروجينات مما يعمل على ظهور حب الشباب وزيادة نمو الشعر، وهذا يحاكي تماماً أعراض متلازمة تكيس المبيض.
كما يمكن للاختبارات المعملية الأخرى أن تكون مفيدة في تشخيص متلازمة تكيس المبايض، مثل تحليل مستوى هرمونات الذكورة في الدم والتي قد تكون مرتفعة حال الإصابة، إضافة إلى تحليل مستوى هرمون البرولاكتين وهرمونات الغدة النخامية.
يمكن التعرف أيضاً على الأكياس من خلال تكنولوجيا التصوير عن طريق الموجات الفوق صوتية، والتي تمر عبر الجسم حتى تصل إلى المبيضين للكشف عن وجود الأكياس في المبيض. عادة ما يكون التشخيص مبني على الحالة السريرية وتاريخ المرض والفحص البدني والفحوصات المخبرية.
هناك أسلوب تصويري أكثر براعة وتأثيراً وهو الآشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي والذي بدوره يمكنه الكشف عن الأكياس في المبيض، وتتطلب تلك الأنواع من الآشعة حقناً أو بعض الأصباغ أحياناً و التي يمكن أن ترتبط بدرجة معينة بمضاعفات المرض عند بعض المرضى.
ماذا عن مضاعفات المرض؟
المرأة المُصابة بمتلازمة تكيس المبايض معرضة للإصابة بعدد كبير من الأمراض، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب وسرطان الرحم.
وبسبب حدوث خلل هرموني، فإن العقم هو أكثر الأعراض شيوعاً مع المتلازمة، وذلك بسبب عدم وجود الإباضة إضافة إلى قلة هرمون الإستروجين في الجسم بسبب الإصابة بالمتلازمة، وهذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي في الرحم والذي قد يستمر لفترات طويلة، كما أن المرأة معرضة للإصابة بتضخم في جدار الرحم إضافة إلى الإصابة بسرطان الرحم، كما يمكن إعطاء أدوية للحث على إنتاج الإستروجين بطريقة منتظمة من بطانة الرحم.
كما تعتبر البدانة أحد الأشياء المتعلقة بالمرض، فحوالي 60% من المرضى بالولايات المتحدة يعانون من البدانة، لكن السمنة ليست التطور الوحيد، فيمكن الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية إضافة إلى الإصابة بمتلازمة الأيض الغذائي.
ويزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بتطور مرض المتلازمة لا سيما إن كان هناك تاريخ عائلي من مرض السكري، مثل البدانة ومقاومة الأنسولين وكليهما مرتبط بمتلازمة تكيس المبايض والتي هي مرتبطة بتطور داء السكري من النوع الثاني، كما يمكن للتغير في لون الجلد أن يكون ناتجاً للإصابة بالمتلازمة.
طريقة العلاج :-
علاج المرض يعتمد جزئياً على طريقة حياة المرأة المريضة، خاصة النساء الشابات اللائي يرغبن في منع الحمل ومنع الإصابة بسرطان الرحم، كما يوجد علاج آخر بطريقة هرمونية عن طريق هرمون البروجسترون لعلاج فترات الطمث وتقليل الإصابة بسرطان الرحم .
يمكن لحبوب منع الحمل أن تمنع من نمو الشعر في مناطق متعددة في الجسم إضافة إلى التخلص من حب الشباب ، كما يجب إجراء اختبارات للدم قبل استخدام حبوب منع الحمل منعاً لتأثيرها على البوتاسيوم في الدم أو الكلى، إضافة إلى وجود مستحضرات تجميل تعمل على تخفيف نمو الشعر في الوجه عند المرأة.
كما توجد أدوية تحفز الإباضة من أجل النساء اللائي يرغبن في الحمل، إضافة إلى وجود علاجات هرمونية من أجل القضاء على العقم. وهناك بعض العلاجات من أجل السمنة المفرطة مما يعمل على تفادي الإصابة بالسكري أو أمراض القلب أو أمراض الأوعية الدموية.
وأخيراً يمكن العلاج عن طريق العمليات الجراحية بحفر المبيض حال عدم الاستجابة بالنسبة للعلاجات الأخرى، حيث يتم إدخال تيار كهربائي داخل المبيض وأنسجته من أجل العلاج.