بحثا عن الهدية المثالية .. زمن العطر ولى وجاء زمن الطائرات واليخوت
يبدو أن زمن إهداء زجاجة عطر وباقة من الورود ولى، وحل مكانه زمن المال والتبذير وشراء الحاجيات غالية الثمن التي تتعدى في بعض الاحيان طاقة الانسان المالية وتودي به الى الوقوع في شبكة الدين الذي يصعب التخلص منه، فتكون عواقبه وخيمة.
فمما لا شك فيه ان الانسان وتطلعاته تتبدل مع تغير الزمن، ففي الماضي وفي فترة الاحتفالات كانت الهدية هي عبارة عن عربون محبة رخيص لكن ثمنه الاصلي يكمن في قيمته المعنوية، غير ان الهدية اليوم أصبحت عبئا على شاريها ومتلقيها الذي يقع على عاتقه هم شراء هدية بنفس القيمة.
فبما اننا على ابواب الاعياد فلا بد ان نلقي نظرة على الهدايا المتوفرة في الاسواق، فإذا كنت تبحث عن هدية للبنات الصغيرات فيجب عليك ان تنسى العرائس التقليدية، فهناك عرائس تتكلم وتبكي وتزرف الدمع و...، وإذا كنت تنوي ان تهدي طفلا فلا بد ان ترصد ميزانية ضخمة لانه من الصعب شراء لعبة الكترونية بأقل من 40 دولارا فحضر نفسك لفاتورة كبيرة.
أما إذا كنت تبحث عن هدية للحبيب فانسى الورد وركز على السيارات والطائرات واليخوت والرحلات على متن سفن الاحلام.
ففي دراسة قامت بها شركة «دولوات» تبين ان هناك طلبا كبيرا على الهدايا الغالية للاعياد القادمة لان الطبقة الغنية اصبحت أكثر غنى في حين ان الطبقة المتوسطة ترتكز على بطاقات الائتمان.
فمن المعروف عن موسكو انها تصنف كونها تحتوي على ثاني اكبر عدد من اصحاب الملايين في العالم بعد مدينة نيويورك، غير ان هذه الطبقة من الشعب ليس لديها الوقت للتبضع لذا أقيم في روسيا معرض خاص بالمليونيرات الذي لا يسعفه الوقت لشراء كل شيء، لذا يمكنه الاختيار بين الالماس وطائرات الهليكوبتر والسيارات والاعمال الفنية..
وفي روسيا حيث تفيد الاحصاءات الحكومية بان نحو ثلث تعداد سكان البلاد البالغ 142 مليون نسمة يعيش على أقل من 200 دولار في الشهر يمكن الحصول على خدمات الشركة مقابل اشتراك سنوي قدره 2500 جنيه استرليني (5147 دولارا).
واصبح تدبير اسلوب حياة اثرياء روسيا قطاعا سريع الازدهار مع استفادة مجموعة صغيرة من السكان من ارباح الازدهار الاقتصادي الذي تغذيه الاسعار العالمية المرتفعة لصادرات روسيا الرئيسية من النفط والغاز.
وذكرت مجلة «فوربس» ان عدد اصحاب الملايين في موسكو اكبر منه في لندن وتأتي موسكو في المرتبة التالية بعد نيويورك. في حين انه يبلغ متوسط دخل الفرد في روسيا حوالي خمسة الاف دولار في العام ويحصل سكان البلدات والقرى الصغيرة على اقل من ذلك.
وكانت شركة فولسكايا واحدة من مئات العارضين في معرض موسكو للمليونيرات وهو مناسبة سنوية تعرض فيها الشركات التي تقدم سلعا مترفة منتجاتها الباهظة في عهد يؤمن بالقول المأثور «كلما كان اكثر بذخا كلما كان افضل».
وتباع في المعرض سيارة مرسيدس مرصعة بالالماس ومائدة لتقديم القهوة مصنوعة من عاج حيوان الماموث.
ويقول جاري ويسبرج مدير شركة نيو بيزنيس ديفيلوبمنت التي تنتج تلفزيونات منزلية عرضها نحو اربعة امتار «نحن هنا لاننا نريد ان نرى رد الفعل تجاه منتجاتنا». ومن المنتجات باهظة الثمن في المعرض جهاز لتشغيل اقراص مدمجة سعره 250 ألف دولار ونسخة بالحجم الطبيعي من لوحة رمبرانت «دورية الليل» مصنوعة من قطع الخزف وقلم من الماس بقيمة مليون دولار.
ولن يتمكن الاثرياء من حبس أنفاسهم خلال فترة الاعياد المقبلة حينما يطالعون هدايا العيد التي تعرضها محلات نيمان ماركوس الاميركية.
فمن ضمن الهدايا المعروضة في تلك المحلات المعروفة بلائحة الهدايا التي تقترحها على زبنائها في فترة العيد غواصة تتسع لشخصين ذات نوافذ واسعة ومكيفة وذات مقاعد من الجلد الطبيعي وثمنها 1.4 مليون دولار. أو تأجير فرقة موسيقى سمفونية بكامل أعضائها لتعزف مقطوعات تشايكوفسكي الشهيرة من باليه «كسارة البندق»، التكلفة 1.6 مليون دولار فقط! أو شراء قطعة أرض في منطقة تعرف بالجنة في مونتانا بـ 2.3 مليون دولار. أما إذا كنت تبحث عن هدية ذات طابع شخصي فماذا عن هاتف جوال مرصع بالماس على ارضية من الذهب الاحمر وثمنه 73 الف دولار فقط لا غير.
إنها أمثلة على ما تجده في لائحة محلات نيمان ماركوس الفاخرة التي توجد في دالاس وتكساس وتصدر تلك اللائحة في كتيب منذ عام 1926 وترسله الى أهم زبائنها ويمكن أيضا معاينة اللائحة على شبكة الانترنت.
ومنذ ذلك الحين وتزداد اسعار الهدايا كل عام، ويقول مسؤول في محلات نيمان ماركوس إنه وفي كل عام يتم بيع جميع الاشياء الثمينة المعروضة في لائحة هدايا العيد.
وهدايا هذا الموسم ستكون أغلى لان محلات نيمان ماركوس تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس الشركة لذا فإن كتيب الهدايا لعام 2007 هو موجه فقط للمشترين والمتسوقين الذين ينفقون بسخاء.
والى جانب فكرة إهداء الغواصة التي تعتبر آلة الاحلام البحرية التي تمكن المغامر الغوص لمسافة 300 متر تحت الماء فإن المحلات تعرض التدريب عليها لمدة يومين وهناك هدية أخرى تصعد متلقيها الى عنان السماء فهي عبارة عن طائرة خفيفة للغاية ولكنها ليست أي طائرة بل هي تلك التي استقلها عالم التاريخ الطبيعي والطيار فرانسيسكو جوتيريز عام 2005 لمرافقة نوع من الفراشات المهددة بالانقراض من كندا الى المكسيك. ويبلغ عدد صفحات كتيب الهدايا 160 صفحة تجد 6 صفحات من بينها مخصصة لاصحاب الميزانيات المتواضعة إذ تجد فيها الهدايا التي يقل ثمنها عن 100 دولار.