لماذا السفر لفترات طويلة مفيد لأطفال؟
02:03 م - الخميس 28 مايو 2015
خاص الجمال - إيناس مسعود
أنه قرار خطير أن تأخذ أطفالك بعيدا عن مكانهم وعن مدرستهم لقضاء رحلة سفر تمتد طويلا، لذا من الجيد أن تعلمي فوائد هذا السفر الطويل للأطفال، كل منا يمكن أن يأخذ الكثير ويكتسب الكثير من السفر، لكن عندما يتعارض بشكل أساسي مع عملية التعليم، فمن الضروري إدراك أن بهذه التجربة بعض الإيجابيات الواضحة جدا والقابلة للقياس، وهنا أكثر فوائد السفر الطويل بالنسبة للأطفال.
معايشة العالم الدولي كجزء منه وليس كمراقب له:
من فوائد السفر الطويل للأطفال أنه يسمح لهم برؤية ومعايشة الحياة في مجتمعات عبر العالم من الداخل، فهو سوف يعيش مثلهم، يأكل وينام مثل أهل الدولة أو المنطقة التي يتواجد بها خلال السفر وتسمح هذه الظروف للأطفال بالنمو كعضو فعلي من المجتمع العالمي، عن مجرد زيارتها كشخص كبير يحمل معه مقارنات اجتهادية، وتكوين أفكار مسبقة عن مفاهيم منها ما هو حقيقي وما هو طبيعي.
وعلى وجه التحديد، يمتلك الأطفال المسافرون فرصة رؤية ما وراء الصور النمطية، حيث ينظر العديد من الأقليات عبر عدسة ضيقة، لكن يستطيع الأطفال المسافرون رؤية هؤلاء الناس على مستوى العالم الذين تديرهم سلسلة من نقاط القوة والضعف بشكل واقعي بدلا من النظر إليهم عبر نافذة التلفاز أو الأفلام.
الاندماج اللغوي:
لا يعادل استخدام اسطوانات تعليم اللغة الأجنبية أو الاستعانة بمعلم الانغماس الكامل مع مجتمع يتحدثها، فعندما يكون الطفل في دولة أجنبية سوف يكتسب اللغة من خلال الكثير من العوامل مثل لافتات الشوارع، التلفاز، والراديو جنبا إلى جنب مع المحادثات اليومية مع كل من الأقران وما يسمعه بين الكبار والشباب لأن عقل الطفل متعطش ولديه ميل كبير لاكتشاف المجتمع ولغته، لذا سوف يستخدم هذه اللغة الأجنبية الجديدة ونبرتها مع إدراك الفوارق الثقافية التي تتحدى ازدواجية الفصل الدراسي.
يتعلمون تقدير وقيمة ما يملكونه:
من الأسباب الرئيسية التي تجعل من السفر الطويل فائدة للأطفال أنه يعلمهم تقدير الأعمال والتجارب المتعلقة بالأشياء، فهذا السفر الطويل لا يسمح بالإفراط في اقتناء الأشياء حيث يعلم الأطفال السفر والعيش في بلد غريب وليس معهم سوى القليل جدا والضروري.
وما لديهم يصبح مثل الكنوز، وهذا يمنعهم من أن يصبحوا أصحاب عقول مادية تنطوي فقط على الشراء والامتلاك على المدى الطويل، لكن بالسفر يأخذ العمل صورة أكثر إيجابية وهي تحقيق الأهداف البعيدة واكتساب خبرات وتجارب تثري الشخصية.
تنمية قدرته على التكيف السهل والتغيير:
عندما يسافر الأطفال لفترات طويلة يترعرعون ليدركوا التغير كجزء طبيعي من الحياة، عن كونه شيئاً ما مخيفاً أو ينظر إليه بشك، حيث يقابلون أصدقاء جدد، يتعلمون البقاء في البعاد، التعامل مع الأمتعة المفقودة أو أماكن الإقامة التي تعتبر جميعها مهارات حياتية يتعلمها معظم الأطفال المسافرين في مرحلة البلوغ، كما تنمو لديهم القدرة على أن يكون لديهم مرونة وترحيب بكل أوجه التغيير سواء الكبيرة أو الصغيرة.
تقدير طبيعي للمطبخ العالمي:
يشبه هذا الموضوع تعلم اللغة كثيرا، فتقدير المطبخ العالمي من الأشياء التي يتعلمها الطفل من خلال الاندماج وهذا يوسع أذواق الطفل كثيرا وينوع الأشياء المفضلة لديه، إنها من فوائد السفر الطويل بالنسبة للأطفال.
ورغم أن الأطفال الغير مندمجين مع أطفال آخرين في هذا العالم الجديد يظل لديهم أشياؤهم الخاصة المفضلة ويشعرون ببعض الرفض للجديد، لكنهم أقل رفضا للطعام ببساطة لأنه مختلف ولم يخرج من عبوة أو به علامة تجارية لسلسلة من المطاعم أو شعار خاص به.
دروس لا يمكن اكتسابها من الكتب:
إنها الدروس الحياتية التي يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به وما يقوم به من أنشطة هو ووالديه مثل الذهاب للصيد مع رجال قبائل غريبة، استكشاف أمطار الغابات الاستوائية أو المشي بين أطلال الآثار اليونانية حيث تمد كل هذه الأشياء الطفل بدروس ثقافية وتاريخية لا يمكنه اكتسابها من مجرد كتاب.
يتعلمون كيف يفكرون لأنفسهم عن مجرد اتباع سبل موصوفة لهم:
يعلم السفر الأطفال أن يفكروا لأنفسهم ويقرروا طريقهم في الحياة بدون اتباع أدوار محددة، فأغلب الأطفال الرحالة منذ مولدهم لا يمكن تحديد توقعات معينة تخص ذهابهم إلى المدرسة، حصولهم على وظيفة، منزل، الزواج والتناسل، التقاعد وحتى الوفاة، لذا تسنح للطفل المسافر فرصة لتجنب الكثير من الفخاخ لأنه يرى ويجرب بنفسه ويدرك أن العالم أكبر بكثير مما يتوقعه أحد.
لا تختلف فوائد السفر الطويل للأطفال عنها للكبار، إنما الفرق الوحيد هو أهميته في مرحلة عمرية مبكرة حيث يكون السفر مثله مثل التعلم والخبرة.