الصراحة ليست راحة .. فقط مع هذه الأشياء
02:54 م - الأحد 4 مايو 2014
خاص الجمال - سماء هاني
الصراحة راحة.. مثل دارج يعرفه الكثيرون ويتفوهون به ويشعرون بالراحة حقا معه، وفي حين أننا لا نستطيع أن ننكر أن الصراحة هي أفضل السبل للتواصل بين الأشخاص بل وهي أقصر طريق للربط بين القلوب وتقوية العلاقات، كما أنه ليس هناك دين أو ملة أو حتى عرف وقوانين تحض على الكذب، ونحن أيضا ومن خلال موضوعنا هذا لا نشجع علي الكذب، ولكننا نستطيع القول وبالأدلة الشرعية والعرفية أنه مطلوب بل وواجب في كثير من الأحيان ولاسيما في بعض الحالات التي نقابلها في حياتنا اليومية.
فكم من موقف تعرضنا له وكانت الصراحة سببا في التفكك وانهيار العلاقات، وكم من واقعة واجهناها وبجهلنا بمواضع الكذب المشروعة كنا سببا في تعاسة الآخرين وحتى أنفسنا.
واليوم ومن أجل اتقاء شرور الصراحة، تعالوا معا نتعرف على بعض مواضع الكذب، وسيعلم الجميع بعدها أن الصراحة ليست دائما راحة.
إخبار الزوج أو الخاطب بالعلاقات السابقة.. ليست راحة:
على المرأة آلا تخبر خاطبها أو زوجها بشيء من ماضيها، ولو سألها فإنها لا تخبره، وتستعمل المعاريض والتورية وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنى، خلاف ما يريد المتكلم، كأن تقول: لم يكن لي علاقة بأحد، وتقصد لم يكن لي علاقة بأحد قبل يوم أو يومين، ونحو هذا .
وفي حالة ما إذا ألح الزوج في سؤال زوجته، أو بلغه كلام أراد التحقق منه، ولم تجد وسيلة لستر نفسها إلا أن تحلف له، فيجوز لها أن تحلف وأن تُورّي في حلفها كما سبق، فتقول: والله ما كان شيء من ذلك، أو لم أفعل ذلك، وتقصد لم أفعله بالأمس مثلا .
فعندما أعطى الدكتور يوسف القرضاوي الحق للزوجة في أن تخفي عن شريك حياتها ماضيها مهما بلغ من سوء برر ذلك بقوله: "لأنّها ستدمر حياتها الزوجية باسم الصدق".
وقد وصف القرضاوي الزوج الذي يطلب من زوجته الحديث عن ماضيها بأنّه مخطئ، ينبش ماضياً لا علاقة له به، وحسبه أنّها تخلص له، وتؤدي حقه، وترعى بيته، ولا تقصر في شأن من شؤونه.
ومن هنا كان الكذب أو ما يعرفه رجال الدين والفقهاء باسم التورية أمرا ضروريا في تلك المسألة، وذلك بهدف استمرار العلاقة الزوجية وتحقيق الاستقرار والسعادة بين الطرفين.
إخبار صديقتك بخيانة زوجها لها.. لا يفيد إطلاقا:
فالصداقة تحتم علينا إخبارها، ولكن ماذا إذا فقدت أعصابها واتهمتنا بالكذب وفسدت علاقتنا إلى الأبد؟ أو ماذا لو تصنعت العقل والرزانة ثم بدأت تتجنبنا بعد ذلك باعتبارنا مصدرا للإزعاج، أو إذا كانت تعلم بالفعل وفى حالة انكار واعتبرته تدخلا فيما لا يعنينا؟ ماذا لو تهورت وارتكبت حماقة فى حق نفسها أو فى حق زوجها أوفى حق المرأة الأخرى؟
ومن هنا فإن مبدأ المكاشفة مرفوض تماما، لأن الجهل يكون نعمة فى أحيان كثيرة، ومن الممكن أن تكون صديقتك على معرفة بالأمر وترفض مواجهة نفسها بالحقيقة وتعيش فى سعادة حتى لو كانت سعادة وهمية، فهى لديها معادلة خاصة بحياتها، ومهما كنت قريبة منك فإنها ستكرهك لأنك كشفت الستر الذى كانت تدارى به عورات حياتها.
