حمى الحقائب .. الحجم الكبير مزاياه أكبر من مخاطره
منذ سنوات اكتسحت موضة الحقائب الكبيرة، كبر حقائب السفر، ساحة الموضة، بعدها ظهرت الحقيبة على شكل مستطيل تحمل باليد في مناسبات المساء أو تعلق على الكتف بسلسلة، في النهار، كمضاد لها. والآن توصل معظم المصممون إلى حل وسط حتى يراعوا كل الأذواق.
لكن الواضح أن الأحجام الكبيرة لا تزال هي الغالبة. والسبب أن حبنا لها يقوى ويتعزز كل موسم، رغم تعالي تنبيهات خبراء الصحة إلى مخاطرها الصحية، وما قد تسببه من آلام للظهر والأكتاف، ورغم تأكيد المجربات أنها غير عملية من حيث تشجيعها لنا على حمل أغراض لا نكون في حاجة إليها في غالب الأحيان، لكننا نحملها معنا تحسبا للمجهول. غير انه من الظلم أن نقول ان كل ما تمنحه هذه الحقائب هو الآلام واعوجاج الأكتاف، أو أن كل ما يحسب لها أنها تخاطب «ضحية الموضة» بداخل كل واحدة منا.
فالحقيقة التي تعرفها كل امرأة عصرية، انها فعلا تلبي رغبات الأم الاجتماعية، التي تحتاج إلى حمل أغراضها الخاصة وأغراض طفلها في آن واحد، كما تلبي احتياجات المرأة العاملة التي تضطر إلى ان تحمل بداخلها حقيبة صغيرة قد تحتاجها في حال تلقت دعوة غداء أو عشاء مفاجئة، كما تحمل فيها حذاءها العالي الكعب وهي تتوجه إلى مكان العمل، أو تخفي فيها حذاءها الرياضي المريح الذي تستعمله للمشي في تنقلاتها اليومية، حين تتوجه إلى اجتماع رسمي. بعبارة اخرى فإن الحقيبة كبيرة الحجم لها مزايا عملية كثيرة.
وقد يتساءل البعض، ممن عاشوا في عالم خاص بهم طوال العقد الأخير، لماذا كل هذا الجدل حول حقيبة؟
والجواب ببساطة أنه مهما تنكرنا للأمر، فإن الحقيقة التي لا تختلف عليها اثنتان أن الحقيبة أصبحت رمزا للمكانة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما برر اسعارها النارية التي لا يبدو انها ستقف عند حد معقول، إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم الإقبال المتزايد عليها.
تقول زوي دراكيولي، وهي مديرة علاقات عامة، تمتلك ما لايقل عن 14 حقيبة: "أنها أسهل واسرع وسيلة لإضفاء الأناقة على أي زي عادي من المحلات التجارية الكبيرة مثل «زارا» أو «توب شوب» أو «أيتش أند إم». وزوي دراكيولي ليست وحدها في هذا الرأي، فالمتعارف عليه اليوم ان الأنيقات لا يرفضن مبدأ شراء ازياء باسعار معقولة من هذه المحلات، على شرط ان تكون الحقيبة متميزة، بغض النظر عن السعر، لانها هي التي ترفع اسهمهن في مجال الأناقة، بل إنها يمكن ان تعطي الانطباع ان زيا عاديا من «توب شوب» هو لـ «مارك جايكوبس» أو لـ «ميو ميو».
ونظرة سريعة على عروض الأزياء التي شهدتها العواصم العالمية، ستؤكد أن الدجاج الذي يبيض ذهبا لدور الأزياء حاليا، ما فيه الدور التي كانت في الماضي لا تهتم بالجلود ولا تفهم فيها، هي الاكسسوارات بشكل عام والحقائب بشكل خاص. كما ما عليك إلا ان تتطلعي إلى الحملات الترويجية لكبريات دور الأزياء، سواء في شوارع الموضة أو على صفحات المجلات البراقة، لتلاحظي أن التركيز اصبح الآن على حقائب اليد الكبيرة، لأنها هي التي تشد انتباه المرأة، ولولا شعوريا. فالأزياء قد تكون موجهة لصاحبات مقاس صفر، أو للفارعات الطول، لكن الحقيبة ديموقراطية وتخاطب الكل.
دار "بيربيري" البريطانية العريقة، ذهبت إلى أبعد من مجرد الحملات الدعائية، وزينت واجهات محلاتها بلندن، بمجموعة حقائب من تصميمها الاخير المرصع بعشرات القطع الصغيرة من الحديد، والتي تلعب على الأسلوب الذي يستحضر موضة البانكس واسلوب الروك أند رول السائد حاليا. ماركة "إم.سي.إم" التي عرفت أوجها في بداية التسعينات، عادت ايضا بقوة مؤخرا بحقائب بألوان تتوهج بالأحمر والأبيض والأسود ومصممة بحرفية عالية وجمالية تخاطب الطبقات الثرية من اصحاب اليخوت ومن مرتادي المنتجات النخبوية.
لكن جاذبية هذه الحقائب الحقيقية فتكمن في أسعارها التي تتباين بين 400 و800 دولار، أي انها ارخص بكثير من حقيبة من "برادا" أو "غوتشي" وغيرهما من دور الأزياء.
لكن إذا كانت حتى هذه الأسعار في نظرك مجنونة، فإن جولة في المحلات المترامية في شوارع الموضة، تؤكد انك إذا لم تكوني من المهووسات بالماركات، أو توقيعات كبار المصممين، فيمكنك ان تقتني تصميمات رائعة وبخامات جيدة بربع السعر، المهم ان تختاريها بالحجم الذي يناسبك ويناسب أسلوب حياتك واحتياجاتك، وان تكوني جريئة بعض الشيء فيما يتعلق بالالوان والخامات.
