كل ما تحتاج المرأة لمعرفته عن الحب في عمر الثلاثين
04:09 م - الخميس 3 يناير 2013
خاص الجمال - إيناس مسعود
لعمر الثلاثين سمات خاصة تختلف عن غيره من الفئات العمرية، وعندما تصل المرأة لهذه المرحلة تصبح في كامل النضج الفكري، العاطفي والجسدي، وكذلك النضج الاجتماعي والاستقلالي؛ حيث يكون لديها عملها الخاص الذي يوفر لها وسائل المعيشة الضرورية، بيتها وأحيانا كثيرة سيارتها مما يجعلها إنسانة متكاملة ومستقلة تماما.
في هذه الحالة تتغير نظرتها للحب والزواج والرجل عن غيرها ممن لا تمتلك هذه السمات، أحيانا يكون احتياجها للرجل يتوقف فقط على الجانب العاطفي لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه أو اكتسابه بالخبرة، ويعتبر الرجل هو أهم مصدر لهذا الجانب الحياتي الهام.
أحيانا أخرى تشعر بالخوف من الارتباط فتقول لنفسها: "كيف يمكن أن أمنح كل ما أملكه في حياتي وأكرسه لرجل يتحكم به؟" المشكلة أن الرجل يكون لديه نفس المخاوف وفي مثل هذه الحالة قد يكون الحب هنا شبيهاً بالتضحية لأن هذا الحب قد يؤدي بها إلى خسران الكثير مما حققته، فقد يطلب منها الزوج التنازل عن عملها الذي حققت به نجاحا مبهرا، قد يتحول هذا المحب إلى شخص ذى مطامع خاصة تسلبها ما حققت من ممتلكات وغيرها من المغامرات التي قد تقع بها المرأة عند الوقوع في الحب أو الارتباط في عمر الثلاثين.
مفتاح اللغز هنا هو أن الحب في هذه المرحلة يتطلب نوعاً من الشجاعة والتقارب النابع من العقل حتى يتم الإقدام على مثل هذه التجربة، ولاتخاذ هذه الخطوة يجب التعرف على هذه المباديء والالتزام بها:
أولا وقبل كل شيء:
الحب هو كل شيء في الحياة:
مهما امتلك الإنسان من ثروات ومناصب ومعرفة وعلم حتى لو منح القدرة على إحداث المعجزات وفك الألغاز كل هذه المغانم بدون أن يملأ الحب قلبه فهو يقينا لا شيء، لأن الحب كل شيء وهو ما يعطي الأيام مذاقاً حلواً ومعنى ذا قيمة، فأنا لا يمكن أن أعيش بدونه ولو لحظة، فهل تستطيعون أنتم ؟ لا أعتقد ذلك.
1- الحب يرتبط بالموقع:
الحب عاطفة ترتبط بالموقع أو المكان الذي نتواجد به؛ فمثلا تمر الفتاة بتجربة الحب مع زميلها في المدرسة الثانوية أو ابن الجيران، ثم تذهب إلى الجامعة وتتكرر تجربة الحب ولكن هذه المرة مع رفيق الجامعة أو حتى الأستاذ الذي يدرس لها، ويستمر الحب حتى تنتهي دراستها بالجامعة ثم يذهب بعيدا بمجرد خروجها من أبوابها، تلتحق بوظيفة معينة وتعاود الإعجاب بزميل العمل الجديد لأنها تراه وتتفاعل معه كل يوم فيتحول هذا الإعجاب إلى حب، وهكذا دواليك.
الفكرة هنا أن الحب مكان، فلا تحاولي الارتباط بشخص يبعد عنك في المكان ويصعب عليك رؤيته باستمرار، فإذا وقعت في مثل هذه العلاقة سوف تعانين من آلام الفراق وبعدها تبدأ المشاعر في الذبول والجفاء، ونحن نملك مثلاً شهيراً يعبر عن هذه الحالة وهو: "البعيد عن العين بعيد عن القلب" فيجب أن يكون حبيبك دائما أمام عينيك ترينه وتتفاعلين معه بشكل منتظم.
عدم توقع شيء لا يتساوي مع توقع القليل (التنازل):
عند الدخول في تجربة حب، هناك سبيلان:
إما عدم وجود توقعات مستقبلية لهذه العلاقة فكلما قل تخيل الصورة التي ستسير عليها الحياة كلما مرت بشكل أفضل، حيث تسمح المرأة لنفسها بالاستمتاع بتجربة الحب نفسها أفضل من قتل هذه المتعة قبل البدء بها من خلال الاستسلام لتوقعات وتخيلات مسبقة قد لا تتمكن أي حياة واقعية من تحقيقها، وهذا المبدأ يعمل بشكل جيد جدا في تجربة الحب.
أما عندما يكون لديك قليل من التوقعات التي تخص تجربة الحب فهذا أمر مختلف تماما، على سبيل المثال، تريدين فقط من شريك حياتك أو فتى أحلامك أن يكون إنساناً مستقيماً، مرحاً، ومخلصاً، فهذه ليست بتوقعات قليلة على الإطلاق، لأنها تكون نتاج تجارب أخرى قد وقعت بها.
