بماذا يدل مدي ارتباط الرجل بوالدته عن شخصيته؟

ارتباط الرجل بوالدته أمر يحير جميع النساء ولم تفهمه أي امرأة حتى تصبح هي الأخرى أم لأولادها، وحتي يحدث ذلك فإليكم أهم أشكال ارتباط الرجال بوالدتهم وبماذا يدل ذلك في شخصيتهم.

إذا كان الرجل من النوع الذي يتصل بوالدته كثيرا ويتحدث معها طويلا، إذاً فهو من النوع الذي يحب إخبار والدته بكل شيء بما فيها التفاصيل الحميمة لعلاقته مع زوجته، وفي هذه الحالة لن تكون مطلعة فقط علي اللحظات الخاصة المتعلقة به وزوجته، بل ستدخل أيضا في كل جدال يدور بينهما، وبالطبع كلنا نعرف مع أي صف ستقف.

هناك شيء ما يضعف من شخصية الرجل الناضج الذي لا يستطيع اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلي والدته، بالطبع كلنا نحترم الرجل الذي يحترم أراء والدته، ولكن عندما يستخدم أمه كعكاز يستند عليه عند أخذ أي قرار فهذه علامة علي شعوره بعدم الأمان وعدم الثقة في قدرته علي الوقوف علي قدميه واتخاذ قراراته بنفسه.. فإذا كان غير واثق في نفسه عند اتخاذ أي قرار، فكيف ستثق به زوجته؟

إن الرجل الذي لا يمنح والدته -التي أنجبته إلي الدنيا- أي تقدير، فهو في الأغلب لن يقدّر أي شخص في حياته بمن فيهم زوجته، وهذا النوع من الرجال دائما عنده تضخم في معني الذات وأنه عنوان كل شيء، فهو لا يشكر أحداً لأنه يعتقد أنهم يفعلون واجبهم المطلوب منهم سواء كان من يفعل ذلك زوجته، والدته أو صديقه.

بينما يوجد العديد من الأسباب المنطقية التي تجعل الرجل غير مقرب من والدته، إلا أنه يوجد بعض الرجال الذين لا يملكون الصبر، الوقت أو قلب للبقاء مقربين من والدتهم، فإذا كان لا يقدر العلاقة التي بينه وبين أول امرأة أحبته في الدنيا، فبالتأكيد هناك احتمال كبير ألا يضع علاقته بحبيبته في الأولوية.. ونفس النتيجة تسري علي بقية أفراد العائلة.

بينما لا تستحق كل الأمهات لقب الأم المثالية، ومهما كانت الأم قاسية مع ابنها، فإن ميله إلي الإساءة للمرأة التي أنجبته يعطي انعكاسا ضعيفا عن شخصيته، إذا حدث ذلك بين الحين والأخر فقد يكون هذا مفهوما، ولكن إذا كان معتاداً علي التحدث إليها بأسلوب سيء فهذا يدل علي عدم احترامه للنساء عامة وعلي احتياجه الشديد للنضوج.

حتي لو كانت أماً سيئة له في الماضي، فإذا كان الرجل لا يحترم والدته أمام زوجته أو الآخرين، فهو إذاً شخص وقح وغير لبق، وإذا كانت لديه القدرة علي معاملة والدته بتلك القسوة الصارخة، فهناك فرصة كبيرة ألا يتردد في فعل ذلك لزوجته أمام الناس جميعا.

إذا كان الرجل مازال يتوقع من والدته أن تنظف خلفه حتي الآن، فإن هذا الشخص المدلل للغاية يتوقع دائما من الآخرين تولي كل مسؤلياته كرجل بالغ، مثل ملأ استمارة التقدم إلي وظيفة وتحديد موعد مقابلة؛ فإن حقيقة عدم قدرته علي تولي تلك المهام تظهر مدي كسله وعدم نضوجه.

الرجل الذي يظل يتعايش بقواعد والدته حتي بعد الزواج والاستقرار في منزل أخر، لن يستطيع تكوين مجموعته الخاصة من القواعد والقيم، فلو كانت كل جملة تخرج من فمه تبدأ بـ"والدتي دائما تقول..." فهذا لن يكون مزعجا وحسب، بل سيكون ذلك علامة علي خوفه من أن يعيش حياته بنفسه.

عندما ينظر الرجل إلي والدته علي أنها هدية من الله للعالم مهما كانت تفعل أو تقول أو تفكر فستظل دائما متفوقة بالنسبة للرجل علي زوجته، فمهما كانت الزوجة أذكي، أجمل وأطيب من والدته فلن تصل أبدا إلي مستواها في نظر الرجل.

الرجل المقرب من والدته ليس بالضرورة أن يكون "ابن أمه".. ففي الحقيقة، إن الرجل الذي علي علاقة جيدة بوالدته يكون بصفة عامة أكثر حساسية، وتواصلاً، وتفهما لمشاعر النساء أكثر من الرجل الذي لا يتحدث إلا نادرا مع والدته.