أيهما الأفضل .. الاستبدال الكامل للركبة أم الجزئي؟
س- انا في سن الـ55 واعاني من سوء وضع ركبتي اليمنى بسبب ممارستي الكثير من الرياضة. وانا افكر في الحصول على بديل جزئي لركبتي. وقد سمعت ان النقاهة تكون اسرع والنتيجة احسن في مثل هذه الحالة بدلا من الاستبدال الكامل للركبة. فما هو رأيكم؟
ج- القرار الاول هو ينبغي ان تقرر انت وجراح العظام ما اذا كنت بحاجة الى عملية جراحية. واستبدال المفاصل ضروري للتخلص من الآلام ولجعل الركبة تعمل بشكل افضل. فاذا حالت هذه الآلام من قيامك في انجاز نشاطاتك اليومية، كالمشي وتسلق السلالم والسير الخفيف في الشارع، يتوجب النظر في عملية الاستبدال.
ولكن حذار اذا كنت تفكر ان مثل هذه العملية ستجعلك تعود الى ممارسة نشاطاتك الرياضية العنيفة، لان ما من بديل للركبة، سواء كان كاملا او جزئيا، ينبغي تعريضه الى وطأة الاحمال والصدمات الناجمة عن الركض او القفز. ففي مثل هذه الممارسات يرتخي البديل، كما ان اجزاء منه ستتلف وتبلى سريعا، مما يعني انها لن تدوم طويلا. ان استبدال الركبة ليس الجواب الشافي للاشخاص الذين يعانون من التهاب الركبة الراغبين في العودة الى ممارسة الجري لأميال، او الالعاب الرياضية الخشنة ككرة القدم او كرة السلة.
استبدال كامل
وتعبير «استبدال الركبة» قد يجعل المرء يعتقد ان الركبة برمتها يجري استبدالها. لكن في الواقع ينبغي التفكير في العملية هذه على انها اعادة اصلاح او ترميم كبيرة، تنطوي على استبدال الغضروف الذي يتيح عادة في الركبة الصحيحة، لعظمة الفخذ، و«الرضفة» (غطاء الركبة الذي هو العظم المتحرك في رأس الركبة)، و«الظنبوب» (القصبة، اي عظم الساق الاكبر) التحرك جميعها بحرية وسلاسة الواحدة ضد الاخرى من دون اي ألم.
وبالنسبة الى استبدال الركبة، برمتها فيجري قطع اجزاء من عظمة الساق و«الظنبوب» التي تشكل المفصل، قبل تغطيتها ببدائل لاعادة الحركة السلسة. اما بالنسبة الى الاستبدال الجزئي الذي يستخدم في حالات ضمور الغضروف بسبب التهابات المفاصل فهو محصور في مواضع صغيرة محددة من عظمة الساق و«الظنبوب»، التي يجري قطعها واعادة ترميم السطح.
استبدال جزئي
وكما ذكرت في رسالتك فان النقاهة واستعادة الصحة في عمليات الاستبدال الجزئي تكون عادة اقصر، ومجال الحركة افضل. لكن هناك الكثير من الجدل الدائر حول من الذي يستفيد من مثل هذه العمليات. فهي لا تناسب تماما الاشخاص الذين يعانون من ركب منحنية او مقوسة او مصابة. لكنها خيار جيد فقط اذا كانت الركبة ما تزال تحتوي على قدر وافر من الغضاريف الصحيحة التي لم يصبها العطب.
ولكن بالنسبة الى شخص في مثل سنك، فان احد الامور المهمة التي ينبغي التفكير بها هو الفترة التي يدوم خلالها هذا الاستبدال، فقد اظهرت اغلبية الدراسات ان الاستبدال الكامل يدوم اكثر من الجزئي نظرا الى ان الاجزاء التي تلصق البدائل الى العظم هي اقل عرضة للارتخاء. المشكلة الاخرى هي ان الغضاريف التي لم يجر استبدالها في البداية لكونها كانت في حالة جيدة قد تصبح معرضة للامراض والتهابات المفاصل لاحقا، بحيث ينتهي الاشخاص المعنيون، بآلام في الركبة التي من المفترض ان تريحهم منها عملية الاستبدال.
والصحيح انه اذا ما فشلت عملية الاستبدال، يمكن اعادة العملية التي يدعوها جراحو العظام بـ«الاعادة». وطبعا هناك اسباب عديدة تجعلك تتفادى عملية «الاعادة» هذه، فهي عملية كبيرة قبل كل شيء. لكن هناك عاملا سلبيا كبيرا ايضا وهو، ان المجموعة الثانية من البدائل لن تدوم طويلا مثل الاولى. وعندما ترتخي المجموعة الاولى تصاب الانسجة العظمية بالتلف، بحيث ان المجموعة الجديدة منها لا تستقر جيدا وبإحكام على العظم.
ونتيجة لذلك فان عملية «الاعادة» لا تدوم طويلا، وقد لا تخفف الآلام كثيرا، كعملية الاستبدال الاولى.وفي الواقع عليك ان تزن الفوائد والعيوب لاستبدال الركبة مع طبيبك. كما انه من المفيد الحصول على رأي ثان. لكنني اعتقد ان الاستبدال الجزئي لركبة مريض ما يزال في ريعان الشباب الراغب في العودة الى ممارسة الرياضة العنيفة، هي الطريق الصحيح الى ركبة جديدة، لكنها لن تدوم طويلا، كما انها ليست فكرة جيدة.