نجاحات لا يمنحها لك إلا الفشل

الفشل كلمة غير محببة لأي إنسان لأنها ثمرة تجربة خاطئة بذل خلالها الشخص جهداً، لكن لم تأتي النتائج كما يرغب الإنسان، وتتحول إلى فشل يصيب الشخص بالألم والإحباط، ورغم ذلك كما يقولون بعد كل ظلام لابد أن تشرق الشمس وأثناء الفيضانات التي تغرق الكثير هناك نباتات ترتوي وتنضج، لذا هناك بعض النجاحات التي لا يمكن أن يحققها الإنسان إلا بعد المرور بتجارب فاشلة دعونا نتعرف عليها فيما يلي:


الخطأ الذي تحول لنجاح:

أجريت مئات الدراسات النفسية على هذا النوع من الإنجازات وانتهت جميعها إلى نفس النتائج، وهي أن الكثير من النجاح لا يعتمد على الموهبة فقط، أنما على التعلم من الأخطاء.

يؤمن حوالي نصف سكان العالم أن المقدرة في أي مجال سواء كانت إبداعية، اجتماعية، رياضية أو فك العقد كلها تكون فطرية، لأن الإنسان بطبيعته يولد بمهارة فطرية لم يتعلمها، وعندما يفشل يقول لنفسه أنا لم أولد لحل العقد، أو أنا لست خبيرا في الرياضيات، ويرجعون النجاح أو الفشل إلى وجود تلك المهارة أو القدرة الكامنة أو عدم وجودها.

 بينما يؤمن النصف الآخر من سكان العالم أن الشخص يمكن أن يكون لديه تفضيل أو نزعة طبيعية لشيء ما، مثل الرسم أو تحدث لغات أجنبية، لكن يمكن أن تتحسن تلك القدرة من خلال الممارسة أو التدريب.

وعندما يقع أحدهم في مشكلة كبيرة أو يفشل في أداء مهمة ما، لا يقول لنفسه أنا لا أجيد هذه المهنة، إنما عليه طلب المساعدة من متخصص، أو كان يجب عليه الالتزام والتفاني بشكل أكثر في هذا العمل ولم يبذل مجهودا كافيا.

وبهذه الطريقة لا يقيم من يكون هو إنما ما الذي فعله، فعندما يصدم الإنسان بفشل معين عليه أن يسأل نفسه ما الخطأ الذي قاده إلى هذا الفشل، ويبدأ في طرح الأسئلة التي تدله إلى جوهر المشكلة حتى لا يكررها مرة أخرى.

ويستحيل أن يسأل الإنسان تلك الأسئلة وهو يصرخ ويقسو على نفسه قائلا:

- أنا فاشل.
- هناك شيء خطأ في ذاتي.
بينما عند تحويل  طريقة التفكير تجعل من الممكن رؤية ما يمكنك التحكم فيه سواء سلوكك، تخطيطك، ردود أفعالك وتغيرها، وتعتبر مهارات اكتشاف الخطأ وتصحيحه التي تكتسبها خلال عملية الفشل هي ما تحتاج إليه للوصول إلى أهدافك.

النجاح في نفض الغبار من على نفسك:

لا توجد الحواجز لتعيقنا وتبقينا بالخارج، إنما لتمنحنا فرصة لكشف رغبتنا الشديدة في الحصول على شيء ما، ومنع الآخرين من الناس الذين لا يرغبون في نفس الشيء بالقدر الكافي.
وقد اكتشف الأكادميون الكثير عن الناس الذين يجدون النجاح على الجانب الآخر من حواجز حياتهم، وكان من أشهر الدراسات التي تمت لدى ويست بوينت، حيث كانت السنة الأولى في هذه المؤسسة التي تضم نخبة الجيش الأمريكي هي الأصعب، مما يجعل واحداً من بين كل 20 تلميذ يتركها
لكي نحقق الإنجاز يجب أن يحاول الشخص لمرات عديدة بدون توقف، فالمثابرة التي تتعلمها في كل مرة تفشل بها سوف تمكنك من التغلب على ما يواجهك من معوقات.

النجاح في تحديد الهدف الحقيقي للشخص:

هناك أنواع آخرى من الإنجازات، رغم أن تلك الإنجازات غير ملموسة، إنما هي لها أثر رائع في رفع الروح المعنوية للفرد، كأن تمنحه قدرة على إتقان عمله، الوصول إلى علاقة مثالية، والسعادة التي تتضمن الأمل، وتبعا لتلك النجاحات الملهمة نفعل الكثير من محاولات البدء، العمل والفشل.
يقوم الفشل أحيانا بكشف جوانب معينة لدينا بحاجة إلى تحسين في مهاراتها، وعبر العلماء أن الفشل أحيانا يكون عبارة عن معوق يختبر مدى التزام الشخص، وأحيانا يكون مؤشراً هاماً يتطلب من الشخص تغيير مساره.

وهناك وسيلة تميز الفرق بين الفشل الذي يعتبر إشارة إلى مضاعفة العمل والمحاولة مرة أخرى وبين ما يحتاج التوقف والسير في اتجاه آخر، وهي:

- إذا كانت المهام صعبة، ولاحظت أنك مازلت ملتزم ومتعلق بأهدافك عليك الاستمرار.
- وإذا ما كنت تفعله يكلفك وقتاً وجهداً أكثر من اللازم مبالغ به أو أن العملية ليست بالصورة التي ظننتها، ولا تجلب لك أي متعة فأنت بحاجة إلى التوقف والبحث عن هدف جديد.
فاستبدال حلمك القديم بآخر جديد يصبح أمراً حتمياً، وإلا سوف تنحصر بين فشلك السابق وتسأل نفسك عن ما يجب أن تفعله في تلك اللحظة.

وهنا بعض الأسئلة الهامة التي يجب أن توجهها لنفسك:

- ماذا أريد أن أفعل الآن؟
- ما هي نقاط قوتي؟
- ما الذي سيجعلني سعيدا لو كنت أفعله من أجل 20 أو 30 عاما القادمة؟
لا تضف هذه الأنواع من النجاحات المزيد من الحكمة، أو الامتنان، إنها مثل الألعاب النارية، النوع الذي يبحث عنه بقية الناس ويحبونها، وفي كثير من الأحيان يحاولون القفز والاستيلاء عليها، بينما في الواقع يكون بحاجة إلى البقاء على الأرض حيث تتواجد العثرات، وهذا حتى نكتسب الثقة والخبرة للمضي وتسلق جبال الحياة.
اعلم عزيزي القاريء أن التعثر في الحياة لا يعني أن تتوقف إلا عندما يجب عليك ذلك.