01:01 م - الإثنين 12 مايو 2014
إن الجنين في الأوقات المبكرة من الحمل أشبه بطفل حديث الولادة، فهو ينام ويتحرك ويستمع إلى الأصوات، ولديه العديد من الأفكار والأحداث، وذلك كما يلي:
النوم والاستيقاظ داخل الرحم:
تماما كالأطفال حديثي الولادة، فإن الأجنة يقضون معظم أوقاتهم في النوم، وفي الأسبوع الـ 32 ينام طفلك من 90 إلى 95 % من اليوم. وقد يقضى البعض هذه الأوقات في النوم العميق، والبعض الآخر في المرحلة المسماة بحركة العين السريعة التي يكون المخ فيها منتبها شيء ما، أو مرحلة ثالثة أخرى غير محددة نتيجة عدم نضج المخ.
وفي خلال مرحلة حركة العين السريعة تتحرك عين الجنين ذهابا وإيابا مثل عيون الشخص البالغ، ويرجح العلماء أن الأجنة تحلم خلال وقت نومها، وتماما مثل الأطفال بعد الولادة، فهم يحلمون بالأشياء التي يعرفونها كالأحاسيس التي يشعرون بها في الرحم.
ومع اقتراب ميعاد الولادة، ينام الجنين 85 - 90% من الوقت تماما كالأطفال حديثي الولادة، ففي الأسبوع التاسع من الحمل يبدأ الطفل بعمل أولى خطواته داخل الرحم، وقد تكون هذه الخطوات مرئية مع الموجات فوق الصوتية، بالرغم من عدم الإحساس بها لعدة أسابيع.
ومع الأسبوع الـ 13 يبدأ الطفل بوضع إصبعه في فمه، بالرغم من أن العضلات الممتصة ليست كاملة تماما حتى تلك المرحلة.
وبالرغم من أن حركة عضلات طفلك الأولى ليست طوعية، فإنها تحدث مع الأسبوع الـ 16، وبعد تلك النقطة يبدأ طفلك النائم أو المستيقظ بالحركة أكثر من 50 مرة كل ساعة؛ مرخيا جسده ومحركا لرأسه ووجهه وأطرافه، ومستكشفا لمدى دفئه ورطوبته من خلال اللمس.
وقد يلمس الجنين وجهه أو يده باليد الأخرى وربما بالحبل السري، ومع الأسبوع الـ 37 يكون ناضجا بدرجة تجعله قادرا على القبض أو الإمسكاك بيديه. وجنبا إلى جنب مع تلك الأنشطة الشائعة، فإن الأجنة تقوم ببعض حركات الرضع العجيبة، مثل لعق جدار الرحم أو المشي حوله من خلال دفع قدمه إلى الأمام.
أيضا تتفاعل حركات الأجنة مع أعمال الأم، وعلى سبيل المثال أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الأجنة تتحرك صعودا وهبوطا مع ضحك الأم، وتزداد تلك الحركة مع ازدياد حدة الضحك.
ويذكر أن الطفل الثاني والثالث يتمتع بمكان أوسع عن الطفل الأول، وذلك لأن رحم الأم يكون أكبر، والحبل السري أطول عن الحمل الأول، وهؤلاء الأطفال لديهم خبرة حركية أكثر، ويميلون إلى أن يكونوا رضعا أكثر نشاطا، وبحلول الأسبوع الـ 29 يجب أن تشعري بحركة طفلك 10 مرات على الأقل في الساعة.
- التعلم والذاكرة في الرحم:
جنبا إلى جنب مع القدرة على الرؤية والسمع والشعور، يأتي التعلم والتذكر، وعلى سبيل المثال قد يندهش الجنين من الضوضاء والأصوات العالية، ولكنه يتوقف عن الاستجابة عندما يتكرر الضجيج عدة مرات.
وفي الأسبوع الـ 20 من الحمل يمك رؤية التوآم وهم يطورون بعض العادات والأنشطة التي تستمر معهم لسنوات بعد الولادة، فعلى سبيل المثال يمكن رؤية الأخ والأخت وهما يلعبان خدا إلى خد على الغشاء الفاصل.
