وسائل للوقاية من تدهور قوة البصر
01:20 م - السبت 13 يوليو 2013
يدمر مرض الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر age-related macular degeneration (AMD)، الذي يعد سببا شائعا على فقدان البصر في مرحلة متأخرة من العمر، شبكية العين التي تكون وظيفتها تأمين الرؤية المركزية الواضحة. وتساعد معرفة الأعراض المبكرة لهذا المرض، إلى جانب إجراء الفحوصات المنتظمة للعين، في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، مما يسمح بعلاج بعض الحالات المرضية وتعديل أنماط حياة آخرين.
ويوضح الدكتور جيفري هاير، الطبيب بقسم طب العيون في مستشفى العين والأذن التابع لجامعة هارفارد بولاية ماساشوستس، ومدير قسم شبكية العين في مستشفى «الاستشاريون لطب العيون» بولاية بوسطن، أن «مجرد ممارسة الرياضة بشكل منتظم، والإقلاع عن التدخين، وتناول وجبات غنية بالخضراوات الورقية الخضراء ليست جيدة لعينيك فقط، ولكن لحالتك الصحية العامة أيضا».
نوعان من المرض
ينقسم الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر إلى نوعين؛ الجاف والرطب. يعاني 90 في المائة من المرضى المصابين بتحلل البقعة الصفراء من النوع «الجاف»، الذي يعمل على تأكل وتخفيف سمك الشبكية، وهي الجزء الذي يشعر بالضوء في العين. ولعل الأعراض المبكرة لمرض الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر هي الشعور بضبابية الرؤية المركزية، التي قد تتراوح درجتها ما بين المعتدلة والحادة.
ومع أن الأطباء لا يمكنهم التنبؤ بمدى تفاقم أو حتى سرعة تقدم المرض، إلا أنه من الممكن أن تسوء حالة واحدة من كل عشر حالات مصابة بالضمور الجاف لتعاني بعد ذلك من حالة الضمور البقعي «الرطب»، التي تنمو فيها أوعية دموية مسربة (راشحة) وغير طبيعية على سطح شبكية العين. ويقول الدكتور هاير: «لن يصاب معظم المرضى بحالة الضمور البقعي الرطب، ولكن هذه هي الحالات التي غالبا ما نسمع عنها».
ورغم أن حالة الضمور البقعي الرطب أقل انتشارا، فإنها تعتبر السبب الرئيس لفقدان البصر لدى كبار السن.
تأثيرات على الرؤية
- كيف يؤثر مرض الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر على الرؤية؟ يعرف الجزء المركزي من الشبكية بـ«البقعة» macula؛ حيث إن وظيفتها تأمين رؤية مركزية واضحة.
وعندما تصاب البقعة بالتلف، فإن المرضى قد يشعرون في بادئ الأمر بالرؤية المشوشة غير الواضحة فتبدو مثلا الخطوط المستقيمة كأنها خطوط متموجة. وإذا ما ازداد تلف الشبكية أكثر، فقد يبدأ المرضى برؤية شيء من السواد أو الظلام في مجالهم البصري.
- فحص العين المتوسعة: يضع الطبيب خلال هذا الفحص بضع قطرات في العين تعمل على توسيع (تمدد) الحدقة وبالتالي توفير رؤية واضحة داخل العين. وهنا من السهل على الطبيب أن يبحث عن وجود أي بقع تحت الشبكية، التي يطلق عليها «براريق» شفافة drusen، أو أي تغيرات غير طبيعية أخرى.
وفي مرحلة متوسطة من مرض تحلل البقعة، تبدأ التغيرات في التأثير على الرؤية بشكل ملحوظ. وعادة ما يقوم كثير من الناس بفحوصات للعين خلال سن الأربعين بغرض ارتداء النظارات الطبية، وهو ما يوفر قاعدة لإجراء تقييمات مستقبلية.
وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب العيون كبار السن ممن تخطت أعمارهم 65 عاما بإجراء فحص العين المتوسعة كل عام أو عامين. وسوف يوصي الطبيب متى يجب العودة لإجراء الفحص مرة أخرى اعتمادا على نتائج الفحص في المرة الأولى.
فيتامينات العين
هناك فيتامينات أساسية للعين في حالة الإصابة بالضمور البقعي الجاف، إذ من الممكن إيقاف أو إبطاء تقدم مرض الضمور البقعي الجاف حال اكتشافه في مراحله المتوسطة عن طريق استخدام جرعة عالية من «فيتامينات العين» «eye vitamins».
تشمل الجرعة فيتامينات «إيه A» و«سي C» و«إي E»، بالإضافة إلى الزنك والنحاس. يقول الدكتور هاير: «تساعد الفيتامينات على إبطاء أو منع تفاقم الألم لنحو 25 في المائة من المرضى. ويحدد فحص العين المتوسعة ما إذا كانت حالتك ستستفيد من تلك الفيتامينات أم لا».
هل يجب أن تأخذ تلك الفيتامينات حتى لو لم تكن في مرحلة متوسطة من مرض الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر؟ لا يوصي الدكتور هاير بهذا الأمر مطلقا، فليس هناك دليل قوي على أن الفيتامينات تقي العين من الإصابة بهذا المرض. وظهرت في السنوات الأخيرة أدلة على أن تناول جرعات عالية من بعض الفيتامينات، مثل فيتامين «إي E» قد يسبب ضررا فعليا.
يمكنك إثراء النظام الغذائي الخاص بك بدلا من ذلك. وتعد الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والكرنب، واللفت من العناصر الغذائية الصحية للعين. ولا تنسى ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنا؛ حيث يمثل التدخين عامل خطر رئيسا للإصابة بالمرض.
ويقول الدكتور هاير: «ليس هناك أي آثار سلبية لتناول السبانخ وممارسة الرياضة ما دام طبيب الرعاية الصحية الأولية الخاص بك أوصى بذلك».
العلاج بالعقاقير
يطلق على الأدوية التي تعالج الضمور الشبكي الرطب مثبطات نمو الأوعية الدموية (VEGF).
وهنا يقول الدكتور هاير: «أحدثت تلك الأدوية طفرة في طريقة علاجنا لمرض الضمور الشبكي، ولم تتفاقم حالة فقدان الرؤية لدى نحو 80 في المائة من المرضى، واستعاد نحو الثلث قدرتهم على الرؤية بشكل كبير».
ويجب حقن مثبطات نمو الأوعية الدموية في العين شهريا على الأقل، وقد يؤدي هذا الحقن إلى احتمال ضئيل بالإصابة بالعدوى. وتشير بعض الأبحاث إلى أن العلاج بمثبطات نمو الأوعية الدموية قد يرفع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل طفيف، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان الحقن يؤدي فعليا إلى الإصابة بالسكتة الدماغية وإلى أي مدى يكون حدوثها. ومع ذلك، فعندما يختار المرضى ما بين الإصابة بالمخاطر غير المؤكدة جراء العلاج، أو احتمال حقيقي لفقدان البصر، يختار معظم المرضى تناول هذا الدواء في النهاية.
العمر ونسبة الإصابة بمرض الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر
- 55-64 عاما: 0.2%.
- 65-74 عاما: 1%.
- 75-84 عاما: 4.6%.
- 85 عاما فما أكثر: 13.1%.