الدليل المختصر لاضطراب عسر البلع
04:24 م - الثلاثاء 19 نوفمبر 2013
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
أصبحت حياتنا مليئة بالمشاكل التي تحيط بها، فبمجرد أن ننتهى من مواجهة مشكلة نبادر بأخرى ربما أصعب أو أٌقل صعوبة منها، لكنها في النهاية مؤلمة وتتسبب في إتعابنا، فضلا عن اللف والذهاب المتكرر إلى الطبيب، والمشكلة التي أمامنا اليوم يعاني منها أيضا قطاع عريض من الناس، إنها مشكلة "عسر البلع" التي يعاني منها الكثير.
ما هو عسر البلع؟
عسر البلع يعني صعوبة في البلع نتيجة اختلال أي من مراحل تلك العمليات المتعاقبة والمتناغمة؛ أي أن الشخص يأخذ المزيد من الوقت والجهد لتحريك الطعام أو السوائل من الفم إلى المعدة، ويمكن أن تترافق صعوبة البلع مع الألم، وفي بعض الحالات قد لا يكون الشخص قادراً على البلع بالمرة.
لا داعي للقلق:
صعوبة البلع عادة لا تدعو إلى القلق، ويمكن أن يحدث ببساطة عند تناول الطعام بسرعة كبيرة أو عدم مضغ الطعام جيدا، ولكن صعوبة البلع المستمرة تشير إلى وجود حالة طبية خطيرة تستدعي العلاج. صعوبة البلع يمكن أن تحدث في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعا في كبار السن.
عملية البلع البسيطة تحتاج حوالي ٥٠ زوجا من العضلات والأعصاب لإنجازها، وتتداخل مع هذه العملية ظروف متعددة وهذه الحالات تنقسم عموما إلى واحدة من فئتين: المريء والفم والبلعوم.، ومع ذلك لا يمكن تحديد سبب عسر البلع في بعض الأحيان.
مراحل عملية البلع:
- مرحلة التحضير:
التي يتم فيها التعرف على نوع الطعام، مستوى لزوجته، كميته وشكله ويتم مضغ الطعام الصلب في الفم لكي يسهل بلعه.
- مرحلة الفم:
إذ يتحرك اللسان وينقل الطعام إلى الخلف.
- مرحلة البلعوم:
إغلاق فتحات الجهاز التنفسي وفتح العضلة التي تغلق مدخل المري وتدفع عضلات البلعوم الطعام إلى داخل المريء المفتوح.
- مرحلة المريء:
التي يمر فيها الطعام على طول المريء، ويصل إلى المعدة خلال 10 ثوان عادة، ولا يشعر الإنسان بعملية البلع في الحالة الطبيعية.
أسباب عسر البلع:
وهناك أسباب كثيرة تتدخل في عملية البلع في مواضع مختلفة؛ وفي المريء يمكن أن يتسبب انسداد عن ضغط خارجي من الدم، أو ورم منصفي، أو عن مرض في المريء ذاته؛ كالتهاب المريء والقرحة الهضمية والتضييق الليفي، وغالباً عن سرطان وفي النهاية السفلية فإن الفتحة الفؤادية يمكن أن تخفق في الارتخاء "اللاارتخائية".
صعوبات وظيفية:
وهناك من يجد صعوبة في بلع أشياء دون أخرى كحبوب الدواء، أو يُعاني نوبات من صعوبة البلع نتيجة الشعور بأن ثمة كتلة جامدة في حلقه، في حين أن لا شيء في الحلق. ويزيد الشعور هذا مع الانفعال النفسي أو الحزن.. هذا كله دون وجود أي اضطرابات عضوية أو أمراض في أي من أجزاء عملية البلع.
