ألوان البول ودلالاتها المرضية وأساب الحرقان البولي
12:16 م - الأحد 7 يوليو 2013
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
أولاً: ألوان البول ودلالاتها
يتمتع البول في أغلب الأحيان بلون أصفر فاتح لأنه يحتوي على "يوروكروم" urochrome أو صبغة البول، وهي واحدة من المركبات الناتجة عن تحلل الهيموجلوبين، البروتين الذي يوجد في كريات الدم الحمراء ويقوم باكتساب الأكسجين الذي يتم نقله مع الدم إلى كل أنحاء الجسم.
ولكن قد يتحول لون البول في بعض الأحيان إلى لون مختلف تماما، ويمكن للرجال ملاحظة الاختلاف بعد تبولهم في المرحاض، بينما تلاحظه النساء عند المسح بالمنشفة، وتؤدي رؤية لون البول الأحمر أو البرتقالي بدلاً من لون البول الأصفر المعتاد إلى الشعور بالقلق خصوصا إذا صاحبتها أعراض مثل الشعور بالحرقة أو الألم أثناء التبول.. وهذا القلق له ما يبرره، إذ يمكن أن يكون اللون المختلف علامة على وجود مشكلة طبية خطيرة، لذا ينبغي استشارة الطبيب بهذا الشأن.
ويقول المتخصصون إنه قد يكون لون البول المختلف ناجما عن تناول بعض أنواع الطعام أو الأدوية، كما أن ألوان البول -فيما عدا اللونين الأحمر والبرتقالي- ليست معتادة البتة.
أنواع ألوان البول ودلالاتها:
اللون الأصفر الغامق: يحتوي البول على ماء، إضافة إلى النواتج التي تلفظها الكليتان بعد تصفيتها من الدم، وإن تحول لون البول إلى الأصفر الغامق، يحتمل أن يكون محتويا على ماء أقل وعلى نواتج ملفوظة أكثر من المعتاد، وهو الأمر الذي يمكن أن يشير إلى جفاف الجسم وعدم تناول كميات كافية من السوائل.
اللون الأحمر: وفقا لمقالة «مراجعة حول لون البول غير المعتاد» نشرت في مجلة «ساوثرن ميديكال جورنال» الأمريكية العام الماضي، فإن اللون الأحمر في البول يمكن أن يتراوح في ظلاله بين اللون الوردي والأحمر الغامق.
ويمكن لاختبار بسيط تحديد ما إذا كان اللون الأحمر راجعا إلى وجود دم في البول، وقد يتحول البول إلى اللون الأحمر إذا احتوى على الميوغلوبين myiglobon وهو بروتين يرتبط بالأكسجين في خلايا العضلات مشابه للهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء.
ويمكن أن تؤدي أية مشكلة من المشكلات التي تحدث للجهاز البولي (الذي يشمل الكليتين والحالبين، والمثانة والإحليل) إلى نزول الدم في البول، وتضم القائمة حصى الكلية، عدوى المثانة وسرطان المثانة، ولدى الرجال تضخم غدة البروستاتا (تضخم البروستاتا الحميد).
كما أن التمارين الرياضية الشديدة قد تؤدي إلى نزول الدم في البول، وسبب ذلك غير مؤكد، إلا أنه قد يكون ناجما عن عمل يؤدي إلى حدوث أضرار في المثانة، ويوجد احتمال آخر لها وهو أن تمارين «الآيروبيك» يمكنها أن تؤدي إلى تفكيك خلايا الدم الحمراء.
وكذلك فإن المشكلات الصحية الموروثة يمكنها أيضا أن تؤثر على كريات الدم الحمراء وعلى الهيموجلوبين، مثل مرض فقر الدم المنجلي (sickle - cell anemia) والثلاسيميا (thalassemia) اللذين يسببان نزول الدم إلى البول. كما تؤدي جملة من الأمراض النادرة التي تعرف بالاسم الإجمالي لها «البورفيريات» porphyrias إلى إضفاء الاحمرار على لون البول أو تحويله إلى اللون البني.
ويذكر الأطباء سبباً غير ضار إطلاقا لتحول لون البول إلى الأحمر يطلق عليه «البول البنجري» beeturia الذي يمكن أن يظهر بعد تناول البنجر (الشمندر)، وتسمى الصبغة المسؤولة عنه «بيتالايين» betalain التي تفقد لونها داخل الجسم، ويقود نقص الحديد وتناول البنجر مع طعام يحتوي على الأوكساليت إلى ظهور «البول البنجري» في البول.
اللون البني أو الأسود: وإن كان لون البول الأحمر داكنا فإنه سيشبه اللون البني بل وحتى اللون الأسود، وفي هذه الأحوال فإن أسباب وجود اللونين البني والأسود هي نفسها التي تقود إلى ظهور لون البول الأحمر.
إلا أن البول- حسب الأطباء- يمكن أن يتحول إلى اللون البني حقيقة، إذ يمكن أن يزداد تركيز «بيليروبين» bilirubin وهو ناتج آخر من نواتج تحلل الهيموجلوبين في الدم بسبب مشكلة في الكبد، مثل التهاب الكبد أو تشحمه، أو بسبب انسداد قناة الصفراء نتيجة انحشار الحصى فيها أو بسبب ورم أو أي مسائل معوقة، وإن وصل جزء من الزيادة في مادة «بيليروبين» إلى البول، فإن لونه قد يتحول إلى لون قريب من اللون البني.
كما يؤدي فقر الدم الانحلالي (hemolytic anemia)، الذي يحدث عندما تقوم الكثير من كريات الدم الحمراء بالتفكك في وقت واحد، أيضا إلى زيادة مادة «بيليروبين» التي قد تؤثر على لون البول.
