حبوب الكالسيوم .. هل أضرارها أكثر من فوائدها؟
03:49 م - الخميس 31 يناير 2013
يوصي الأطباء بتناول الكالسيوم كوسيلة لدرء حدوث هشاشة العظام، إلا أن مكملات (حبوب) الكالسيوم قد تعرضت إلى الهجوم حديثا، لأنها ربما تزيد من احتمالات حدوث النوبة القلبية.. فقد وجدت دراسة نشرت في عدد يونيو (حزيران) الماضي من مجلة «القلب» Heart، زيادة ملموسة في خطر وقوع نوبة قلبية بين صفوف النساء اللواتي يتناولن حبوب الكالسيوم.
وكانت دراستان أخريان نشرتا عامي 2010 و2011 قد توصلتا إلى نفس هذه النتائج.
وبما أن الكثير من الناس يتناولون حبوب الكالسيوم فإن هذه الدراسات لقيت اهتماما واسعا.
إلا أن الدكتورة جو آن مانسون رئيسة الطب الوقائي في مستشفي يربغهام النسائي التابع لجامعة هارفارد تطرح تساؤلات حول هذا الارتباط (بين تناول حبوب الكالسيوم وحدوث النوبة القلبية)، وتلاحظ أن مثل هذه الأخطار لم ترصد عند تناول الكالسيوم من المصادر الغذائية الغنية به.
ومع ذلك، فإن الدكتورة مانسون تقول: «على الرغم من أن الأمور في هذا الشأن لم تحسم نهائيا بعد، فإن الحكمة تقتضي أن نتوجه إلى تناول أكثر كميات الكالسيوم من المصادر الغذائية له قدر الإمكان».
احتياجات ومقادير
تشير التوصيات الحالية لتناول الكالسيوم بهدف الحفاظ على صحة العظام إلى أخذ ما بين 1000 و1200 مليغرام (ملغم) - أي 1 إلى 1.2 غرام - يوميا، حسب العمر والجنس. وبمقدور الفرد تناوله من الغذاء، أو المكملات، أو من كليهما.
ويعزز الكالسيوم المتناول من مصادره الغذائية الصحة، «إذ ارتبط تناول الكالسيوم المستمد من الغذاء الغني به، بخفض أخطار أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم.
كما لم يرتبط الكالسيوم الغذائي بأي أخطار على القلب والأوعية الدموية»، كما تقول الدكتورة مانسون.
بين الغذاء والمكملات
لماذا إذن يكون الكالسيوم المستمد من الغذاء صحيا، بينما لا تكون مكملات الكالسيوم صحية؟ يفترض الباحثون أن هضم حبوب الكالسيوم ربما يتسبب في ارتفاع مفاجئ في مستويات الكالسيوم في الدم.
ولذا فقد يتراكم هذا الكالسيوم على الشرايين محولا إياها إلى شرايين متصلبة، وهو ما يساهم في حدوث آلام في الصدر، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية.
كما يمكن لهذ الكالسيوم أيضا التراكم داخل لويحات الترسبات الموجودة على جدران الشرايين، وهي جيوب صغيرة من الكولسترول التي يمكنها إعاقة جريان الدم، أو الانفجار، مسببة النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
وتقول الدكتورة مانسون إن الخطر الحقيقي يتمثل في زيادة كمية الكالسيوم المتناولة عن الجرعة اليومية اللازمة، «إذ يتناول النساء داخل الولايات المتحدة في المتوسط 700 ملغم من المصادر الغذائية، ولذا فإن غالبيتهن لا يحتجن إلا إلى 500 ملغم من حبوب الكالسيوم.
ومع ذلك فإن الكثير منهن يتناولن أيضا الحبوب بجرعة 1000 ملغم أو أكثر. وهذا الأمر مقلق لأن الجرعات العالية من حبوب الكالسيوم ترتبط أيضا بحدوث الحصى في الكليتين».
الكالسيوم وفيتامين «دي»
إن كنت تتناول الكالسيوم من مصادره الغذائية أو المكملات، فعليك التأكد من تناول فيتامين «دي» بشكل مناسب لكي يوفر المساعدة في امتصاص الكالسيوم.
ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يوميا من هذا الفيتامين للبالغين من أعمار 70 سنة فأقل، بينما يحتاج الآخرون من أعمار 70 سنة فأكثر إلى 800 وحدة دولية، كما أن منتجات الحليب المدعمة بهذا الفيتامين تعتبر مصدرا جيدا له.
مصادر الكالسيوم
تقول الدكتورة مانسون إن تناول الجرعات اليومية من الكالسيوم ومن فيتامين «دي» يعتبر أمرا حيويا، حتى للأفراد المصابين بأمراض في القلب.
وتشمل المصادر الجيدة للكالسيوم: الحليب، والأجبان، واللبن الزبادي، ومنتجات الصويا، والسردين، وسمك السلمون المعلب، وحبوب الإفطار الصباحي المدعمة بالكالسيوم، والخضراوات الورقية الغامقة مثل بعض أنواع الكرنب.
كما أن عيك «أن تقرأ الملصقات التعريفية الموضوعة على المنتجات الغذائية لكي تعرف ما تتناوله للوصول إلى جرعة 1000 ملغم يوميا»، كما تقول الدكتورة مانسون.