فيتامينات «B» .. تقي من تدهور البصر
يعتبر الضمور البقعي في شبكية العين الناجم عن تقدم العمر Age ـ related macular degeneration أو اختصارا «AMD»، السبب الرئيسي لحدوث حالة حادة، لا رجعة فيها، من فقدان البصر لدى الأميركيين من أعمار 60 سنة فأكثر.
وتوجد لدى 1.5 مليون أميركي حالات متقدمة من هذا المرض، فيما يعاني 7.3 مليون آخرين من حالات مبكرة منه التي لا تؤدي إلى فقدان البصر أو إلى فقدان بسيط فيه، إلا أنها قد تتطور إلى حالات متقدمة.
وتوجد عدة علاجات للحالات المتقدمة للضمور البقعي هذا، ولكن وحتى الآن فإن الطريقة المعروفة التي تقلل بشكل موثوق من خطر ظهور المرض هي: وقف التدخين، «ووفقا لمعهد العيون الوطني، فإن بعض الأبحاث تفترض وجود صلة بين السمنة وبين تقدم هذا المرض».
دراسة جديدة
إلا أن دراسة وجدت أن تناول مقادير يومية من مكملات حمض الفوليك (فيتامين «بي 9»)، وفيتاميني «بي6» و«بي 12»، يقلل من خطر حدوث الضمور البقعي هذا في العين، لدى النساء اللاتي يرتفع لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد نشرت هذه الدراسة في عدد 23 فبراير (شباط) 2009 من مجلة «أرشيفات الطب الباطني»، وجاءت نتائجها من تجارب لا تزال جارية تشرف عليها جامعة هارفارد تسمى «دراسة مضادات الأكسدة وحمض الفوليك (وتأثيرها على ـ المحرر) القلب والأوعية الدموية للنساء» Women"s Antioxidant and Folic Acid Cardiovascular Study أو اختصارا (WAFACS).
وتأتي هذه النتائج بالتضاد مع نتائج للدراسة نفسها نشرت عام 2008 الماضي، كانت قد أظهرت أن تلك المكملات نفسها لم تساعد في درء النوبة القلبية والسكتة الدماغية، على الرغم من أنها أدت إلى خفض مستويات «الهوموسيستين» homocysteine في الدم، وهو حمض أميني كان يعتبر في وقت ما مرتبطا بحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكان للهوموسيستين أيضا دور في زيادة خطر حدوث الضمور البقعي الناجم عن تقدم العمر.
وشاركت في الدراسة 5205 سيدات من أعمار 40 سنة فأكثر من اللاتي لم يكن مصابات بالضمور البقعي في بداية الدراسة، إلا أنهن كن يعانين من وجود ثلاثة أو أكثر من عوامل الخطر المؤدية إلى أمراض القلب والأوعية الدموية (أو لديهن تاريخ حقيقي من أمراض القلب والأوعية الدموية).
فيتامينات «بي»
وقسمت النساء عشوائيا إلى مجموعتين، الأولى تناولت مكملات يومية تحتوي على 2.5 مليغرام (ملغم) من حمض الفوليك، 50 ملغم من فيتامين «بي6»، و1 ملغم من فيتامين «بي12»، وهي مقادير أعلى من المقادير التي يوصى بتناولها يوميا.
أما المجموعة الثانية فقد تناولت حبوبا وهمية، وحاول الباحثون رصد أي علامة لتشخيص «أي شكل من مرض الضمور البقعي الناجم عن تقدم العمر»، وكذلك «الحالات الملموسة لمرض الضمور البقعي الناجم عن تقدم العمر»، أي الحالات التي تتدهور فيها حدة البصر visual acuity إلى قيمة 20/30 أو أقل (تبلغ حدة البصر القصوى 20/20 وفق مقياس «لوحة سنيلين» Snellen chart لقراءة الأحرف ـ المحرر).
وبعد فترة 7.3 سنة في المتوسط، ظهر أن هناك 55 حالة من الضمور البقعي بين النساء اللاتي تناولن المكملات، و82 حالة بين اللاتي تناولن الحبوب الوهمية، أي بفارق بنسبة 34 في المائة.
وبالنسبة لحالات المرض الملموسة (أو السيئة) فقد رصدت 26 منها في مجموعة اللاتي تناولن المكملات، و44 من اللاتي تناولن الحبوب الوهمية.
وبدا أن مزايا العلاج حمض الفوليك/ فيتامينات «بي» أخذت تظهر خلال السنتين الأوليين من الدراسة، وإن حدث وتأكدت نتائج دراسة «WAFACS» فإن حمض الفوليك وفيتامينات «بي» قد تلعب دورها في درء حدوث الضمور البقعي في العين الناجم عن تقدم العمر، وربما إبطاء تقدمه أو وقفه.
إلا أن الدراسة كانت محصورة بالنساء اللاتي يعانين من أمراض القلب والأوعية الدموية أو اللاتي لديهن عوامل خطر للإصابة بها.