أما علم النفس، فكان رأيه كالآتي:
حيث يقول الدكتور مكرم شاكر، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إنه من واقع خبرته من خلال الحالات التى أتت إليه فى عيادته، فكل حالة تختلف عن الأخرى، حسب الموقف وسيكولوجية الصديقة التى نريد إخبارها.
فلو شاهدت ما يثير الشكوك حول زوج صديقتك تأكدى فى البداية من صدق شكوكك، وواجهى بها زوج صديقتك فى البداية، وقد تفاجئين بأنه يريدها أن تعلم ولكن ليس عن طريقه، فى هذه الحالة يجب إخبارها، أو يعلن ندمه وتراجعه، فى هذه الحالة احفظى السر حفاظا على حياة صديقتك الزوجية وعائلتها.
إخبار الزوجة بقبح أو عيب بها.. احترس عزيزي:
الكذب يجوز في أحوال ثلاثة تعلو فيها مصلحته على مفسدته ولا يعد فاعله مذموما فيها عند الناس، لأن الكذب فيها يكون من الخير لا من الشر ومن الإصلاح لا الفساد، ويدل على رجاجة العقل وحسن التقدير لا على خلاف ذلك.
تلك الخصال الثلاثة هي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس".
إذا الكذب الجائز من كل من الزوجين على الآخر هو الذي يستطيب القلوب ويصلح النفوس كأن يقول الزوج لزوجته إني أحبك وأنت غالية علي وأنت جميلة لا أجمل منك
وهي تقول له كذلك لا شك أن هذا الكذب نفعه كبير وفيه إصلاح لشؤون الأسر ولا تصلح إلا بذلك ولو أن كل من كره زوجته صارحها بذلك وصدق معها لهدمت كثير من الأسر والبيوت التي يترتب على هدمها شرور كثيرة ومفاسد عظيمة وعواقب أليمة .
الإصلاح بين متخاصمين.. أهلا بالكذب:
يجوز الكذب للإصلاح بين الناس، جاء في الحديث في صحيح مسلم": ليس الكذاب الذي ينمي خيرا أو يقول خيرا .
فإذا كان في الأصل يصلح ولم يترتب على هذا ضرر، يأتي إلى اثنين متخاصمين، ويأتي إلى فلان ويقول: فلان ندم على ما كان منه ويود ملاقاتك، ويحب أن تتصالح معه، وما قال شيء، ويذهب إلى الثاني، ويقول كذلك، فهذا لا بأس به، ولا مانع من أن يحلف، ولأن الحلف يحتاج لأن يحنث فإذا ورّى يكون أحسن، وإذا احتاج فلا حرج، ما دام أن القصد الإصلاح ولا يترتب عليه أمور أخرى.
إخبار زوجتك بتجاربك النسائية اليومية.. اقرأ الفاتحة على نفسك:
عزيزي الرجل هناك أسرار يجب آلا تعرفها النساء عنك، وخاصة زوجتك أو شريكة حياتك، وعليك أن تحذرها أيها الرجل لأنها قد تؤدي إلى فقدانك شريكة حياتك.
فبينما تتفاخر أمام أصدقائك بعدد تجاربك اليومية مع النساء، لا تتورط بمناقشة هذا الموضوع مع زوجتك، لأنها لن تنسى وستجلب المتاعب لك ولها على المدى الطويل.
وبدلا من ذلك عليك إخفاء هذا الأمر تماما عن زوجتك، ولكن ليس هذا تصريحا في الاستمرار بتلك الأفعال المشينة، وإنما هو مسكن وقتي يهدف إلى استمرار حياتك الزوجية والحفاظ على استقرارها.
ونصيحة صادقة يفضل أن تراجع نفسك في تصرفاتك، وأن تراقب الله قبل كل شيء مراعيا في ذلك مشاعر زوجتك، فما ذنب تلك المسكينة؟ وإذا سترك الله وأخفى عنها تلك الأفعال، فلماذا تجرؤ أنت على إيذائها وتسرد لها ما فعلت في يومك وبنفسك؟
إذا فاستخدم الكذب كحل وقتي، ولكن راجع نفسك.
وأخيرا وبعد أن تعرضنا لتلك الحالات ذات العدد القليل ولكن التأثير الفعال، يمكننا الآن تغيير المثل لأن يصبح (الكذب راحة.. أحيانا)!