كما أظهرت الدراسات أن الأجنة يمكنهم الشعور وتذكر حالة أمهم العاطفية، وكشفت تجربة أجريت في استراليا أن الأجنة الذين تعرضوا لاضطرابات مزاجية من قبل الأم قد شوهدوا في حالة اضطراب وانزعاج لمدة 20 دقيقة، وعند إعادة تعرضهم لذلك الفيلم بعد ثلاثة أشهر من الولادة، يبدون معرفتهم بتلك التجربة التي تعرضوا لها من قبل.
هذا وفي حين أوجدت دراسات أخرى أنه وبعد ساعة من الولادة يبدأ الطفل في تمييز صوت أمه، مما يشير إلى أنه كان يعرفه وهو في الرحم، وقد يفضل حديثو الولادة القصص التي كانت تقرأ عليهم باستمرار في الرحم، عن تلك الجديدة التي قد تسرد عليهم بعد الولادة.
كما أن الأطفال في الرحم يمكنهم سماع مختلف الأصوات بشكل عام وليس فقط التي تسمع بلغتهم الخاصة، ولكن النتيجة تكون واحدة وهي أنهم يسمعون ويتذكرون ويتعلمون على مرحلة معينة.
صوت الأم يلعب دورا في نشاط مخالجنين:
توضح هذه الصورة نشاط مخ الجنين عند سماع صوت أمه وأصوت الغرباء، وقد نرى بوضوح نشاط الجانب الأيسر من المخ (المسئول عن تعلم اللغة) والجانب الأيمن (المسئول عن تمييز الصوت).
ومن ثم فإن صوت الأم يعمل على تنشيط أجزاء المخ المسئولة عن تعلم اللغة، بحسب ما ورد ضمن أبحاث علماء من جامعة مونتريال وجامعة سانت جوستين. وقد خلص فريق البحث إلى الاكتشاف بعد عمل تسجيلات كهربائية على الأطفال في غضون الـ 24 ساعة الأولى من ولادتهم.
وكشفت أيضا موجات المخ أنه وفي حين يستجيب الأطفال إلى أصوات النساء الأخريات، فإن هذه الأصوات تعمل على تنشيط أجزاء المخ المسئولة عن تمييز الصوت فقط.
وفي حديثها تذكر دكتورة Maryse Lassonde أستاذة علم النفس من جامعة مونتريال ومركز أبحاث مستشفى جامعة سانت جوستين أن:
"هذا البحث الجديد يثبت ولأول مرة أن مخ المولود الجديد يستجيب وبشدة لصوت الأم، وخاصة الصوت الذي يكون موجها للأطفال، فلقد قمنا بإضافة أقطاب كهربائية إلى أدمغة 16 طفلا أثناء نومهم، وطلبنا من الأم التحدث قليلا بلغتها، ثم كررنا التجربة مرة أخرى مع الممرضة التي نقلت الأطفال إلى المعمل.
وعندما تحدثت الأم أظهر نصف الكرة الأيسر من الدماغ استجابة شديدة، وخاصة في العمليات الخاصة باللغة والمهارات الحركية. وعلى النقيض استجاب النصف الأيمن من الدماغ عند سماع الصوت الآخر، وهو المسئول عن تمييز الأصوات فقط."
هل يشعر الجنين بالألم؟
في حين يبدو من المستحيل معرفة ذلك، لكن آلام الجنين والأطفال حديثي الولادة قد تم التعرف عليها فقط في نهاية الثمانينيات، ففي الأسبوع الـ 23 – 24 يبدأ الجنين في الشعور بالألم، في حين تنتشر الهرمونات المسئولة عن الألم به منذ الأسبوع الـ 20 أو أكثر قليلا.
أيضا يشعر الأطفال الذين يولدون في غير إتمام دورتهم كاملة بالألم ويبكون، ولكنهم يبقون على التفاعل مع من هم بالقرب منهم.