فيلم جرئ عن "شواذ إيران" يعرض في مهرجان برلين !!
"علي"، "أنوش" و"فرهد"... ثلاثة شباب يظهرون كذكور لمرة أخيرة ضمن الفيلم الوثائقي "أن تكون مثل الآخرين Be Like Others"، الذي شهد عرضه الأول للصحفيين ضمن قسم (المنتدى – Forum) في اليوم الثاني من أيام مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ58 الذي تستمر فعاليته حتى الـ17 من فبراير/شباط الجاري.
ويروي الفيلم تفاصيل حياة ثلاثة شباب قاموا بتحويل جنسهم في إيران، وليست هذه ظاهرة غريبة في الجمهورية الإسلامية؛ حيث إن عملية تبديل الجنس مسموحة دينيا وقانونيا في إيران، بعد فتوى كان قد أصدرها "آية الله الخميني" منذ 20 عاما تبيح تحويل الجنس في دولة تقوم بإعدام أي مثلي الجنس.
ويرصد الفيلم بجرأة غير مسبوقة إيرانيا ولا حتى عربيا، آراء هؤلاء الشباب وعائلاتهم. "أنوش" لديه حبيب منذ أكثر من عام، ويرفض هذا الحبيب أن يمارسان الجنس قبل أن يتحول "أنوش" إلى فتاة، خاصة أن "أنوش" يضع دوما مساحيق التحميل ويلبس ما يقارب ملابس النساء.
الأم تريد ابنها رجلا فعليا، لكن الطبيب المتفهم "بهرام مر جلالي" المتخصص في هذه العمليات، التي بلغ عددها أكثر من 470 عملية على حسب قوله، يعتبر أن هذه هي الطريقة الوحيدة كي يحيا هؤلاء الشباب حياة طبيعية، وعلى رغم من تحذيراته من خطورة العملية والألم التي ينتج عنها، لكنه لا يجد صدى لدى زائريه، فهو يؤكد في الفيلم أن الجميع يرغب في التخلص من عذاب المجتمع، ويبلغ متوسـط تكلفة هذه العملية 4500 دولار.
وتدعم إيران عمليات تبديل الجنس بشكل واضح وفعال، لدرجة أنها توفر "رخصة" للشباب الذين في طريقهم لعملية تبديل الجنس، بحيث تبعد هذه الرخصة أي نوع من التحرش في الشارع، سواء من قبل الشرطة أم رجال الدين، ويجب أن تكون جميع هذه العمليات قانونية، وبناء على فحص شامل للراغبين في تبديل الجنس قبل أية عملية.
جرأة الفيلم تصل إلى حد تصريح "علي عسكر" الشاب الذي تحول إلى فتاة أيضا، أنه كان يفضل أن يبقى كما هو، لكنه نفذ هذه العملية كي يستطيع العيش بسلام، لكن المفاجأة أن الفيلم زار "علي" سابقا، ليجدها تعيش وحيدة وتعتمد في مصدر دخلها على بيع جسدها تحت بند الزواج المؤقت لساعات؛ حيث هناك كثير من الرجال يرغبون في مثل هذه العلاقات، لأن المتحولين لا يستطيعون الإنجاب، وبالتالي لا يوجد خطر من أية علاقة جنسية عبر الزواج.
معظم أحداث الفيلم دارت في مستشفى تبديل الجنس، وبدا واضحا أن المخرجة اعتمدت على تسجيل مستمر دون توقف للحصول على حوارات عفوية تماما.
مخرجة الفيلم هي "تاناز إشاغيان"، ولدت في إيران عام 1974 قبل أن تغادرها مع والدتها إلى نيويورك في سن السادسة مع بداية حرب الخليج الأولى العراق وإيران، وما زالت تعمل وتعيش هناك، وجميع أفلامها السابقة -قصيرة ووثائقية- ترصد ما له صلة بإيران، سواء الإيرانيين الذين يعيشون في أمريكا أم عن أحداث إيرانية سابقة.
وسجلت "تاناز" أكثر من 50 ساعة، قبل أن تعمل على النسخة النهائية التي وصلت إلى 74 دقيقة.
وتعتبر "تاناز" أن قانون السماح بتبديل الجنس في إيران كان صادما لها، في دولة محافظة إلى أقصى درجة. لكن يبدو أن هذه طريقة للتخلص من المثلية الجنسية (الشواذ)، وربما هذا ما دعا الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" إلى تصريحه مؤخرا أن "المثلية الجنسية غير موجودة في إيران مثلما يحدث في البلدان الغربية".