وقمت بخلق هذه التوقعات القليلة لحماية قلبك من أن يحترق من الألم مرة أخرى، وتحاولين إقناع نفسك بالرضا بأقل ما تريدين حقا أو الحصول على شيء بدلا من لا شيء، لكن ما يحدث في هذه الحالة هو:
- ينتهي بك الحال بالحصول على شيء لا ترغبين فيه إطلاقا.
- وتصبح المشكلة الرئيسية هنا هي الرغبة فيما لا يمكن امتلاكه.
الأفضل من هذا أو ذاك هو المضي في علاقة الحب والارتباط وفتح الباب لها وخلال ذلك سوف تدركين إذا كان هذا الوضع ما ترغبين به أم لا، فهذا أفضل طريق لتقي نفسك شر الصدمة، فلا تحاولي توقع أي شيء لا القليل ولا الكثير.. اتركي الأمور تسير وحددي، فإذا سارت على هواك استمري وإذا لم .. فأوقفيها.
اصنعي قائمة لكن لا تجعليها تقودك:
عمل قائمة بما ترغبين توفره في شريك حياتك قد يكون شيئاً مفيداً، ولكن من المفيد أكثر أن تتركي هذه القائمة جانبا فالحب يتطلب منك أن تكوني منفتحة دائما ومستعدة لأي مفاجأة.
الحب لا يتطلب الكمال:
هناك افتراضات كثيرة نبنيها داخل العقل عن ما يجب أن يكون عليه شريك الحياة كأن يكون رومانسياً، حنوناً، أنيقاً، متحضراً فكريا، متدينا وغيرها من السمات الجيدة التي نبحث عنها، ولكن إذا نظرت إلى جدك أو والدك قد لا تجدين أيا من هذه السمات ومع ذلك يستمتع بحياته كزوج ناجح، لذلك تقبلي شريكك بعيوبه فليس هناك شخص كامل.
كوني واقعية:
إذا ألقيت نظرة على نظام الزواج القديم عبر عصور التاريخ ستكتشفين عدم وجود لفكرة التوافق أو المثالية كمباديء أو شروط أساسية لاختيار رفيق الحياة، والآن نبحث عن شخص يتقبلنا كما نحن ويشبع رغباتنا وهذا يخلق مجموعة غير واقعية من التوقعات التي تحبط كلا من الباحثة عن الحب والطرف الآخر وهو الشخص المفترض أن يكون الحبيب، بمعنى آخر هناك من ترغب في الأكثر من اللازم من الزواج.
القناعة:
كلما تقبلت الشخص كما هو بدلا من دفعه ليكون ما نرغب فيه، كلما تفاجأت بمدى ما يملكون من جمال وعمق روحاني.
الرجال ليسوا كائنات من المريخ والنساء لسن من الزهرة:
على عكس الاعتقاد السائد بأن الرجال والنساء يأتون من كواكب مختلفة، فكلانا نعيش هنا على كوكب الأرض، وعلى الرغم من الاختلافات البدائية القليلة بيننا مثل المصالح الشخصية، طرق التعامل مع العالم هناك أوجه تشابه كثيرة بين الجنسين وتزداد كلما ازداد التقرب بينهما.
حتى أقسى الرجال لديهم نقطة ضعف في مكان ما بداخلهم:
بذكائك وخبرتك حاولي اكتشاف هذه النقطة وضعي يدك عليها ثم استغلالها بطريقة صحيحة توفر لكليكما السعادة الحياتية.
الحب يتطلب الشجاعة:
كوني إنسانة شجاعة وتقدمي وافتحي أبوابك للحب ولا تخشي النتائج، اتركيها وشأنها فهي مثل القدر علينا القبول به.
الحب يستحق الألم:
إذا اعتقدتِ أن الحب عبارة عن سلام ومتعة فالأفضل لك أن تتركيه وشأنه، لأنه تجربة عظيمة تستحق كل ما تبذلين من أجلها من عناء ودموع، مثله مثل أي عمل تحاولين تحقيقه بالطبع سوف تتذوقين ناره قبل حلوه، ومن أبرز العبارات التي قيلت عن الحب "الحب نار"، "مفيش حلاوة من غير نار" و"من طلب العلا سهر الليالي " وغيرها من الأدلة التي تثبت واقع الحب وبما أنه هدف كبير فهو يستحق كل الألم الذي نشعر به لتحقيق هذا الهدف، كما أن شعورك بالألم هو ما يجعلك تدركين قيمة المتعة ولحظات الحزن هي التي تعلمنى معنى السعادة لأن الحياة بطبعها بنيت على التنوع.
عندما تحبين لا تتراجعي:
إذا وقعت في الحب ثم اجتاحك شعور من الخوف من أن تتعاملي مع شخص ليس عظيماً كما تتخيلينه أو أنه قد يرفضك لأن ما تملكين من سمات لا يلبي احتياجاته، مهما كانت مخاوفك لا تتراجعي وتتخلي عن حبك، كوني جريئة واستمري للأمام حتى لا تضيعيه للأبد ثم تندمين بعد ذلك.
