قصة زواج نادرا ما تتكرر في الغرب .. اليوم العيد ال 60 للزواج الملكي البريطاني
قصة بدأت قبل 60 عاما تماما في مثل هذا اليوم 20/11/1947 وصمدت خلال الحرب العالمية وتخطت المشاكل الشخصية للأبناء والزيجات الفاشلة والفضائح الشخصية. إنها قصة زواج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ودوق ادنبره اللذين يحتفلان اليوم بمرور 60 عاما على زواجهما. وفي الذكرى التقطا صورة هي إعادة لصورتهما الرسمية في شهر العسل، الصورة تعبر عن العلاقة التي جمعت بين ملكة وزوجها، وهي العلاقة التي حملت وجهين، أحدهما تطل هي فيه كملكة صاحبة القرار، والوجه الاخر هي فيه الزوجة وهو الزوج صاحب الصوت المسموع.
الزوجان اشتركا في أشياء كثيرة واختلفا في أشياء أخرى، ولكنهما نجحا في الجمع بين اختلافاتهما في تناغم عجيب. يقول سير مايكل اوزوالد وهو صديق قديم للملكة، في حديث لصحيفة «الديلي تلغراف»، إن سر نجاح الزواج يكمن في أن الملكة والدوق يجمعهما الاحساس بالواجب، كما يجمعهما الحس الفكاهي أيضا «هذا ما يجعلهما يتغلبان على المواقف الصعبة». وحتى الاختلافات الظاهرة بينهما تتحول عبر علاقتهما الى مكملات للنقص، فحسب غايل براندرث مؤلف كتاب «فيليب واليزابيث: صورة زواج»، فإن الملكة والدوق هم ضدان ملتقيان «فهو مثقف وهي ذكية. هي سلبية وهو نشيط. هي تميل للمحافظة والجمود في المحادثة، ولكن فيليب لا يسمح للصمت المحرج أن يطرق المحادثات».
الملكة اليزابيث الثانية التقت دوق إدنبره وهي في الثالثة عشر وأحبته من النظرة الأولى
وحسبما قاله براندرث لـ«الديلي تلغراف» فإن الملكة دائما ممتنة للجو المرح الذي يشيعه دوق ادنبره، فهو «ماهر في كسر الجليد»، حسب تعليق مصدر في القصر الملكي للصحيفة. وعلى الرغم من أن الملكة حريصة دائما على ألا تغضب أحدا، فلم يعرف عنها أنها فضلت أحد السياسيين على الاخر، الا أن فيليب لا يتمتع بنفس الحس الدبلوماسي، فهو يقول ما يفكر به.
ويذكر اللورد تشارتريز السكرتير الخاص للملكة لمدة خمس سنوات أن فيليب هو الانسان الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يعامل الملكة كإنسان مجرد من الالقاب، وهي تقدر له ذلك وتعامله بنفس الطريقة فتستطيع ان تخاطبه بطريقة لا تستطيع استخدامها مع الاخرين خوفا من خرق البروتوكول، فيروي عنها انها قد تقول له: «فيليب إصمت قليلا»، وهو دليل على انطلاق سجيتها معه.
وعلى الجانب الاخر تروي احدى صديقات الملكة، أنها كانت برفقة الملكة والدوق في السيارة وحبست الملكة أنفاسها خوفا من السرعة التي يقود بها فيليب السيارة، فما كان من الدوق الا ان التفت اليها قائلا «إذا فعلت ذلك ثانية سوف اطردك من السيارة». وردا على اندهاش صديقتها التي سألت الملكة عن السبب الذي يجعلها تحتمل تلك المعاملة، قالت الملكة ببساطة «لأنه قال بأنه سينزلني من السيارة وأنا لا اريد أن اضطر للمشي».
