العلاقة المثالية بين الوزن والطول .. كيف تكون؟
03:44 م - السبت 9 مارس 2013
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
من أهم الموضوعات التي تهم النساء هي العلاقة بين الطول والوزن المناسب الذي يتماشي مع هذا الجسم، حيث نجد في الغالب صعوبة في التناسق بين أجسام السيدات، فنجد سيدة طويلة بينما جسمها ضعيف، وقد نجد سيدة قصيرة بينما هي بدينة، الأمر الذي يصعب من خلاله أن نحكم عليها بأن وزنها متناسق مع طولها.
ولأن أنواع الأجسام تختلف، لذلك لا يوجد رقم واحد يدل على الوزن المناسب للجميع، حتى بين الأشخاص المتساوية أطوالهم وأعمارهم، فبعض الناس عضلهم أكبر من غيرهم أو نموهم أكثر تكاملا من الآخرين، لهذا السبب نجد اختلافا في أنواع أجسام المراهقين وأوقات نموهم.
وبإمكانك معرفة ما إذا كان وزنك ضمن الحدود الصحية بالنسبة لطولك أم لا، إلا أن ذلك يتطلب منك بذل قليل من الجهد، وسيكون بإمكانك أيضا إدخال مقاساتك في الآلة الحاسبة والحصول على فكرة جيدة عن صحتك.
النمو وسـن البلوغ
الناس لا ينمون ويتطورون جميعا في نفس التوقيت، ولكن المراهقين يمرون بفترة يتسارع فيها نموهم، حيث يبدأ الجسم خلال مرحلة البلوغ بإفراز هرمونات تحدث تغيّرات جسدية، مثل تسريع نمو العضل (خاصة في الذكور) وطفرات ازدياد في الوزن والطول لدى الفتيات والفتيان.
وتتواصل هذه التغيّرات لبضع سنين من بدايتها، ويزداد طول الشخص عشـر بوصات (25 سنتيميتر) خلال مرحلة البلوغ قبل أن يصل إلى الطول الكامل عند البالغين. ويزيد وزن أغلب الفتيان والفتيات في هذه المرحلة بسبب تغيّرات في حجم العضل والدهون والعظم في أجسامهم، ولا ضرر من ازدياد الوزن ما دامت الدهون والعضل والعظم في الجسم متناسبة تناسبا صحيحا، وبما أن بعض الفتيان/الفتيات يبدأ تطورهم مبكرا في السنة الثامنة من العمر، والبعض الآخر يتأخر إلى سن الرابعة عشرة، يكون من الطبيعي لشخصين من نفس العمر والطول أن يختلف وزن الواحد منهما عن وزن الآخر.
وقد يشعر الشخص شعورا غريبا أثناء التكيف مع حدوث ازدياد مفاجيء في الوزن أو الطول، لذلك من الطبيعي أن يشغل الشخص نفسه بوزنه خلال مـرحـلـة المراهقة، وهذا في الواقع ما يحدث لكثيرين من الناس.
العوامل الوراثية
تتحكم العوامل الوراثية بطول القامة إلى حد كبير، وقد يكون أحد أفراد العائلة أطول من الآخر، وواحد منهم يجب أن يكون أقصر الجميع، والأشياء الأخرى التي تتحكم بطول القامة هي التغذية الصحيحة والهرمونات وصحة البدن من الأمراض، ويتوقف النمو عند الذكور بين سن (18-20) سنة.
وشبكة الإنترنت تمتلئ بأمور لا حصر لها يقال أنها تزيد الطول، إلا أن ذلك في كثير من الأحيان يفتقد الصدق ويفتقد الدلائل العلمية، وخاصة الهرمونات المنشطة للنمو، فهذه الهرمونات يجب أن تؤخذ قبل سن الأربعة عشرة عاما لمن عنده نقص في هذه الهرمونات، ولا تفيد بعد توقف النمو وقد يكون لها آثار ضارة لأنها قد تسبب ضخامة الأطراف دون زيادة في الطول.
وأما ما أقره الطب وثبتت فعاليته حتى الآن فهو إطالة الجسم بطرق جراحية بتركيب جهاز يسمى (إليزاروف)، وتفيد الأبحاث التي أجريت عليه أن متوسط الإطالة الذي تم تحقيقه في عظم الفخذ بلغ [7.2 سم]، وتتراوح الإطالـة بين 4.5 سـم و12 سم، وفي عظم الساق [7.1 سم]، وتتراوح الإطالة بين 4.5 سم و13 سم، إلا أنها طويلة وتستهلك الوقت وتحتاج لعدة عمليات.
