سبق علمي ياباني قد يقضى على رفض الجسم للأعضاء المزروعة
استطاع فريقان من العلماء في اليابان والولايات المتحدة (كل على حدة) إعادة برمجة خلايا الجلد البشري لانتاج خلايا جذعية لها القدرة على محاكاة عمل بقية الخلايا البشرية.
ويبشر هذا السبق العلمي بالحصول على مصدر جديد لخلايا يمكن استخدامها في الأبحاث الطبية الهادفة للتوصل إلى علاج للكثير من الأمراض.
والحيوي في الأمر أن هذه الطريقة الجديدة تعني الاستغناء عن خلايا الأجنة البشرية في هذه الأبحاث الطبية، والتي أثار استخدامها الكثير من الجدل، اعتراضا على تدمير أجنة باسم العلم.
وتم نشر هذه الأبحاث في المجلتين العلميتين " العلم" و"الخلية"،
وكان يعتقد حتى الآن أن الخلايا المأخوذة من الأجنة هي الوحيدة القادرة على التحول إلى أي من الخلايا ألـ220 التي تكون الجسم البشري.
وتوصل الفريقان الياباني (من جامعة كيوتو) والأمريكي (من جامعة ويسكونسين ـ ماديسون) إلى نفس النتيجة باستخدام بروتينات مختلفة.
وسيقلل استخدام الخلايا الجلدية في انتاج خلايا الجسم الأخرى من تقليل خطر رفض الجسم للعضو الغريب المزروع فيه.
وأشاد باحثون يعملون في الحقل بهذا الإنجاز، إلا أنهم أشاروا إلى أنه يجب القيام بأبحاث تفصيلية أخرى للتأكد من عدم وجود مضاعفات أو مضار لاستخدام مثل هذه الخلايا في العلاج.
وقال العالم الامريكي البارز ومستشار الحكومة الامريكية، ديفيد برنتيس إن الطريقة الجديدة لتخليق الخلايا الجذعية قد ينهي الاعتراضات على تمويل أبحاث الخلايا الجذعية في الولايات المتحدة الامريكية.
ويثير استخدام الاجنة البشرية حاليا للحصول على خلايا المنشأ جدلا كبيرا في الولايات المتحدة، ويعارضه قطاع كبير يشمل منظمات أنصار الحياة وجهات دينية.
وقد منع الرئيس الامريكي جورج بوش تقديم أي تمويل فيدرالي لاي من هذه الابحاث.
مستنسخ دولي يشيد
ويعتقد البروفيسور إيان ويلموت، من جامعة إدنبره، والذي قام باستنساخ النعجة الشهيرة دوللي أولى الحيوانات المستنسخة أن الطريقة الجديدة تكفل الشفاء من بعض الأمراض الخطيرة.
وكان العالم قد قرر التخلي عن هذا الاسلوب في الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية.
وقال البروفيسور روبين لافيل بادج من المعهد القومي للأبحاث الطبية في بريطانيا إن النتائج مثيرة لكن لا بد من وقف استخدام الفيروسات(في تنشيط البروتين المستخدم في البحث)، ومحاولة فهم السبب الذي انتهى به بحثان مختلفان إلى نفس النتيجة.
كما رحب بهذا التطور العلمي المعنيون بالقضايا الأخلاقية في مسألة استخدام الأجنة.
وقالت جوزفين كوينتافال من منظمة "حول الأخلاق والوراثة" للمرة الأولى نشهد علما متقدما يتفق وأخلاقيات أسمى".