من زوجة يائسة .. رسالة صريحة إلى كل زوج

 

زوجي العزيز تعتبر هذه النقطة من أهم الأشياء التي أتمنى أن تفعلها من أجلي، فرغم تقديري لما تبذل لحل ما أعاني من مشكلات، إنما لا يكون ذلك ما أحتاج إليه دائما، فأنا بحاجة إلى التحدث بحرية وإلى من يسمعنى باهتمام، فإذا بدأت في التحدث من فضلك لا تحاول مقاطعتي وإلقاء نصائحك في وجهي أو محاولة السيطرة على عقلي وكأنك تلقي علي محاضراتك التي قامت أمك بزرعها في عقلك، استمع فقط وتجاوب معي وحاول أن تكون مكاني لتفهم ما أريده وما أعنيه.

 

بالطبع لا أقصد أن تبالغ في مدح قصة شعري الجديدة بنفس الطريقة التي تفعلها صديقاتي، إنما ما أحتاجه منك أن تلاحظ كل شيء جديد فعلته من أجلك وتبدي ولو نظرة إعجاب به وهذا يكفيني، فهناك من المتزوجين من يستمر في مجاملة زوجته بكلمات رقيقة حتى بعد سن الخمسين، لذا فكر جيدا في هذا لأنه هام جدا بالنسبة لي.

 

زوجي لو طلبت منك أن تفعل شيئاً من أجلي أو أنني أريد التحدث إليك حاول أن تعيرني اهتمامك بدلا من أن توميء برأسك وكأنك ترضي طفلة لتتوقف عن الصراخ، أنا لست طفلة أنا زوجتك امرأة عاقة ناضجة تتمنى من زوجها أن يتفهمها وتحزن بشدة إذا تجاهلها لأن استمرارك في تجاهل ما أقوله أو الاهتمام بأشياء أخرى أكثر من الاهتمام بشريكة حياتك يشعرني بأنني لم أعد ذات قيمة عندك.

 

رغم حبي لك واهتمامي بك، فهذا لا يعني أن تهمل في نفسك خاصة فيما يتعلق  بنظافتك الشخصية كالاستحمام المستمر واستخدام المستحضرات الهامة مثل مزيلات رائحة العرق وغسل أسنانك وغيرها من العادات الهامة حتى تكون طيب الرائحة عند اقترابك مني، فكما أهتم بنفسي من الألف إلى الياء من أجلك افعل أنت أيضا.

 

ولو مرة واحدة على الأقل، توقف عن السيطرة على ريموت التلفاز والتقليب العشوائي للقنوات عند رغبتي في مشاهدة برنامج معين معك، فالتضحية بمشاهدة شيء قد لا تفضله من أجلي لن يقتلك إنما سيظهر مدى احترامك لرغبتي، لأنني أستمتع جدا بأن نشاهد معا شيئاً واحداً ونتناقش به، توقف عن أنانية الطفولة وضحِّ ولو مرة.

يعتقد بعض الأزواج أن رفض الزوجة لممارسة العلاقة الحميمة أحيانا يعتبر رفضا لزوجها ككل، ورغم أن ذلك يشعرك بالضيق أيها الزوج، لكن حاول التعرف على الأسباب التي تدفع زوجتك لذلك فهي ترفض العلاقة لكونها تعاني من مشكلة ما قد تكون صحية أو لحالة نفسية سيئة وليس لأنها ترفضك أنت، ومرة أخرى أقول لك تخلى عن أنانيتك لأنك لم تعد وحدك إنما هناك إنسانة تشاركك كل شيء فكما تهتم لرغباتك واحتياجاتك اهتم بها أيضا.

 

بالنسبة لي كل شيء له مكانه ووقته المناسب ولا يعني أنني أحب الكوميديا أن تكون بهلواناً معي، فهناك أشياء نفعلها لأنها تؤثر بنا في مكان معين أو موقف خاص، لذا حاول أن تكون جديا، ولا تكن من الأشخاص الذين يلقون النكات طوال الوقت أو الضحك بسبب ومن غير سبب، فأنا كامرأة لا أحب الرجل التافه أو من يسخر من أي شيء ليضحك أو يسعد.

