المحشي .. خبراء التغذية يبرئونه من تهمة السمنة

منذ بدء الحديث عن الرشاقة والقوام النحيل، والذي تصدر العديد من المحافل في العالم العربي، وتوثقت معالمه مع سيطرة أغنيات الفيديو كليب ونجمات عمليات التجميل ذوات القد الممشوق، بات "المحشي" متهماً في قضية لا ناقة له فيها ولا بعير، وهي أنه رغم لذة المذاق، وتسبيكة الخلطة، وتنوع المكونات سبب من أسباب السمنة.


ومنذ ذلك اليوم صدر القرار من خبراء التغذية بمنع المحشي من الوصول الى أفواه الجميلات الباحثات عن الرشاقة واللاتي رفعن بدورهن شعاراً لا تراجع فيه ـ الا فيما ندر ـ "فليسقط المحشي". كل هذا وهو بريء من تهمة السمنة ومعاداة النحافة حسبما أكدت الأبحاث الأخيرة في عالم التغذية، التي لم تكتف بإصدار حكم البراءة، بل أكدت أنه وجبة غذائية متكاملة المكونات. وقبل الدخول في عالم التغذية ومعرفة خواص هذه الأكلة التي كثيراً ما نشتاق الى تناولها. فالمحشي في المطبخ المصري ملك غير متوج، يحتل مكانةً رفيعة بين الوجبات المختلفة، وفي تركيا يسمي"الدولمة" وتعني الخضراوات المحشوة بخلطة الأرز المتبلة مع اللحم المفروم.

واكتسبت في كل مطبخ من تلك المطابخ بعض الإضافات التي تمنحه التنوع وبعض الاختلاف في المذاق. وتسمى الدولمة في الشام باسم "يبرق"، وفي العراق "الدولمة العراقي" وفي بلاد البلقان" السرما"، بينما تسمى في مصر"المحشي". دكتور عماد صبحي، استشاري علاج السمنة والنحافة والآلام، أحد المدافعين عن المحشي، ويؤكد ضاحكاً أنه قد آن الاوان لرد الاعتبار لهذا الطبق اللذيذ والمفيد في ذات الوقت. فمكوناته لا تخرج عن مفردات طبيعية صحية وغير ضارة، مقارنة بمكونات غيره من الوجبات السريعة التي باتت منتشرة بشكل سرطاني في البلاد العربية. ويضيف قائلاً: "المحشي يعني في عالم الطبخ تفريغ بعض ثمار الخضراوات من بعض مكوناتها الداخلية، وملء الفراغ الناتج بخلطة تشمل الأرز وبعض الاوراق الخضراء كالشبت والبقدونس والنعناع، بالاضافة الى اللحم المفروم، الذي قد يتم الاستغناء عنه، فضلا عن بعض التوابل ومحسنات الطعم الشرقية المعروفة في مطابخنا.

ولهذا فهو من وجهة النظر الغذائية وجبة متكاملة العناصر. فالخضراوات، كما نعرف، مواد طبيعية مغذية ولا تحتوي على سعرات عالية، كما أن مؤشرها السكري منخفض للغاية ولا يزيد عن 10. بمعنى أن كل مائة جرام من الخضراوات ينتج عنها إفراز أنسولين يساوي ما يفرزه 10 جرامات من سكر الجلوكوز. بعبارة أخرى، فإنها تساعد الجسم على عدم تخزين وزن زائد. كما أن الخضراوات الورقية مثل البقدونس والشبت والكزبرة تثري طعم المحشي ولا تضيف له مشاكل غذائية.

أما في حالة إضافة اللحم إلى المحشي فإنه يساعد على زيادة فائدته الغذائية، حيث ان جسم الانسان يحتوي على أعضاء تفرز إنزيمات تعمل على هضم اللحم وامتصاصه. ومن المعروف أن اللحم لا يؤدي الى زيادة الوزن عندما لا يحتوي على دهون تؤدي بالضرورة الى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم. وفيما يتعلق بالأرز كمكون أساسي في المحشي، فإنه يعد مصدرا رئيسيا للنشويات الطبيعية غير المصنعة، والتي يحتاجها جسم الانسان.

مع ملاحظة عدم زيادة كمية الأرز المستعملة في حشو ثمار الخضراوات أو أوراقه حتى تكون مناسبة لوجبة غذائية صحية لا تضيف لوزن آكلها الكثير. ويجب لفت النظر الى أهمية الحرص في الكمية المستعملة من السمن أو الزيت أو أي نوع آخر من الدهون، حتى يظل المحشي صحيا وبريئا يمكن الدفاع عنه".
المعروف أنه من الممكن حشو العديد من الخضراوات، بدءا من الكوسة والباذنجان بلونيه الابيض والاسود، إلى الطماطم والفلفل الرومي وورق العنب وورق الملفوف.

حشوة المحشي المصري يمكن صنعها بطريقتين. الاولى طريقة بسيطة يصفها الخبراء بأنها الأكثر فائدة، فهي التي يتم صنعها بخلط كل المكونات مع بعضها على البارد، أي من خلال وضع الأرز مع البصل المبشور والخضراوات الورقية وصلصة الطماطم والزيت والملح والفلفل ويقلب الجميع جيدا، بعدها يتم الحشو. أما الطريقة الثانية فيتم إعدادها من خلال قلي البصل المقطع في قليل من الزيت حتى يصفر لونه، ثم تضاف له صلصة الطماطم والملح والفلفل والتوابل المختلفة وتترك حتى تصبح متماسكة أو "مسبكة". بمعنى ان يطفو الزيت على سطح الصلصة"، بعدها ترفع من على النار وتضاف لها الخضر الورقية المفرومة والارز واللحم المفروم، مع العلم انه بالإمكان الاستغناء عنه.