عدوى المستشفيات .. ما تأثيرها على قرار المريض بالبقاء بالمستشفى؟

إن من أكثر ما يتعرض له الطبيب من إحراج مع مرضاه أن يصر مريضه أو قريب المريض كالأبناء على التوصية بالتنويم في المستشفى أو أن يرفض المريض الخروج إلى منزله على الرغم من زوال الوضع الحرج الذي تم تنويمه من أجله وإمكانية إكمال العلاج في المنزل، معتقدا أن بضعة أيام أخرى يقضيها في المستشفى سوف تساعد في سرعة شفائه.
 
وهذا أمر خاطئ يدفع ثمنه المريض نفسه نتيجة احتمالات التعرض للعدوى من مرضى آخرين أو حتى من بيئة المستشفى التي تقر جميع المنظمات الصحية في العالم بأنها بيئة مهيأة لنقل العدوى.
 
والصواب هو الرجوع إلى الحقائق العلمية التي أثبتتها الدراسات والإحصاءات من وجود أنواع كثيرة وخطيرة من الجراثيم داخل المستشفيات وتكون فرصة انتقالها بين المرضى المنومين كبيرة مسببة لهم العدوى والالتهابات في مختلف أجهزة الجسم كالرئتين والكلى وتلوث الجروح وفتحات العمليات.
 
والأسوأ من كل هذا أن معظمها يكون مقاوما للمضادات الحيوية.
 
وهذا ما دعا الأطباء إلى التحفظ في إصدار أمر التنويم لمرضاهم ما لم تكن الحالة في وضع لا يمكن علاجه بالمنزل، كضرورة إعطاء الدواء عن طريق الوريد أو كون المريض يحتاج إلى تغذية بالمحاليل، وكذلك بث رسائل التوعية الصحية للمجتمع بتجنب التنويم في المستشفيات ما لم يكن في حاجة ماسة للعناية الطبية أو أن يكون في حالة صحية طارئة، وأن يكون المريض المراجع للمستشفيات ملما بكيفية الوقاية من الأمراض.

إن من أفضل الاستراتيجيات، عالميا، للمحافظة على الصحة والوقاية من عدوى الأمراض ما يلي:
- المحافظة على التغذية الجيدة، واتباع نظام غذائي صحي، والاهتمام بالأكل الصحي، وممارسة الرياضة، وتجنب الإجهاد بقدر الإمكان، مما يساعد أن يكون الشخص في وضع لياقة صحية عالية فتقل إصابته بالأمراض ويقل تردده على المستشفيات.
 
- إذا اضطر الشخص للذهاب إلى أحد المستشفيات فعليه أن يعرف ويلم بطرق الوقاية من عدوى الأمراض، خصوصا عدم لمس الأسطح والأدوات وغسل اليدين تكرارا.
 
- إذا كان الشخص يشكو من حالة مرضية مزمنة أو أنه يحتاج لإجراء عملية جراحية اختيارية (elective surgery) فعليه عدم التعجل لإجرائها، بل يفضل اختيار الوقت المناسب والجراح الكفء والظروف الأسرية المريحة.
 
- معرفة ما يجب القيام به لجعل فترة الإقامة في المستشفى فترة آمنة من احتمالات انتقال العدوى من الآخرين.
 
- مغادرة المستشفى في أقرب وقت ينصح به الطبيب المعالج ومباشرة بعد التحسن وزوال عوامل الخطر.