عسر البلع المريئي:
عسر البلع المريئي يشير إلى إحساس ببقاء المواد الغذائية في قاعدة الحلق أو في الصدر وأسبابه تعذرالارتخاء، وهذا يحدث عندما لا تستطيع العضلات المريئية السفلية (المصرة) الاسترخاء بشكل صحيح للسماح بدخول المواد الغذائية إلى المعدة.. قد تكون العضلات في جدار المريء ضعيفة كذلك.
هذا يمكن أن يسبب قلس من المواد الغذائية غير المختلطة حتى الآن مع محتويات المعدة، مما يتسبب في بعض الأحيان في وصول الطعام إلى الحلق، وهذا النوع من عسر البلع يميل إلى التفاقم مع مرور الوقت.
تشنج منتشر:
هذه الحالة تنتج تقلصات متعددة في المريء، مرتفعة الضغط، وضعيفة التنسيق بعد البلع والتشنج المنتشر يؤثر على العضلات اللاإرادية في جدران المريء السفلي .
ضيق المريء:
ويمكن أن يسبب ضيق المريء احتجاز قطع كبيرة من المواد الغذائية، وقد ينجم التضييق عن تشكيل ندب تسبب في كثير من الأحيان من مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، أو من الأورام.
أجسام غريبة:
يمكن للمواد الغذائية أحياناً مثل قطعة كبيرة من اللحم، أو شيء آخر أن تتسبب فى إغلاق الحلق أو المريء جزئياً أو كلياً. كبار السن الذين يستعملون الأسنان الاصطناعية والناس الذين يجدون صعوبة في مضغ طعامهم قد يجدون أن قطعة من المواد الغذائية تستقر في الحلق أو المريء. ويمكن للأطفال ابتلاع الأشياء الصغيرة، مثل العملات المعدنية، والدبابيس أو قطعة من لعب الأطفال يمكن أن تصبح عالقة.
عسر البلع الفموي البلعومي:
يمكن لبعض المشاكل المتعلقة بالأعصاب والعضلات أن تضعف عضلات الحلق، مما يجعل من الصعب نقل المواد الغذائية من الفم إلى الحنجرة والمريء (شلل البلعوم). و قد ينتج اختناق أو سعال عند محاولة الابتلاع، أو الشعور بأن الطعام أو السوائل تنزل في القصبة الهوائية أو تصل إلى الأنف وأسبابه: اضطرابات عصبية، حيث إن بعض الاضطرابات مثل متلازمة ما بعد شلل الأطفال، والتصلب المتعدد، وضمور العضلات، مرض باركنسون، قد يتنبهون للمرض منذ البداية من عسر البلع الفموي البلعومي.
ضرر الأعصاب:
الضرر العصبي المفاجئ، مثل الإصابة في الحبل الشوكي ، السكتة الدماغية أو المخ أو العمود الفقري، يمكن أن تسبب صعوبة في البلع أو عدم القدرة على البلع.
رتوج البلعوم:
تتشكل رتوج صغيرة تجمع جزيئات الطعام في الحلق، وغالبا ما فوق المريء، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع، وأصوات الغرغرة، وسوء رائحة الفم ، وتكرار تنظيف الحلق أو السعال.
علاج عسر البلع:
يتعلق علاج عسر البلع بالعامل المسبب الذي أدى للإصابة به؛ فالاضطراب الفموي البلعومي (Oropharyngeal) الناجم عن مشكلة عصبية يمكن أن تتم معالجته بواسطة تعليم طرق ملائمة للبلع وملاءمة لأنواع الطعام.. الهدف الرئيسي هو منع دخول الطعام إلى المسالك التنفسية.
ويمكن معالجة الاضطرابات في المريء أيضا بواسطة أدوية تزيد من تقلص وانقباض عضلات المريء، أو تؤدي إلى استرخائها، إذا كانت المشكلة هي فرط الانقباض والتقلص. وهنالك أدوية أخرى تقلل من إفراز الحامض في المعدة عندما يكون هناك ارتجاع لمواد حامضية من المعدة إلى المريء.