في السعودية .. حمى الحقائب الثمينة تصيب الرجال

رياح الموضة والمظهر الأنيق في السعودية تعصف بالجميع، وبلا استثناء، بدءا من النساء إلى الرجال مرورا بالاطفال، وليس أدل على ذلك من حمى حقائب اليد التي اجتاحت كل الأوساط. فبعد أن كان اقتناء الحقائب الثمينة المتماشية مع آخر خطوط الموضة والمذيلة بتوقيع أشهر المصممين وأهم دور الأزياء العالمية مهمة نسائية بامتياز، إلى درجة انها باتت تعتقد انها من حقها، صار هذا الاكسسوار جزءا من أناقة الرجل السعودي ومكملا لمظهره بشكل بارز.


فحمله للحقيبة الرجالية لم يعد مقتصراً على الطلاب والموظفين لدى ذهابهم إلى مدارسهم أو أعمالهم، ولكنه أصبح اكسسوارا ضروريا، وعمليا ايضا، يجمع فيه حاجياته المتعددة بغض النظر عن سنه أو مستواه الاجتماعي.

هذا الاهتمام الرجالي المتزايد بالحقائب اليومية، يؤكده عبد السلام القصيري، وهو بائع بمحلات الرباعيات بجدة، بقوله: ان إقبال الشبان والرجال على الحقائب في تزايد، خاصة بالنسبة للحقائب التي تحمل توقيعات مصممين مشهورين أو بيوت أزياء عالمية.

وتختلف ذائقة الشبان بحسب فئاتهم العمرية، واهتماماتهم اليومية، ففي حين يفضل طلاب المدارس الثانوية والجامعات حمل الحقائب الكبيرة التي تحمل على الظهر وتصنع من القماش بألوان زاهية وأشكال مختلفة تتراوح من اللون البيج والأزرق والبني والزيتي أو مزيج من اللونين الأبيض والأسود، والأهم من هذا تحمل ماركة الشركة الصانعة بوضوح، يفضلها الرجال الأكبر سناً من الجلد الفاخر وبتصميم كلاسيكي حمل باليد عادة. أما من حيث تفضيل الشبان لبعض الماركات على غيرها فإن دولتشي آند غابانا وبرادا تظل المفضلة لدى الأغلبية في حين يفضل الأكبر سناً عادة الماركات التقليدية والكلاسيكية مثل لانفان».

وفي السياق ذاته، يؤكد محمد عبد الكريم، البائع بمحلات دولتشي آند غابانا بمركز الخياط، بأن الشباب السعودي رغم اهتمامه بأناقة أزيائه واكسسواراته، فإنه لا يبالغ كثيرا، إذا ان اهتمامه هذا يبقى ضمن المعقول. فالمعدل الطبيعي لتغيير الحقيبة بحسب ملاحظته لزبائن المحل يتراوح بين الثمانية أشهر والعام، في حين أن الفتاة على سبيل المثال تحرص على تغيير حقيبتها في فترة لا تزيد عن الـ 4 أشهر كحد أعلى في كثير من الأحيان.

كما يؤكد بأن ثمن الحقيبة المرتفع نسبياً لا يقف عائقاً أمام الشباب الذي يرغب بامتلاك حقيبة مناسبة لاحتياجاته وتضفي على مظهره نوعاً من التجديد والترتيب. فأسعار الحقائب المعروضة في المحل تتراوح من سعر الـ 3 آلاف ريال سعودي إلى 5 آلاف بالنسبة للحقائب المصنوعة من القماش، أما بالنسبة للجلدية منها، فيقفز سعرها إلى 9 آلاف ريال تبعاً لنوع الماركة والخامة المستخدمة.

ويضيف:«السبب هو ان الحقائب الكلاسيكية الجلدية التي يفضلها الرجال الأكبر سناً تكون عادة متينة كونه لا يرغب في تغيير حقيبته إلا في حال تعرضت لخدش أو تلف معين ، ولهذا فإن هذه الفئة أقل تغييراً، كما أنه إذا قام بالتغيير يختار حقيبة من نفس النوع أو قريبة الشبه بها.

أما بالنسبة للشبان، فالأمر يختلف تماما، حيث يغير البعض حقيبته كل 8 أشهر تقريباً، والبعض يغيرها في كل مرة تصل فيها بضاعة جديدة. فهؤلاء عادة يبحثون عن الحقيبة الجذابة ذات الألوان التي تتناغم دائماً مع اللون الأبيض المحايد للثوب، ومع ملابسه العادية التي تتكون في الغالب من الجينز والـ «تي شيرت» على سبيل المثال لكن الأمر مرهون بالإمكانات المادية لكل شاب». وإذا كانت حقيبة محتويات الفتاة تعتمد بشكل كبير على شخصيتها، وقد يصل بها الأمر في بعض الأحيان لتكون سراً مغلقاً ولغزاً يستعصى حله، فإن محتويات حقيبة الشاب هي الأخرى لغز بحسب رأي عبد السلام، لكنه لغز غير مستعص. ففي الغالب يحمل الشاب في حقيبته محفظته، ومفكرته اليومية، ومذكراته الدراسية إذا كان طالباً، وإذا كان موظفاً فهو يحمل أوراقه الخاصة بالعمل، وجهاز الآي بود، وعلبة السجائر إذا كان مدخناً، بالإضافة إلى جهاز الكمبيوتر المحمول، وقنينة صغيرة من عطره المفضل.

كيف تحافظ على حقائبك الجلدية؟
ينصح أصحاب الحقائب الثمينة باتباع بعض الإرشادات البسيطة التي تضمن سلامة الحقيبة وحفاظها على جودتها ورونقها لفترة طويلة، وإن كان يؤكد على متانة وجودة الحقائب ذات الماركات العالمية. بالنسبة للحقائب الجلدية يجب الاهتمام بالتالي:

> يمكن تنظيفها من الداخل والخارج باستعمال قطعة قماش مبللة مع قليل من الصابون اللطيف.

> يجب العناية بمقبض الحقيبة كونه الجزء الأكثر احتكاكاً بالجسم. > استخدام كريم خاص منظف للجلود يمكن الحصول عليه من المحلات المتخصصة وذلك عن طريق تدليك الحقيبة بالكريم، ومسحه باستخدام قماش ناعم، وتلميعها بعد ذلك بواسطة قطعة قماش نظيفة.

> حفظ الحقائب في أكياس القماش الخاصة بحفظها في حال عدم الاستخدام، كي لا تتسخ أو تخدش.

> عدم تخزينها فوق بعضها بعضا.

> يظل تنظيف الحقيبة لدى المحلات المتخصصة خياراً جيداً إذا كانت الحقيبة غالية الثمن، أو كانت من القماش الذي تصعب العناية به مقارنة بالجلد إلا أنه أسهل وأخف وأكثر تفضيلا من قبل الشبان.