لهذا الموسم إليك بأربع قواعد ذهبية يمكنك على ضوئها اختيار حقيبتك :
- اللون: ان تكون بلون لافت، لأنها بهذا تصبح أسهل طريقة لإنعاش ملابسك إذا كانت حيادية أو ترابية الدرجات. نسقي تايور أسود أو فستانا من الصوف السميك باللون الرمادي، مثلا، مع حقيبة بالأحمر أو البنفسجي لنتيجة في غاية الاناقة، خصوصا وأن الكنزات الصوفية السميكة على شكل فستان هي موضة الموسم.
- الخامة : أن تكون من الصوف أو الكروشيه ومبطنة، إذ يبدو ان موضة الصوف التي طغت على الأزياء اثرت بشكل كبير على الحقائب، التي زينت «مسكاتها» وحواشيها بالجلود الطبيعية. اختاريها بلون طبيعي، مثل البيج أو البني الخفيف، على ان تكون حواشيها ومسكاتها ذهبية أو من الجلد بنفس درجة لون الصوف أو أغمق. -بريق في بريق: الألوان المعدنية، سواء الذهبية أو الفضية هي موضة هذا الموسم بلا منازع، فلا تصدمي من بريقها وتختاريها بحجم صغير جدا، حتى لا تثيري الانتباه، بل العكس كلما كانت بحجم كبير كلما زاد سحرها، لا سيما إذا تم تنسيقها مع ألوان ترابية أو ألوان داكنة.
- نقوشات : كما الصوف، فإن النقوشات الجريئة، بما فيها نقوشات الحيوانات المتوحشة، وسيلة اخرى لإعطاء مظهرك جرعة عصرية وجرأة، خصوصا إذا لم تكوني تميلين لها في أزيائك وتعتبرينها لافتة واستعراضية. في هذه الحالة، فإن الحقيبة وسيلتك لإدخال دفء الأدغال ووحشيتها إلى مظهرك.
- الخامة : أن تكون من الصوف أو الكروشيه ومبطنة، إذ يبدو ان موضة الصوف التي طغت على الأزياء اثرت بشكل كبير على الحقائب، التي زينت "مسكاتها" وحواشيها بالجلود الطبيعية. اختاريها بلون طبيعي، مثل البيج أو البني الخفيف، على ان تكون حواشيها ومسكاتها ذهبية أو من الجلد بنفس درجة لون الصوف أو أغمق. -بريق في بريق: الألوان المعدنية، سواء الذهبية أو الفضية هي موضة هذا الموسم بلا منازع، فلا تصدمي من بريقها وتختاريها بحجم صغير جدا، حتى لا تثيري الانتباه، بل العكس كلما كانت بحجم كبير كلما زاد سحرها، لا سيما إذا تم تنسيقها مع ألوان ترابية أو ألوان داكنة.
- نقوشات : كما الصوف، فإن النقوشات الجريئة، بما فيها نقوشات الحيوانات المتوحشة، وسيلة اخرى لإعطاء مظهرك جرعة عصرية وجرأة، خصوصا إذا لم تكوني تميلين لها في أزيائك وتعتبرينها لافتة واستعراضية. في هذه الحالة، فإن الحقيبة وسيلتك لإدخال دفء الأدغال ووحشيتها إلى مظهرك.
وبعد أن ظهرت المغنية كايلي مينوغ بحقيبة من ماركة «زاغلياني» من جلد التماسيح، والممثلة إيفا لونغوريا بحقيبة من «برادا» من جلد الكوبرا، قامت الدنيا ولم تقعد. فالأنيقات تسابقن لشرائها ونفدت من الأسواق، ودعاة الرفق وحماية الحيوانات صبوا جام غضبهم عليهما وعلى صنّاع الموضة، الذين لا ضمير لهم.
لكن رحى الموضة لم تتوقف عن الدوران، ولم نلحظ أن صناعة الحقائب من الجلود النادرة قد خف أو تراجع، بل العكس تماما، فقد ظهرت متخصصة في هذا المجال، مثل «زاغلياني» التي لا تكتف بهذا فحسب، بل تستعمل حقن البوتوكس أيضا لزيادة رونق هذه الجلود وجاذبيتها، كما انتعشت أخرى كانت بريقها قد بدأ يخف مثل «إم. سي. إم».
في ما يخص الجانب الأخلاقي في العملية، فإن هناك وعيا متزايدا به، لكن للأسف لم يتم التوصل إلى بديل يمكن أن يعوض ما تمنحه هذه الجلود من تميز للمرأة وأرباح طائلة للشركات المصنعة. طبعا إذا سألت أي مصمم حول الموضوع، سيجيب من دون تردد انه يراعي ويحرص ويدقق ان تكون الجلود التي يستعملها مستوردة من ورشات تراعي طرقا رحيمة للحصول على هذه الجلود، بدءا من عملية الصيد والسلخ إلى الدباغة، لكن هذا أقصى ما يمكن لأي مصمم أو دار أزياء القيام به.
فالمجال الذي يعملون فيه يهتم بالجمال أولا وأخيرا، والمنافسة في العقود الأخيرة أصبحت على أشدها، خصوصا بعد أن انضوى العديد من دور الأزياء العريقة تحت لواء مجموعات كبيرة، لا تفهم سوى لغة الأرقام في آخر السنة ومدى ما حققته من أرباح. ثم ان مسؤوليتهم الأولى هي تجاه زبوناتهم، وهؤلاء يردن كل ما غلا ثمنه وندرت خامته، وإذا كانت التماسيح أو الأفاعي هي السبيل، فإن الغاية تبرر الوسيلة.