يجب أن تحبي نفسك قبل حب الآخرين:
ذكرنا من قبل كيف تحبين نفسك وهذا من خلال الاهتمام بك أنت من عدة نواح روحية، نفسية، جسدية وغيرها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أحبي بعمق:
فوق كل شيء يجب أن يحب كلا الشريكين بعضهما البعض بعمق؛ لأن هذا النوع من الحب يمحو كل العيوب والأخطاء ويتخطاها لأنه مستوى يرتقي فوق أي شيء وهو الأكثر بقاء مهما كانت ظروف الحياة.
تركيز الانتباه على الحب:
رغم أن وجهة النظر العامة تقول إننا نعيش في عالم مليء بالحقد والكراهية والغيرة، ولكن علينا أن لا نرى ذلك وأن نؤمن بوجود الحب في كل مكان، ورغم أنه لا يأخذ حقه أو يتم التحدث كثيرا عنه إلا أن هناك دائما حب بين الناس، الآباء والأبناء، الأمهات والبنات، الأزواج والزوجات، لذا علينا نشر الحب والتركيز عليه.
الحب استثمار يجب اختياره بحكمة:
اعلمي أننا بهذه الأجساد سوف نعيش وبها سوف نموت فكلما استثمرت وحافظت على الحب بها كلما حافظت على حياتك كلها.
أتتبعين قلبك؟ ليس بالضبط:
القلب لا يعرف دائما عن ماذا يتحدث ولا يجب أن يكون بالنسبة لك هو السلطة النهائية التي تلتزمين بتعليماتها.
عدم اليقين وارد:
ندرك بعد مرور فترة من الزمن أننا كنا في حالة حب فأحيانا نخطيء في التقدير.
توديع الحب أصعب قرار:
عندما نعلم أن الوقت قد حان لتوديع شخص نحبه أو نهتم لأمره يتطلب شجاعة كافية منا حتى نتمكن من القيام بذلك.
الحب ليس مثاليا أحيانا إنما يكون مدمراً:
نحن نسقط ويمكنك رؤية ذلك بنفسك، فأحيانا تتحول علاقة الحب الغامر إلى حالة من الدمار النفسي لما نقابله به ويعتمد ذلك على سوء التوقع فقد نتوقع أشياء كثيرة ونصطدم بالواقع فيتحطم كل شيء.
لا يمكنك تغييره:
اعلمي أنك لا يمكنك تغيير من تحبين على النحو الذي تريدينه لذلك، إما أن تتقبليه كما هو أو تنفصلي عنه.
الوحدة هي جزء من الحياة:
عندما تجدين نفسك وحيدة ارضي بهذا واعملي أن الوحدة جزء لا يتجزأ من الحياة، اجلسي معها وتعاملي معها ولا تحاولي استغلال شخص آخر لتحاولي تعويض هذا الشيء إنما اعترفي به.
امضي ببطء وضعي الآخرين في المقدمة:
البطء يفيد أحيانا لأنه يعطينا فرصة في تأمل الأمور والحكم بطريقة صحيحة، كما أن وضع أهم الأشخاص في حياتنا في المقدمة يساعدنا على اكتشاف تركيبة شخصياتهم الحقيقية وحسن التعامل معهم بالطريقة التي يستحقونها.
لا تتصنعي الحياء:
عند الارتباط بشريك حياتك لا تظهري الحياء معه في علاقتكما الزوجية الحميمة؛ لأن ذلك يضيعها تدريجيا فالطرف الآخر يتصرف كما تتصرفين ثم تحدث الفجوة.
الحب يساوي التسامح:
إنها عبارة سهلة وصعبة في نفس الوقت، فإذا أحببت عليك أن تتمكني من المغفرة لمن تحبين حتى يستمر الحب وتستمر الحياة.
أعطي الحب بدلا من البحث عنه:
العطاء هو الوجه الآخر للحب، فبدلا من أن تضيعي عمرك باحثة عن الحب حققي هذا الهدف بطريقة أخرى وهي أن تمنحي الحب لكل المحيطين بك في أكثر من صورة رعاية، فإذا قدمت الحب سوف يأتيك طوعا.
ما الذي تفكرين به في اللحظات الأخيرة من حياتك؟
عندما يأتي ملك الموت ليأخذ روحك إلى خالقها وتعلمين أنك سوف تفارقين الحياة، فهل تفكرين في كراهية أحد؟ أو في الانتقام من أحد؟ بالطبع لا.. لأن كل ما يشغل بال الإنسان في هذه اللحظات هو الأشخاص الذين يحبهم ويهتم لأمرهم حتى بعد وفاته، فتكون الوصية التي يوصي بها لمساعدتهم على الاستمرار، وهذا كله يرجع إلى دافع الحب، إذن فالحب هو البداية عندما نولد يستقبلنا الأهل بمنتهى الحب وعندما نموت يودعوننا أيضا بحب وحزن على الفراق وهذا بسبب الحب.