القرع أدهش العالم بفوائده الصحيّة العظيمة

 يعتبر القرع أو اليقطين من أكثر المحاصيل الزراعية انتشاراً حول العالم. وينتمي إلى الفصيلة القرعية التي تضم البطيخ والخيار والكوسا أيضاً. ولعلّ ما سيثير غرابة البعض أنّ القرع هو أحد أنواع الفاكهة، على الرغم من تواجده في قسم الخضار في الأسواق دائماً. ومنذ آلاف السنين قبل الميلاد وحتى يومنا هذا تمكّن القرع من إدهاش العالم بفوائده الصحيّة العظيمة التي تطول قائمتها يوماً بعد يوم، كما استطاع التسلل إلى العديد من الأصناف الغذائية المحببة لدى مختلف الشعوب.

 

إنّ هذه الفاكهة المتواضعة التي يشكل الماء 90٪ من وزنها، تحوي نسبة عالية من مضادات الأكسدة كالكاروتينات والبولي فينول فلافيد، بالإضافة للفيتامينات والألياف والمعادن وغيرها من المركبات المهمّة لصحة الإنسان، ممّا جعل أخصائي الأغذية ينصحون بإضافتها إلى الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن أوضبط الكوليسترول.

 

 والخبر السار أنّه يمكنك الحصول على كل تلك العناصر المغذية مقابل سعرات حرارية معدودة وطعم لذيذ!

 

فعند تناولك ١٠٠ جم من القرع تحصلين على ٢٦ كالوري فقط من دون أي دهون مشبعة أو كوليسترول أو صوديوم. مقابل كمية جيدة من فيتامين ه ومجموعة فيتامين ب  / الثيامين(فيتامين ب١) والنياسين( ب٣) والرايبوفلافين( ب٢) ،حمض البانتوثونيك (ب٥) وحمض الفوليك( ب٩) / والحديد  والفوسفور والمنغنيز والزنك، بالإضافة لنسبة عالية من الألياف وفيتامين أ وفيتامين ج  والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم  ومركبات البولي فينول فلافونويد.

 

 

" فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين" سورة الصافات

إنّ العناصر الغذائية القيّمة الموجودة في القرع تفسّر الفوائد الصحيّة العظيمة التي تعود على الإنسان عند تناوله القرع نذكر منها:

 

يحتاج الإنسان من أجل أن يستطيع جهازه الهضمي أن يقوم بهضم الطعام بشكل سليم وامتصاص العناصر الغذائية المفيدة منه ٢٠- إلى ٣٥ جم من الألياف يومياً. وهي كمية لا يحصل عليها معظمنا من خلال نظامنا الغذائي المفتقر لهذه الألياف المهمة. الأمر الذي يؤدي إلى الإمساك وغيرها من المشاكل الصحية كالبواسير. لذا فإنّ القرع بما فيه من نسبة ألياف مرتفعة يجعل جهازك الهضمي يعمل بشكل أفضل، فبالإضافة لكون كوب واحد من مهروس القرع يحوي ٧ جم من الألياف، فهو أيضاً يزودك ب ١٠٪ من حاجتك اليومية من  البوتاسيوم الذي له دور كبير في تحسين عمل الجهاز الهضمي.

 

إنّ القرع غني بمعدن الحديد الذي يعمل على زيادة مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض. فالكوب الواحد من هريس القرع يزوّد الجسم بنسبة عالية من الحديد(٣٫٤ ملغم) وهي كمية تمثل ٤٣٪ من حاجة الرجل اليومية من الحديد وتشكل ١٩٪ من حاجة المرأة اليومية منه .

 

كما أنّه غني بفيتامين أ الذي يقوم بتقوية مناعة الجسم بالإضافة إلى المحافظة على صحة العيون والأسنان والعظام، فالكوب الواحد من هريس القرع يزوّد الجسم ب ١،٩٠٦ ميكروغرام من فيتامين أ في حين أنّ الحاجة اليومية منه من ٧٠٠ إلى ٩٠٠ ميكروغرام.

كما آنّ نفس الكمية من الهريس تعطي الجسم ١٥٪ من حاجته اليومية من فيتامين ه الذي يقوي مناعة الجسم ويحمي الخلايا من التلف الذي قد يؤدي إلى بعض الأمراض كالسرطان.

 

إنّ مضادات الأكسدة الموجودة في القرع تعمل على حماية الجهاز التنفسي من الالتهابات وتساهم في الحد من نوبات الربو أيضاً.

 

إنه غنى القرع بمضادات الأكسدة يجعله غذاء يساعد على حماية الشراين من التصلب وبالتالي حماية القلب من الجلطات والسكتات الدماغية.

 

القرع غني بالحمض الأميني الأساسي التربتوفان، الذي لا يستطيع الجسم تصنيعه بنفسه، وهو مركب ضروري يقوم بتحفيز الشعور بالسعادة والقضاء على المزاج الحزين.

 

كل من مضادات الأكسدة الموجودة في القرع كفيتامين أ و ج و ه تعمل على حماية البشرة من التلف نتيجة التعرّض للظروف البيئية المحيطة، وتساعد على زيادة جماليتها وحمايتها من الشيخوخة أو حب الشباب. ومن أجل الحصول على أفضل النتائج يفضل المداومة على شرب عصير القرع بانتظام.

 

إنّ مركبي  اللوتين والزياكسانثين بالإضافة لفيتامين أ الموجودين في القرع، يقومون بحماية العين من الجذور الحرّة، ووقايتها من اعتام العدسة والضمور البقعي عند كبار السن.

  

تعرّفي على قيمة  بذور القرع الغذائية، وأفضل طرق شراء وتخزين القرع، وخطوات تجهيزه للطبخ، وكيفية تحضير هريس القرع، بالإضافة لألذ وصفات القرع العالمية وغيرها من المعلومات المفيدة المتعلقة بهذه الفاكهة المدهشة، وذلك في مقال "القرع" في مجلة فتافيت عدد أكتوبر ٢٠١٤.