 

كزوجة أتمنى أن أكون الأولى في حياة زوجي، قبل أهلك أو أصدقائك، ولا يعني ذلك أن تتجاهلهم أو تهجرهم من أجلي إنما اجعلني أشعر بأنني الأولى، رغم أن ذلك قد يكون نوعاً من الأنانية، لكن عليك أن تقدر أنني امرأة أغار حتى من أقرب الناس إليك وهذا بدافع الحب العميق لك، حتى إذا لم أكن الأولى حاول أن تتظاهر بذلك ولو أمامي فقط ولو بالكذب.

 

من فضلك زوجي الشرقي، ساعدني في أعمال المنزل على قدر استطاعتك، فنحن الاثنان نعمل ولدينا نفس الأيدي والأرجل والقدرة على إتمام المهام المنزلية، فلماذا تطلب وتأمر لتطاع ولا تنظر إلي وإلى طاقتي، فالمرأة العاملة ليست آلة كهربائية تعمل بمجرد الضغط على زر ما، إنما هي جسد من دم ولحم تشعر بالإنهاك والمرض وتحزن عندما يتجرد زوجها من الإحساس بما تعاني.

حاول أن تكون صادقا في كل شيء معي، خاصة في الأشياء التي أفعلها أنا ولا تحبها أنت؛ لأن الصدق سوف يساعد كلينا، وإذا رغبت في لقاء أحد أصدقائك وعدم الحضور إلى المنزل لأنك متضايق مني فأخبرني بذلك بدلا من أن تتركني أستشيط قلقا ويدور بعقلي أبشع الأفكار، حتى لو أردت الانفصال عني أخبرني أيضا بدون أن تهجرني فجأة وأنا لا أعرف سببا.

 

تخلَّ عن الأسلوب الهمجي في بدء العلاقة الحميمية مع زوجتك، فلابد أن يكون هناك فرق بين الإنسان والحيوان عند القيام بنفس العلاقة، لذا افعل كما يأمرك الدين وهو البدء بالمداعبة الرقيقة حتى يتطور الأمر بهدوء وبطء خطوة بخطوة، لأن الخير في التأني.

 

كما تتمنى مني أن أكون في أجمل شكل وتسمع مني أرق صوت وترغب أن تدخل بيتك لترى جوا من الدفء والرومانسية، فهذا ينطبق عليك أيضا، المشكلة أن معظم الرجال الشرقيين يعتقدون أن الرومانسية تكون قبل الزواج وبعده يتحولون إلى أشخاص آخرين يبخلون على الزوجة حتى بكلمة حب.

 

لذا أقول لك أن تنتبه لهذا الأمر واجعل الرومانسية شيئاً أساسياً لايمكن الاستغناء عنه مثل الماء والهواء وعليك التنويع في التعبير عنها؛ سواء بالكلمات أو الأفعال أو أي شيء المهم أن تكون زوجاً رومانسياً لأن ذلك يثبت أن حبك لي مازال على قيد الحياة.

 

لو كنت حقا رجلاً يحترم نفسه وأسرته وزوجته وقدسية الحياة الزوجية فعليك الالتزام بمبدأ السرية والكتمان وأن تلتزم بالحفاظ على تفاصيل حياتنا الزوجية لنا فقط ولا تتحدث عنها مع أي أحد حتى لو كان أقرب صديق لك أو والديك وأخواتك مهما حدث بيننا؛ لأن هذا يفقدك احترامي لك، وحتى لا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤون حياتنا لأن هذا من أكثر الأشياء التي تضايقني جدا.

 

قد تبدو هذه القائمة طويلة بعض الشيء، لكنها تعتمد على جانبين أساسيين في الحياة الزوجية وهما الحب والاحترام المتبادل، فكن إنساناً حقيقياً معي حتى أكون معك بالمثل، ورغم أن جميعنا يخطيء، لكن بذل الجهد للحفاظ على أهم علاقة حياتية وهي العلاقة الزوجية شيء يستحق الجهد.