لكل أبوين ينتظران مولودهما .. ماذا ينبغي عليكما تسمية الطفل به؟

صحيح أم خطأ .. نحن نعيش في مجتمعات يتم الحكم فيها على الأشخاص بأسمائهم، فبالنسبة لبعض المدرسين والموظفين والقضاة وزملاء العمل أو الدراسة، فإن الاسم الأول هو ما يشير غالبا إلى الذكورة أو الأنوثة.
ولهذا السبب فإنه بالنسبة لكثير من الآباء، فإن تسمية الطفل الرضيع هي عملية محفوفة بالتفكير والإجهاد وكذلك التخمين.

الشخصية الفردية:-

التسمية ليست كما كانت عليه من قبل؛ وعلى مدى الـ 131 سنة الماضية مثلا شكلت الأسماء المألوفة والشائعة نسبة صعيرة جدا من السكان بشكل عام، مما يعني أن الآباء يختارون لأطفالهم أسماء أكثر غرابة وغموضاً.
وبالرغم من أن الشخصية الفردية ينظر إليها الآن على أنها من الفضائل، إلا أن الآباء قد تجاهلوا هذا الأمر كثيرا، محاولين من جانبهم تقديم يد العون إلى أبنائهم بشتى الطرق وأن يكونوا ساقيهم وأيديهم في سوق الحياة.
وإذا أتى الأمر إلى تسمية الأطفال، فهم يريدون الاسم الذي يبدو جديدا ولكنه مألوفا أيضا وسهل النطق، ولهذا السبب تشيع أسماء الأماكن والأسماء الأخيرة أو اسم العائلة.

الأسماء تؤثر على عوائد الحياة:-

تنشب الكثير من المشاجرات بين الأب والأم وربما قبل مغادرتهم للمستشفى حتى، فهو يريد اسماً معيناً وهي ترغب في آخر وتكون النتيجة شيئاً ثالثاً مختلفاً.
فالنسبة لبعض الآباء فإن تنشئة فتاة في مجتمعاتنا، يتطلب منها أن تكون قوية ويشعره برغبة في تجنبها التنميط الجنسي الذي يمكن أن يحدث بشكل كبير.
ولكن هذا الرأي لم يثبت صحته، حيث جرت دراسة على زوج من الأخوات في إحدى المدارس، إحداهما تحمل اسماً أنثوياً والأخرى أقل أنوثة.
واكتشف أن الفتاة ذات الإسم الأكثر أنوثة هي أقل عرضة لتلقي دروس العلوم والرياضيات، مقارنة بأختها ذات الاسم الأقل أنوثة.
هناك دراسة أيضا أجريت على مدرسة صبيان وجدت أن الصبيان من ذوي الأسماء الأنثوية هم أكثر عرضة للفشل في الدراسة والدخول في مشاكل كثيرة مقارنة بزملائهم ممن يتمتعون بأسماء ذات صدى ذكوري قوي.
وفي أبحاثه اكتشف James Bruning أستاذ علم النفس بجامعة أوهيو، أن بعض الأسماء تضفي الحيوية والنشاط على الأطفال (كأن يحفز الطفل بكونه رياضياً أو نشطاً)، والأخرى تمنحه السلبية والخذلان (حيث ينظر إليه بكونه أكثر هدوءا وتحفظا).
وقد أجرى Bruning دراسته على 1400 طفل عام 1971 و500 عام 1998، واكتشفت أن الأسماء التقليدية أمثال "مايكل" تميل إلى أن تكون أكثر نشاطا، في حين ينظر إلى "سيسيل" بكونها سلبية.
توصل Bruning أيضا إلى أن الأطفال في سن الروضة يميلون إلى تنميط الأسماء، بل ويربطون أسماء معينة بالسمات الإيجابية وغيرها بالأخرى السلبية.

نصائح الآباء في اختيار أسماء أطفالهم:-

على الآباء اختيار الاسم الذي يبدو مألوفا ومفهوما لهما أولا، بغض النظر عن مدى ألفته بالأشخاص والمجتمع من حولهم.
وعلى سبيل المثال انتشر في فترة ما تسمية الأخوات بـ"عمر وسلمى" تأثرا بفيلم تامر حسني ومي عز الدين، وهناك من يسمي باسم روائي معين أو رجل دين معروف.
هناك اعتبارات أخرى ينبغي وضعها في الاعتبار وهي أسماء الدلع التي تعد شيئا ضروريا جدا بالنسبة للأطفال، وكذلك مدى توافق الاسم مع اسم الأب أو اللقب ومدى تناغمه عند نطقه مع أسماء أشقائه.