هل يساعد الرقص على التعامل مع أمراض الشيخوخة؟
02:44 م - الأربعاء 20 مارس 2013
تظهر الدراسات أن الرقص قد يفيد من يعانون من الخرف بسبب الشيخوخة، يقول محبو الفن منذ وقت طويل إن ثمة علاج مبتكر قد يساعد مَن يعانون من أمراض الشيخوخة، وقد بدأ العلماء الآن دراسة فى هذا الأمر.
حاولت شولا ستراسفيلد السيطرة على مشاعرها وهى تصف كيف تقوم بالرقص مع والدها البالغ من العمر 92 عاما، الذى يعانى من الخرف ويجلس على كرسى متحرك.
وقالت:" ذهبت لزيارته بمناسبة عيد ميلاده، ورقصنا معا، وقمنا بتشغيل بعض الموسيقى، وكنت أقوم بتحريك كرسيه يمينا ويسار، وبدت على وجه نظرة لا تقدر بثمن".
وأضافت: " ومع أنه نسى فى اليوم التالى ما حدث، إلا أن روحه وجسده يتذكران ذلك، لقد تغير بداخله بفضل هذه التجربة.. كان أكثر يقظة، وأكثر نشاطا، وتمنيت أن أستطيع القيام بذلك كل يوم".
ويقول العلماء إن مثل هذه التجربة للتواصل مع الوالد من خلال الرقص قد تكون لها ميزة علمية، حيث تظهر الدراسات أن الرقص قد يفيد مرضى الخرف لأنه ينشط العديد من وظائف الدماغ المختلفة.
ويقول توماس بروهاسكا، عميد كلية الخدمات الصحية والإنسانية بجامعة جورج ماسون بولاية فيرجينيا: "لا يكتشف المرء من خلال الرقص قدرة حركية وحسب، لكنه يستمع إلى الموسيقى ويحرك جسده فى انسجام تام معها".
ويضيف: "يبدأ [من يمارسون الرقص] فى فهم طبيعة الحركة وتتابعها، وبالتالى تتحسن لديهم مهارات معرفية، والتى لا تظهر بشكل طبيعى فى صور أخرى للعلاج".
مرضى الزهايمر
ويحذر تقرير جديد صدر عن ورشة عمل بمؤسسة الأكاديميات الوطنية حول الفنون والشيخوخة من أن أعداد الأمريكيين المصابين بمرض الزهايمر سوف تزيد إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2050، وذلك من 5.1 مليون شخص اليوم إلى 13.2 مليون شخص خلال تلك الفترة، وستصل التكلفة المباشرة لعلاجهم إلى 1.1 ترليون دولار، وذلك بعد أن كانت 172 مليار دولار خلال نفس الفترة.
وتقول ليز نيلسون، مديرة البرامج بقسم البحوث السلوكية والاجتماعية فى المعهد الوطنى للشيخوخة بأمريكا: " معظم الدراسات التى حاولت شرح هذه الآثار لم تلتزم حقا بالمعايير الصارمة للبحث العلمى".
وتضيف: " كما أن لا يوجد سوى عد قليل من الدراسات التى قدمت تحليلا يتعلق بالفائدة مقابل التكاليف، فإذا أردنا أن نكون قادرين على تمويل برامج فنية، وتشجيعها حتى يتبناها المجتمع على نطاق أوسع، فنحن بحاجة إلى أن نظهر الفوائد الصحية".
الفن قد يساعد على الوصول إلى "شيخوخة صحية".
وهذا هو السبب الذى دعا المعهد الوطنى للشيخوخة لتمويل الأبحاث الجديدة حول الطرق التى يمكن من خلالها للفنون مساعدة كبار السن صحيا.