لماذا تكره النساء الارتباط بالرجل "ابن أمه"؟

"الرجل ابن أمه" هذه العبارة التي تكرهها تقريبا معظم النساء، وذلك على الرغم من تعايش الكثير منهن مع طباع هذا النوع من الرجال إلا أن هناك أخريات يكرهن هذا النموذج من الرجال ولا يفضلنه بأي حال من الأحوال.

 

وهناك شبه حقيقة تغفلها بعض النساء وهي أن هذا النوع من الرجال ليسوا بالضرورة دائما على الجانب الخطأ، وأن العيب في شخصيته ولا يمكن إصلاحه، فلربما أن هذا النوع من الرجال يصغي لوالدته ليس بهدف وجود الضعف في شخصيته ولكن قد يكون لارتباطه الشديد بوالدته التي عانت معه كثيرا أو أن الزوجة قد أساءت فهم طبيعة هذه العلاقة بين زوجها ووالدته.

 

لكن من الملاحظ جيدا أن هناك فرق كبير بين "ابن أمه" و "دلوع أمه"، فالأخير غالبا ما يكون الابن الذي أفسده الدلال حتى صار عبئاً على كل العائلة! بينما "ابن أمه" رجل مجتهد، ومتحدث لبق، يحب العائلة ويضع أمه مثالاً وقدوة يحتذي بها في حياته. فقد تربى قريبا من أمه وتعلم مشاركتها كل تفاصيل حياته. نعم، هو "ابن أمه" وهو فخور بذلك، ويجب أن تكوني أنت أيضا سعيدة وفخورة بذلك؛ لأن الفوائد الإيجابية سوف تطالك في الوقت المناسب.

 

منذ البداية سوف تلاحظين أن "ابن أمه" يعامل كل النساء باحترام بالغ؛ فالقدوة في حياته كانت متمثلة في سيدة فاضلة هي والدته.. بالنسبة له الأم هي رأس العائلة، فهي التي تجمع العائلة تحت جناحيها وتعطي الشعور بالقوة والأمان، وهذا ما سيبحث عنه في زوجة المستقبل.

 

والأمر الثاني أنه غالبا ما تعاني النساء من سوء التواصل والحوار مع الرجال ولكن ليس في هذه الحالة؛ فالرجل الذي تربى قريبا من والدته يعرف كل خبايا النساء من أوجاع إلى أفكار إلى أسرار، وهذا أمر جيد لأنه سيتمكن من تفهم مخاوفك وأوجاعك بدون الحاجة إلى توضيحات إضافية.

 

أما الصفة الأخرى التي يتمتع بها هذا النوع من الرجال فهي أنهم لا يعرفون ولا يريدون أن يستمعوا لما تقوله النساء، فهم غالبا ما يتوقفون عن الاستماع بمجرد النظر بعيدا إلى أي شيء مهما كان! ولكن "ابن أمه" يعرف كيف ينصت جيدا، فقد تعلم هذه المهارة مبكرا، وعلى الأغلب بأن والدته كانت تأخذه معها إلى كل زياراتها وبالتالي تعلم الجلوس والانتباه والمشاركة أيضا.

 

أكثر الرجال ينظرون إلى البيت كمحطة تزود بالطعام والملابس النظيفة والنوم، ولكن ابن أمه ليس كذلك، فالبيت مكان مقدس بالنسبة له، وستلاحظين بـأنه يهتم بالديكور والنظافة والترتيب وحتى اختيار الألوان.

 

ولكن أحياناً يستمر ارتباط الابن بأمه لما بعد زواجه لدرجة تفوق المعقول، وبشكل زائد عن الحد المعتاد، فقد يستشير الرجل أمه في كل كبيرة وصغيرة تمر بحياته الأسرية، ويطلب منها أن تتخذ له قراراته الحياتية، وقد يصل الأمر إلى أن تحدد له الطعام الذي يأكله مع زوجته! وحين يصل الأمر إلى هذه الدرجة يطلق المصريون على هذا الابن بالعامية "ابن أمه".

وحين يصل الأمر إلى درجة متطرفة من الالتصاق بالأم، تحدث الكثير من المشكلات بما يهدد الحياة الأسرية للزوج بالخطر، ولهذا تساءلنا في هذا التحقيق عن أسباب اعتماد والتصاق الزوج بأمه لدرجة فوق المعقول، وكيفية التوازن في هذه العلاقة المهمة.

 

عليك بالصبر:  

على الرغم من المعاناة التي قد تسببها هذه المشكلة للزوجات والألم النفسي الناتج عن هذا نظراً لعدم قدرتها على إدارة حياتها وأسرتها بالشكل الذي تريد، إلا أن العلاج ليس مستحيلاً وإن كان يحتاج إلى قدر من الصبر ومقدار من الحب للزوج لإكمال مسيرة الحياة معه، والحفاظ على الأسرة كلها وتماسكها.