أعداء عيد الحب يزدادون وشركات الهدايا تسعى وراءهم
يمثل يوم الرابع عشر من فبراير/شباط من كل عام فرصة ذهبية لشركات الهدايا وبطاقات المعايدة لتحقيق أرباح خيالية في اليوم المعروف عالميا بعيد الفالانتاين "Valentine’s Day" أو عيد الحب. في الوقت نفسه ، يكثر في بلادنا العربية والإسلامية ويحتدم حول مدى مشروعية الاحتفال به وعادة ما ننقسم بين مؤيد ومعارض.
ولكن في الغرب أيضا وخصوصا في الولايات المتحدة حيث تمثل تلك المناسبة ثاني أهم عطلة لدى الأمريكيين على الإطلاق بعد عطلات الكريسماس أو أعياد الميلاد، هناك معارضون للاحتفال بالفالانتاين يزدادون يوما بعد يوم الى أن أصبحوا يمثلون قوة لا يستهان بها لدرجة أن نفس الشركات التي تحقق أرباحا طائلة من وراء المحتفلين بعيد الحب أصبحت تنتج أيضا بطاقات يشتريها من يعرفون بـ"أعداء الفالانتاين".
وطبقا لتقرير بعنوان "صانعوا البطاقات يربحون من وراء أعداء الفالانتاين" أعدته كوني ما بين المحررة الاقتصادية بالأسوشيتد بريس، اكتشف صانعوا بطاقات المعايدة الخاصة بعيد الحب وجوه اتجاه قوي بين كثير من الأمريكيين العازبين يرفضون الاحتفال، مما جعلهم يقررون إنتاج بطاقات تلبي أذواق تلك الفئة التي تتزايد أعدادها بصورة مطردة. ومن أمثلة تلك البطاقات، بطاقة مرسوم عليها قلب ممزق وملطخ بالدماء مكتوب عليها من الخارج: "إنه يوم الفالانتاين فإليك بطاقة بها قلب كهدية! لا أريد أن أقول لك قلب من هذا لأن ذلك لن يروق لك!" وهناك بطاقات مضادة أيضا ولكنها أقل حدة ودموية: "لا نحتاج لبطاقات الفالانتاين أو الهدايا الرومانسية من الرجال كي نشعر بأهميتنا: أو لكي نؤكد وجودنا. إننا نساء واسمعوا صراخنا!". وطبقا لألانا كامبانا وهي مديرة أحد متاجر مؤسسة أمريكان جريتنجس في كليفلاند، "لم يعد الفالانتاين يمثل مناسبة للقلوب والورود بالنسبة للجميع. هناك أيضا سوق مضادة بحاجة لأن نلبي احتياجاته".
سوق العازبات كبيرة وتستند الشركات التي تسعى وراء تلك الفئة من أعداء الاحتفال بعيد الحب إلى تقرير مكتب الإحصاء الأمريكي في مطلع العام والذي أظهر أن أكثر من 51% من النساء بالولايات المتحدة أو نحو 60 مليون امرأة هم من العازبات أي أن عددهن أكبر من المتزوجات.
ورأت إلين جاربارينو أستاذة التسويق بجامعة كيس ويسترن ريزيرف (Case Western Reserve Univ.) أنه أمر منطقي للشركات أن تسعى خلف الغير مرتبطات من النساء على أساس أنهن تمثلن شريحة معتبرة من حلف أعداء الفالانتاين!.
ولا يتوقف التعبير عن العداء للفالانتاين عند بطاقات المعايدة التي ترفضه ولكنها تمتد للعروض الفنية وسبل التعبير الأخرى. "الحب يعض اليد التي تطعمه" هو عنوان لعرض فني راقص في سان فرانسيسكو.
كما أن الإنترنت أصبحت تعج بالمواقع والمدونات التي تسخر من الفالانتاين بل وترفض فكرة الحب من أصله "الحب يقتل ببطء" هو عنوان وضعته إحدى المدونات الرافضة للفالانتاين كمدخل لها.
وكما يشير تقرير بالأسوشيتد بريس، فمن الواضح بالطبع أن أصحاب الذهنية التجارية ومسؤولو التسويق يبحثون عن الربح أيا كان، فإلى جانب بيع اكثر من 180 مليون بطاقة تهنئة بالفالانتاين في الولايات المتحدة – تشتري النساء 85% منها – هناك سعي محموم لتسويق منتجات ضد الفالانتاين لأعداء الحب في عيده.