المضادات الحيوية غير المناسب .. ما أضراره؟
11:58 ص - الثلاثاء 28 يوليو 2015
من الأخطاء التي قد يرتكبها الأطباء المعالجون عدم التدقيق عند اختيار المضاد الحيوي المناسب للميكروبات المتسببة في الإصابة بالمرض أو الالتهاب البكتيري، مما يترتب عليه عدم الشفاء في المدة الزمنية المتوقعة أو تفاقم الحالة المرضية أو الاضطرار لوصف نوع آخر من المضادات الحيوية، هذا بالإضافة إلى زيادة العبء الصحي والمادي على المريض.
إن استخدام المضاد الحيوي غير المناسب لا تقتصر نتائجه السيئة على فشل معالجة الحالة ذاتها، وإنما قد يتسبب في خلق نوع من المناعة لدى الجرثومة المسببة للمرض إضافة إلى التكاليف غير الضرورية.
وقد أشارت دراسة نشرت في مجلة «مكافحة العدوى وأوبئة المستشفيات» (Infection Control & Hospital Epidemiology) إلى وجود ارتباط وثيق بين التشخيص الخاطئ (misdiagnoses) والاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية.
قام علماء في جامعة مينيسوتا (مينيابوليس) بتحليل بيانات 500 مريض أدخلوا إلى المركز الطبي بمينيابوليس لإجراء فحص يوضح ما إذا كان التشخيص والدواء المستخدم متطابقين أم لا. وأظهرت الدراسة أن 58 في المائة من المرضى فقط هم الذين تلقوا التشخيص والدواء بشكل صحيح.
وبشكل عام، كان ما يزيد على نصف المرضى المنومين بالمستشفى (56 في المائة) قد أعطوا مضادات حيوية، وما يقرب من نصف هؤلاء استخدمت المضادات في علاجهم بطريقة غير صحيحة.
ووجد أيضا أن 95 في المائة من المرضى، الذين كانت تشخيصات حالاتهم غير صحيحة أو غير محددة أو جرى تنويمهم لعرض مرضي وليس لمرض محدد، كانوا قد وصفت لهم مضادات حيوية غير مطابقة. ليس ذلك فحسب، فقد وجد كذلك أن 38 في المائة من المرضى الذين حظوا بالتشخيص الصحيح كانوا قد أعطوا مضادات حيوية بشكل غير صحيح.
وبالبحث عن أسباب وجود عدد كبير من التشخيصات الخاطئة واستخدام عقاقير غير صحيحة توصل فريق البحث إلى أنها تتركز على: الاعتماد على البديهة بدلا من التحاليل المخبرية والمزرعة البكتيرية عند وصف المضاد الحيوي، والازدحام الشديد، والتعب الزائد للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ووصول المرضى محالين بتشخيصات خاطئة قبل تنويمهم، وعدم التحقق قبل إعطاء الدواء، فضلا عن نقص الخبرة السريرية والشخصية بالتأثيرات السلبية للأدوية.
وعليه، أوصى الباحثون بتوخي الدقة عند تشخيص الحالات، والاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات، ووضع استراتيجيات محكمة لإدارة المضادات الحيوية، وتنظيم دورات علمية للأطباء لتجنب الأخطاء التشخيصية، وأخيرا التعرف على علم المضادات الحيوية: متى توصف، الجرعة وطريقة الاستخدام، مدة إعطائها، ومتى يجب إيقاف تناولها.