الملكة والدوق اللذان يحتفلان هذا الاسبوع باليوبيل الماسي، قررا استعادة زواجهما بالذهاب الى الاماكن التي قضيا فيها شهر العسل، فنشرت الصحف امس صورة للزوجين في قصر برودلاندز بمقاطعة هامبشاير الذي قضى فيه الزوجان ليلة الزفاف قبل التوجه الى قصر بالمورال باسكتلندا لقضاء بقية شهر العسل.
وتتوجه الملكة والدوق الى جزيرة مالطا غدا للاحتفال بالمناسبة، وخاصة ان جزيرة مالطا تجمل ذكريات جميلة للزوجين والتي تقول عنها الملكة انها قضت فيها «أجمل فترات حياتها». وقال المتحدث باسم قصر باكينغهام «انه مكان مميز بالنسبة الى الملكة ودوق ادنبره».
وغالبا ما كان الزوجان ينزلان في فيلا غواردمنجا في مالطا لدى زاوجهما عندما كانت الملكة لا تزال تحمل لقب أميرة وزوجة ضابط في البحرية الملكية قبل اعتلائها العرش، حسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية. وكانت الملكة تقسم وقتها بين بريطانيا، حيث كان نجلها البكر الأمير تشارلز، ومالطا بين عامي 1949 و1951 عندما كان فيليب يخدم على سفينة «شيكرز» مع اسطول البحرية الملكية في المتوسط. وفي 1950 غادرت جزيرة مالطا لتلد ابنتها الاميرة آن.
بحسب قصر باكينغهام تتحدث الملكة على الدوام عن «تعلقها» بجزيرة مالطا، حيث سيمضي الزوجان ليلة ويتنزهان في حديقة ويجتمعان بازواج عقدوا قرانهم في الفترة نفسها.
عندما التقى الامير فيليب لاول مرة الاميرة اليزابيث في 1939، كان في الـ18 في حين كانت هي في الـ13 من العمر. وتروي الملكة اليزابيث انها شعرت عندما رأت فيليب انه كان حبا من اول نظرة، غير ان الاخير لم يؤكد يوما ما اذا بادلها الشعور نفسه.
وتزوجت الاميرة الشابة من اللفتنانت في البحرية الملكية الذي كان يكبرها بخمس سنوات في 20 نوفمبر(تشرين الثاني) 1947 في كنيسة ويستمنستر في حفل اعطى رونقا وبريقا خلال فترة كانت لا تزال تحمل آثار الحرب العالمية الثانية وتداعياتها.
وحيث أن آثار الحرب العالمية الثانية كانت مخيمة على الأجواء في بريطانيا فكان الاقتصاد في النفقات ليس مقصورا على الشعب بل امتد الى العائلة المالكة، فقد قدمت الحكومة للأميرة 200 قطعة قماش هدية بمناسبة زواجها، وهو ما كانت تتلقاه المقبلات على الزواج في ذلك الوقت، ولكن الكثيرات من البريطانيات تبرعن للأميرة بقطع من القماش من نصيبهن الرسمي، ولكن طبقا للقوانين في ذلك الوقت كان لا يسمح لأي شخص بالتبرع أو إهداء نصيبه الشخصي من المصروفات الحكومية وردت الاميرة وقتها تلك الهدايا.
وتلقى الزوجان اكثر من 2500 هدية زواج منها قطعة قماش مصنوعة من نسيج حاكه الماهاتما غاندي بنفسه. وعرضت بعض هذه الهدايا الصيف الماضي في قصر باكينغهام. ويتوقع ان يعود الزوجان الاثنين الى كنيسة ويستمنستر لاحياء الذكرى الستين لزواجهما بحضور الفي مدعو بينهم اسقف كانتربري وافراد في الاسرة المالكة واصدقاء.
وستنقل الـ«بي بي سي» الحفل الذي سيلقي خلاله الامير وليام حفيد الملكة كلمة تبث مباشرة.