وأخيرا فإن الورم القتام (melanoma)، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد، بمقدوره في حالات نادرة المساعدة في تغلغل الميلاتونين - وهو صبغة الجلد الغامقة- إلى مجرى الدم لكي تنتهي ربما في البول. أما الأطعمة التي تؤدي إلى تحويل لون البول إلى اللون البني فتضم فول الفافا fava beans المماثل للفول والراوند rhubab.
اللون البرتقالي: يمكن أن يؤدي تناول عدد من الأدوية إلى تحويل لون البول إلى اللون البرتقالي، ومن تلك الأدوية "ايزونيازيد" isoniazid وهو دواء رئيسي لعلاج السل، ودواء "ريفامبين" rifampin كذلك لعلاج السل، والجرعات العالية من دواء "ريبوفلافين" riboflavin وفيتامين "بي" ودواء "فينازوببيريدين" phenazopyridine "بيريديوم" Pyridium المستخدم لعلاج عدوى الجهاز البولي لغرض تخفيف آلام التبول، كما أن تناول كميات كبيرة من الجزر يؤدي إلى ظهور اللون البرتقالي.
اللون الحليبي - الأبيض: تحول عدوى الجهاز البولي البول في بعض الأحيان إلى اللون الحليبي الأبيض بعد أن تؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي يقود إلى تدفق أعداد كبيرة من كريات الدم البيضاء، أما الأسباب الأخرى لظهور اللون المائل للأبيض في البول فتشمل تكون بلورات حمض اليوريك عند تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل أسماك الأنشوفة anchovies والرنجة herring، واللحوم الحمراء (لحوم الغنم والبقر) وكذلك بلورات الفوسفات الناتجة عن فرط إفراز هرمون الغدة جارة الدرقية.
اللون الأزرق: يمكن لمادة المثيلين الأزرق (methylene blue) وهي صبغة تستعمل في اختبارات التشخيص، أن تحول البول إلى اللون الأزرق، وتتسم هذه المادة بخصائص مضادة للميكروبات ولهذا فإنها توجد أحيانا في تركيب الأدوية والعلاجات المنزلية. كما تستخدم لوحدها في علاج بعض الحالات النادرة.
اللون الأخضر: إن دخلت صبغة زرقاء إلى البول فإن لونه يصبح أخضر غالبا، بعد امتزاج الأزرق مع صبغة البول الصفراء المعتادة، ولا يحدث هذا الأمر يوميا، إلا أن هناك الكثير من الحالات تسببت فيها أدوية في ظهور اللون الأخضر للبول، ومنها دواء بروبوفول المخدر، دواء سيميتيدين لحموضة المعدة، ومضاد الكآبة ثلاثي الحلقات أميتريبتيلين، كما أن تناول الهليون يضيف أحيانا ظلالا خضراء غير ضارة على البول، إلا أن لون البول الأخضر يمكن أن يكون علامة على عدوى الجهاز البولي أو على تغلغل بكتريا في الدم( bacteremia).
اللون الأرجواني: وهو لون البول الوحيد الذي يرتبط باسم متلازمة خاصة به وهي "متلازمة كيس البول الأرجواني" وهي تظهر عندما يوضع كيس بول أو ما يسمى بالقسطرة لشخص ما لأغراض التبول. وتقوم البكتريا التي تستوطن القسطرة أو كيس البول أو كليهما بإفراز مركب يسمى إنديروبين وهو ذو لون أحمر، وأزرق غامق، يمتزجان ليكونا اللون الأرجواني اللامع.
ثانيا أسباب حرقان البول
الاحتمال الأول:
وهو أكثرها حدوثا خاصة في كبار السن هو التهاب البروستاتا، وهذا قد يؤدي أيضا إلي حرقة بعد الجماع، ولتأكيد هذا التشخيص لا بد من إجراء تحليل لإفرازات البروستاتا مع مزرعة وحساسية (Expressed prostatic secretions + colony count + culture and sensitivity) للتأكد من وجود خلايا صديدية به وعددها، وفي هذا التحليل نطلب عددا لأي ميكروب موجود + حساسية المضادات الحيوية المختلفة ضد الميكروب.
الاحتمال الثاني:
هو التهاب بمجري البول نفسه، وعادة يكون مصاحباً بإفراز من مجرى البول قد يكون قليلا ولا يلاحظ بسهولة إلا في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، وللتأكد من هذا الاحتمال يتم تحليل مسحة من مجرى البول (Urethral Swab) مع مزرعة وحساسية، وفي حالة وجود التهاب بمجرى البول يتم البحث عن ميكروب معين اسمه "كلاميديا" (Chlamydia Antigen).
الاحتمال الثالث:
هو وجود حصوة صغيرة أسفل أحد الحالبين (اللذين يوصلان البول من الكلية إلى المثانة) وهذا الاحتمال عادة يكون مصاحباً بمغص كلوي أو آلام في منطقة الكلى بالظهر في الفترة التي سبقت الحرقة، وقد تكون آلاما متكررة وخفيفة فيظنها البعض أنها برد في الظهر.
وللتأكد من هذا الاحتمال يجب عمل أشعة عادية على المسالك البولية (Plain UT) + فحص بالموجات فوق الصوتية على البطن والحوض (Abdominal and Pelvic Ultrasound) وهذان الفحصان مبدئيان، وفي حالة وجود شك فيهما يطلب فحص وظائف الكلى (كرياتينين - Creatinine) ثم يتم عمل أشعة بالصبغة على المسالك البولية (IVP).