دراسة سعودية : نقص فيتامين «د» مرتبط بمتلازمة الساقين غير المستقرتين
11:26 ص - الأربعاء 19 يونيو 2013
أظهرت نتائج دراسة سعودية أولية، هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، ارتباط نقص مستوى فيتامين «دي» D في الدم، بالإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين (تململ الساقين)، وتحسّن الأعراض بشكل ملحوظ بعد علاج النقص بإعطاء جرعات عالية من فيتامين «دي».
حول هذه الدراسة وأهدافها تحدث الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم المشرف على مركز تشخيص واضطرابات النوم رئيس نادي جدة لطب النوم - مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، وأوضح أن هذه الدراسة تم قبولها وعرضها في المؤتمر السنوي «للأكاديمية الأميركية لطب النوم» American Academy of Sleep Medicine خلال شهر يونيو (حزيران) 2013 في مدينة بالتيمور الأميركية، أثبتت نتائجها ملاحظات سريرية سابقة أشارت إلى تحسّن أعراض بعض مرضى متلازمة الساقين غير المستقرتين (تململ الساقين Restless Leg Syndrome) أو ما يسمى اختصارا بالاسم العلمي (RLS) بعد تناولهم جرعات تعويضية من فيتامين «D» كعلاج لمشكلات أخرى ترتبط بنقصه كهشاشة العظام وغيرها، حيث قام الدكتور أيمن بدر كريّم، بتشخيص 12 مريضا بمتلازمة الساقين غير المستقرتين ممن يعانون أيضا من نقص مستوى فيتامين «دي» في الدم (أقل من 50 ميكروغراما-مل) وعلاجهم بجرعات عالية من فيتامين «D» حتى ارتفع مستواه للمعدل الطبيعي، وتم تسجيل شدة أعراض المتلازمة عن طريق مقياس معتمد ومقارنتها قبل وبعد العلاج بفيتامين «دي». ونبّه الدكتور كريّم، إلى أنه لم يتم إخبار المرضى باحتمال تحسن أعراض المتلازمة بتناول فيتامين «دي» وذلك لتجنب أي أثر وهمي للدواء التعويضي على الأعراض.
النتائج
أشار الدكتور كريّم أن النتيجة كانت تحسن أعراض المتلازمة بشكل واضح لدى جميع المرضى دون استثناء، واختفاءها تماما لدى بعضهم، بعد ارتفاع مستوى فيتامين «دي» في الدم للمعدل الطبيعي، دون الحاجة للعلاج بأي من الأدوية المعروفة لعلاج المتلازمة. كما أكد المرضى، لدى مقابلتهم، تحسنَ طبيعة نومهم نتيجة تحسن أو اختفاء أعراض تململ الساقين.
كما شارك في إجراء الدراسة ومتابعة المرضى، وتجميع المعلومات وتحليلها، الأطباء المتميّزون: أفنان شكر، وآية بودال وأحمد السياري، من جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
متلازمة تململ الساقين
أفاد الدكتور سراج عمر ولي، أستاذ مشارك مدير مركز اضطرابات وبحوث النوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، أحد المشاركين في إجراء الدراسة، أنه «من المعروف علميا أن متلازمة الساقين غير المستقرتين هي أحد اضطرابات النوم الحركية حيث يشتكي المصابون (معظمهم من النساء) من شعور غريب وغير مريح يصيب كلتا الساقين (وليس القدمين) لدى سكون الجسم، والاستلقاء للنوم بالليل، يؤدي إلى الرغبة المُلحّة في تحريكهما، مما يعطي بعض الارتياح قصير الأمد، إلا أن هذا الشعور المزعج ما يلبث أن يعود بشكل متكرر، بمجرد استقرار الساقين ومحاولة النوم مرة أخرى، مما يضطر المريض في كثير من الأحيان إلى مغادرة الفراش والمشي في أرجاء الغرفة قليلا، أو تدليك عضلة الساقين، لتنتج المعاناة من الأرق المزمن واضطراب النوم، وزيادة الخمول والنعاس أثناء النهار، إضافة إلى اضطرابات المزاج والقصور الجنسي وغيرها».
من جهته أوضح الدكتور أيمن كريّم أن هذا النوع من اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم يصيب (5 - 15%) من الأفراد، حسب دراسات إحصائية مختلفة، في حين أشارت دراسة أولية قادها الدكتور كريّم أن (18%) من السعوديين في العينة تحت الدراسة مصابون بهذه المتلازمة، كما أن 10 من بين كل 100 شخص تقريبا يعانون هذه المشكلة في فترة ما من حياتهم، وترتفع نسبة الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين لدى النساء بشكل أكبر من الرجال، ويعد الحمل أحد العوامل المرتبطة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين؛ إذ يعاني منها نحو (30%) من النساء أثناء فترة الحمل.
الأسباب
رغم عدم وجود سبب علمي واضح، فإن المثبت علميا يشير إلى:
- ارتباط تململ الساقين بنقص نسبة الحديد المسبب لفقر الدم (الأنيميا).
- تقدّم العمر.
- الإصابة بمرض السكري نتيجة تأثر الأعصاب الطرفية.
- قصور وظائف الكلى.
- أمراض الروماتزم والمفاصل.
- إضافة إلى بعض أمراض المخ والأعصاب كمرض باركنسون (الشلل الرعاش).
- كما تساعد بعض السلوكيات الصحية والغذائية كالتدخين، وتناول المنبهات (الكافيين)، وقلة النشاط الحركي، على تفاقم أعراض المتلازمة، كما يمكن لمتلازمة الساقين غير المستقرتين أن تؤدي إلى تأرق أحد الزوجين نتيجة إصابة الآخر بها، حيث يضطر نحو (30%) من الأزواج إلى النوم في سريرين منفصلين، لما تسببه حركة الساقين المتكررة من إزعاج.
وأخيرا يعلق على هذه الدراسة الدكتور كريّم، مشيرا إلى أهميتها العلمية حيث تُعطي للمرة الأولى دلالة علمية واضحة على دور فيتامين «دي» بوصفه أحد عوامل خطر الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين إضافة إلى أهمية استهدافه كأحد علاجات هذه المتلازمة، حيث ما يزال علاجها يشكل تحديا طبيا كبيرا وبخاصة لدى فئة المرضى الذين لا تستجيب أعراضهم للعلاجات المتوفرة إضافة إلى أن بعضها يسبب أعراضا جانبية مزعجة، تجعل الاستمرار في العلاج مهمة مستحيلة.
إلا أن من الضروري التأكد من ذلك بشكل قطعي عن طريق دراسات موثقة أخرى تطبق على عينة أكبر من المرضى، قبل أن يتم اعتماد تشخيص وعلاج نقص فيتامين «دي» ضمن إرشادات تشخيص وعلاج متلازمة الساقين غير المستقرتين.