وسيدشن الزوجان بعد ذلك لوحة بانورامية في بارلامنت سكوير. وستتوجه الملكة وزوجها غدا الى مالطا قبل زيارة اوغندا للمشاركة في قمة رؤساء دول الكومنولث التي تبدأ اعمالها في 23 من الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم قصر باكينغهام «انه مكان مميز بالنسبة الى الملكة ودوق أدنبره». وسيلحق الامير تشارلز، 59 عاما، بوالديه في اوغندا حيث يتوقع ان يتولى مهاما اكبر من الماضي.
وكانت الاحتفالات باليوبيل الذهبي قبل 10 سنوات قد استمرت 48 ساعة. وكان قداس في كنيسة ويستمنستر مناسبة للقاء ملوك اوروبا منذ تتويج الملكة اليزابيث في 1953.
وكان آلاف الاشخاص قد تجمعوا للمناسبة بالرغم من هطول الأمطار الغزيرة.
وبعيد وفاة الاميرة ديانا في 31 اغسطس(آب) 1997 شكلت هذه الاحتفالات فرصة لتوطد الملكة اليزابيث علاقتها بالشعب البريطاني الذي صدم لموقف الأسرة المالكة في الأيام التي أعقبت المأساة. والملكة اليزابيث اول ملكة تحتفل بعيد زواجها الستين وهي لا تزال تعتلي عرش بريطانيا.
ولدى زواجه تخلى الأمير فيليب، وهو أحد أقرباء الملكة، عن ألقابه كأمير يوناني ودنماركي وطائفته الارثوذكسية ومنح لقب دوق أدنبره.
ذكريات وهدايا
* فستان الزفاف والمجوهرات التي ارتدتها الاميرة اليزابيث في عام 1947 معروض في قصر باكينغهام الى جوار البدلة التي ارتداها الامير فيليب. الفستان صممه نورمان هارتنيل وصنع من الحرير الصيني. أما الطرحة التي ارتدتها الاميرة فكانت من التل وضع فوقها تاج من الماس صنعت خصيصا للملكة ماري في عام 1919 استخدمت فيها قطع من الماس ترجع ملكيتها للملكة فيكتوريا.
* حملت الاميرة اليزابيث باقة من الاوركيد الابيض بينما حملت وصيفات الشرق باقات من الاوركيد والزنبق والغرينيا والورد الابيض.
* حفل العشاء قدمت فيه ثلاثة أطباق رئيسة، وذلك عملا بقوانين الاقتصاد التي فرضتها ظروف الحرب العالمية الثانية.
* الخاتم الذي أهداه الامير فيليب للأميرة إليزابيث مصنوع من الذهب من مناجم ويلز. وارتدت الاميرة ايضا خاتما من الماس صنعه الصائغ فيليب انتروبوس مستخدما قطعا من الماس من تاج والدة الامير فيليب
* استخدم الامير فيليب سيفا أهداه له الملك لقطع كعكة الزفاف.
* كعكة الزفاف مكونة من 4 طبقات وزينت بالأحرف الاولى من اسم العروسين. وطبقا لحالة التقشف التي كانت تعيشها بريطانيا في ذلك الوقت فقد جاءت مكونات الكعكة في صورة هدايا مقدمة من فتيات الكشافة في استراليا.
* الهدايا التي قدمت للعروسين شملت قطعة من التل من المهاتما غاندي حاكها بيديه من القطن الهندي، وعقدا من العاج والذهب هدية من الملك فاروق ملك مصر، وهناك أيضا طاولة معدة للكتابة هدية من نيوزيلاند وطقم طعام من البورسلين من الصين. كما قامت رابطة مصممي الملابس في نيويورك بإهداء الاميرة 25 فستانا، احتفظت الاميرة منها بخمسة فيما وزعت الفساتين الباقية على عدد من الفتيات المقبلات على الزواج.
* أقام العروسان معرضا لفستان الزفاف وللهدايا خصص ريعه للاعمال الخيرية عرضت فيها كل تلك الهدايا ووصل عدد زواره الى 200 الف شخص.
* عرض فيلم الزفاف الملكي في دور السينما وقتذاك وشاهده الآلاف.
* تلقى القصر الملكي حوالي 10 آلاف برقية تهنئة.