مقدار الدهون وكتلة الجسم
وضع الخبراء طريقة لمعرفة ما إذا كان وزن شخص معين يأتي ضمن الأوزان المناسبة لطوله/طولها، وتسمى هذه الطريقة دليل كتلة الجسم، وهي عبارة عن معادلة يستخدمها الأطباء لتقدير كمية الدهون الموجودة في جسم شخص اعتمادا على وزنه وطوله.
ويستخدم في هذه المعادلة الطول والوزن لحساب رقم دليل كتلة الجسم ثم يكتب الرقم على مخطط، فيبين ما إذا كان وزن الشخص أقل من الوزن المناسب أو ضمن المتوسط العادي أو معرضا للارتفاع فوق الوزن المناسب أو هو فعلا فوق الوزن المناسب.
وحساب دليل كتلة الجسم للمراهقين عملية أعقد قليلا من حسابه للكبار (بسبب مرحلة سن البلوغ) فتستخدم لمخطط كتلة الجسم للمراهقين خطوط نسب مئوية لمقارنة كتلة جسم شخص ما بكتل أجسام مجموعة كبيرة جدا من الناس من نفس العمر والجنس، كما توجد مخططات مختلفة للفتيان والفتيات دون سن العشرين.
فيكتب رقم كتلة جسم شخص ما على المخطط الخاص بعمره وجنسه، وكل مخطط فيه ثمانية خطوط مئوية للفئات الخامسة، والعاشرة، والخامسة والعشرين، والخمسين، والخامسة والسبعين، والخامسة والثمانين، والتسعين، أما المراهق الذي تزيد كتلة جسمه على الفئة المئوية الخامسة والتسعين فيعتبر وزنه زائدا عن المناسب لأن 95 % من مجموعة أشخاص من نفس عمره تقل كتل أجسامهم عن كتلة جسمه، والمراهق الذي يكون دون الفئة المئوية الخامسة يعتبر وزنه دون المناسب لأن 95 % من فئته العمرية تزيد كتل أجسامهم عن كتلة جسمه.
العوامل التي يتأثر بها الطول
كما أن الطول يتأثر بعوامل أخرى عديدة خلال فترة النمو كحصول أمراض مزمنة أثناء النمو، أو بسبب عوامل متعلقة بالتغذية.
وبالنسبة لتفاوت الطول، وعلى اعتبار أنه اختلاف بسيط فهو على الغالب راجع إلى اختلاف وسائل القياس المستعملة، أو اختلاف طرق القراءة، أو اختلاف مكان وضع الرأس خلال القياس.
وبالنسبة لزيادة الطول، فهو غير ممكن إلا بالاستعانة ببعض أنواع الجراحات التي تساعد في ذلك، فبالنسبة للوزن هو موافق لكمية الطعام التي نأكلها، وهنا يجب التنويه إلى أنه يفضل أن يأكل الإنسان بانتظام من خلال الحصول على ثلاث وجبات رئيسية في اليوم.
إذ إن ذلك يمد الإنسان بالطاقة التي يحتاجها خلال اليوم، كما أن ذلك يساعد على انتظام عمل أجهزة الجسم، والتي تشمل العوامل الهرمونية، فمثلا الأكل المنتظم يساعد في التحكم بكميات الإنسولين المفرزة حتى لا يكون هناك ارتفاع أو انخفاض شديد فيها خلال اليوم، وهذا من الأمور المهمة بالنسبة لمرضى السكري على سبيل المثال.
دلالات كتلة الجسم
مع أنك تستطيع حساب ومعرفة دليل كتلة جسمك بنفسك، إلا أنه من الأفضل أن تطلب مساعدة الطبيب أو ممرض المدرسة أو أخصائي اللياقة، فهم يستطيون أن يشرحوا لك معنى دليل كتلة الجسم، فالطبيب يستطيع عمل ما هو أكثر من مجرد استعمال الدليل لتقدير وزن الشخص حاليا، بل إنه يأخذ بعين الاعتبار مرحلة البلوغ التي يمر بها الفتى أو الفتاة، ويستعمل نتائج السنة الماضية لمعرفة ما إذا كان لدى الشخص قابلية لازدياد الوزن في المستقبل، واكتشاف هذا الاحتمال يساعد الشخص كثيرا لأنه يستطيع عندئذ أن يغير نظامه الغذائي، والتمارين التي يمارسها قبل أن تبدأ مشكلة زيادة الوزن تتكون لديه.
وكما هو معلوم للجميع، يكره الناس أن يبدو وزنهم أعلى من المستوى المناسب، لكن مخاطر زيادة الوزن تتجاوز مظهر الشخص الخارجي، فالأشخاص الذين يكون وزنهم أكثر من المستوى المناسب خلال مرحلة المراهقة يتعرضون لخطر مشاكل أخرى، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن في مراحل العمر اللاحقة مما يعرضهم فيما بعد لمشاكل صحية أخرى، مثل مرض القلب.
ومع أن دليل كتلة الجسم قد يكون مؤشرا صحيحا على كمية الدهون في الجسم، إلا أنه لا يعطي المعلومات بكاملها وقد يكون دليل كتلة جسم شخص ما مرتفعا لأن هيكل جسمه كبير، أو لأن عضلاته كثيرة (مثل رافعي الأثقال والرياضيين) وليس بسبب زيادة الدهون.
كذلك الأمر بالنسبة للشخص ذي الهيكل الصغير، فقد يكون دليل كتلة جسمه عاديا، ولكن مع ذلك توجد فيه دهون زائدة لهذه الأسباب يجب أن تستشير الطبيب بشأن دليل كتلة جسمك.
استشارة الطبيب
إذا كنت تعتقد أن وزنك زاد أو نقص عن المستوى المناسب، استشر الطبيب فهو يستطيع أن يعرف ما إذا كان ذلك طبيعيا أو أنك تواجه مشكلة وزن؛ لأن طبيبك قد أخذ وزنك وطولك عدة مرات من قبل، وهو يعرف ما إذا كان نموك طبيعيا أم لا.
وإذا كان طبيبك قلقا بالنسبة لوزنك أو طولك أو دليل كتلة جسمك، فسيسألك أسئلة عن صحتك، ونشاطك البدني، وأكلك، كما سوف يأخذ منك معلومات عن الخلفية العائلية، كي يعرف ما إذا كنت قد ورثت بعض الصفات التي تجعلك طويلا أو قصيرا أو من النوع الذي ينمو متأخرا عمن هم في مثل عمره، عندئذ ينظر الطبيب في كل هذه المعلومات مجتمعة ويقرر ما إذا كنت تواجه مشكلة وزن أم مشكلة نمو.
إذا كان طبيبك يعتقد أن وزنك خرج عن المستوى الصحي، فالأرجح أنه سيحدد لك نظاما غذائيا وتمارينا بدنية تناسب حاجتك الفردية، واتباع نظام غذائي يضعه الطبيب خصيصا لك، يكون أفضل بكثير من اتباع وصفات الحمية المختلفة، فوصفات الحمية وخطط الامتناع عن الأكل قد يكون لها عواقب سيئة، كأن تحد من نمو الجسم ومن التطور الجنسي، ونقصان الوزن الذي يحدث عادة لا يدوم طويلا.
دعوا القلق
هل أنت قلق من احتمال أن يكون وزنك أقل من المستوى المناسب؟ لا بأس لو كان وزنك أقل من وزن الآخرين من نفس العمر، فهذا يحدث لأغلب الفتيان/الفتيات في سن المراهقة الذين قد يمرون بمرحلة البلوغ بسرعة تختلف عن نظرائهم، وأغلب المراهقين الذين يقل وزنهم عن المستوى المناسب يرتفع وزنهم إلى المستوى المطلوب عند انتهاء مرحلة البلوغ، وقلما يحتاجون زيادة في الوزن.
وفي حالات قليلة يقل وزن بعض المراهقين عن المستوى المناسب لأسباب صحية تستدعي معالجة طبية، إذا شعرت بالتعب أو أنك مريض وتكرر ذلك، أو إذا حدثت لك أعراض مرضية مثل الكحة أو ألم في المعدة أو إسهال أو مشاكل أخرى تدوم أكثر من أسبوع أو أسبوعين، فأخبر أهلك أو طبيبك وبعض المراهقين يكون وزنهم دون المستوى المناسب بسبب اضطراب في الأكل، مثل انعدام الشهية أو الشره المرضي فيستدعى الأمر العناية الطبية.
معايير الطول المثالي
بالنسبة للطول المثالي فهذا يعتمد على معدل النمو منذ الصغر، والذي يمكن تقييمه من خلال منحنيات النمو، فإن استمر النمو بدون مشاكل، فسيكون الطول الحالي موافقا للمعدل الذي يحدده منحنى النمو، وإن حصلت مشاكل ففي العادة ما يكون الطول الحالي مخالفا لما هو مفترض،أما في المعتاد يكون الطول موافقا أو مطابقا لطول الأهل، فإن كان أحد الأبوين قصيرا أو طويلا، فإن الشخص على الغالب يكون كذلك إما قصيرا أو طويلا.