عاشقة الألوان .. نجوى العشرى : أستنشق عبير مصر فى لوحاتى!!

ثلاثة وجوه تجسدها الشخصية الفنية لنجوى العشرى .. الأول كونها فنانة تشكيلية عبرت لوحاتها عن مواطن الجمال فى مصر .. والثانى أنها نافذة متمرسة لهذا الفن .. والثالث من خلال عملها كصحفية فى مجال الثقافة عموماً .. إنها واحدة من أبناء هذا الجيل الذى تربى فى كنف أساتذة عظام .. تذكرهم بكل خير فى هذا الحوار، وتكشف المزيد عن عملها ورحلتها مع الفن التشكيلى.
تقول نجوى العشرى:
أنا خريجة فنون تطبيقية .. أعمل بالأهرام كرسامة وصحفية وناقدة فنية .. بدأت بمركز الميكروفيلم ثم كلفت بعمل الإخراج الفنى للمواد الإعلامية والإعلانية لبعض الجهات، مثل الأرصاد الجوية وشركة الكهرباء.
تفرغت للعمل بالأهرام فى القسم العلمى مع صلاح جلال ثم انتقلت بعد ذلك لدنيا الثقافة مع فاروق جويدة، وأجريت فى هذه الأثناء عدداً من الحوارات الصحفية مع رموز الفن والثقافة، أمثال مدحت عاصم وإحسان عبد القدوس، ود. زكى نجيب محمود، ود. عبد القادر حاتم وسعد الدين وهبه، ولكن حبى للرسم والفن التشكيلى جعلنى مرتبطة بهذا العالم إلى أن جاءتنى الفرصة للمشاركة مع مكرم حنين فى صفحة الإبداع التشكيلى بالأهرام.
أنا عضوة بنقابة الفنانين التشكلين وعضوة بنقابة الصحفيين وعضوة بجمعية محبى الفنون الجميلة .. أقمت عدداً من المعارض الفردية والجماعية داخل مصر وخارجها بالإضافة لكونى عضواً بلجنة الفتوى بالمجلس الأعلى للثقافة، وسعيدة بفوزى بعدد من الجوائز عن أعمالى وأغلفة الكتب التى صممتها.
هذه حكايتى مع هيئة الأرصاد الجوية
فصول السنة
- محطة النجاح الأولى فى حياتك .. متى وكيف كانت؟
المحطة الأولى للنجاح كانت فى بدايات عملى وفى مدخل هيئة الأرصاد الجوية من خلال لوحة توضيحية فيها مادة علمية ونواحٍ جمالية مقاس 3×6 أمتار، وترمز لفصول السنة كالخريف بتساقط أوراق الشجر، وشمس الصيف المشرقة، ثم الزهور فى الربيع والعواصف والمطر فى الشتاء.
- وماذا عن محطات النجاح الأخرى؟
جاءت من خلال عملى مع صلاح جلال بالقسم العلمى، حيث صممت رسومات بمناسبة عيد الأم، وأخرى لمحاربة قطع الأشجار والاهتمام بالطبيعة، وحتى فى الفترة التى تفرغت فيها للعمل الصحفى عن الرسم، وأنا بطبيعتى مرتبطة بألوان لا أستطيع الانفصال عنها.
رموز وآفاق
- إلى أى مدى أفادك إجراء حوارات مع كبار المثقفين والفنانين فى ذلك الوقت؟
أفادنى ذلك كثيراً .. فحواراتى مع مدحت عاصم أستاذ الموسيقى .. ومع المفكر د. زكى نجيب محمود منحتنى آفاقا جديدة للفن والثقافة، ثم كتبت عن المرأة فى حياة توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس، ود. لويس عوض .. وكلها كتابات جعلتنى قريبة من هؤلاء العظماء ومن عالمهم، بعد ذلك أردت التعرف على عالم الرسامين الكبار أمثال حسين بيكار ومختار العطار وحسن عثمان وصدقى الحياخنجى.
- وما أكثر ما يميز هؤلاء الفنانين الكبار؟
أهم شئ هو التجديد التعبيرى ومزج الألوان، والمهم هو ذوبان هذه الألوان فى نسيج اللوحة .. وعموماً فأنا لا أميل للمباشرة، فالمشاهد يرى اللوحة ويجسدها كما يحب.
- هل هناك علاقة بين فنك والعمل الاجتماعى؟
بكل تأكيد وقد أقمت معارض فى هذا الإطار .. منها معرض لجلب تبرعات لضحايا قطار الصعيد الذى احترق منذ عدة سنوات.
الثورة كانت مصدر إلهام لى وأعد لمعرض يضم لوحاتى عنها فى العيد الثانى لها
- ما هى علاقتك كفنانة بالثورة المصرية؟
أنا ثورية بطبعى، وفنى يميل للتجديد والتغيير، والثورة فجرت بداخلى طاقات جديدة للإبداع وكانت مصدراً للإلهام وتركت فى نفسى أثراً كبيراً.
حركة وحماس
- وماذا عن لوحاتك عن الثورة؟
انفعلت بها .. وعبرت عنها بأسلوبى الخاص فأظهرت حركة الشباب وحماسهم .. والبؤس على وجوه الغلابة والبسطاء من أبناء الشعب .. وكان من المهم جداً إبراز وجوه الأشخاص وانفعالهم فى اللوحة .. وأعد حالياً لمعرض عن الثورة سيضم كل لوحاتى عنها، وسأعرضه فى مركز الجزيرة للفنون فى يناير القادم احتفالاً بالعيد الثانى للثورة.
- ما مدى ارتباطك بالتعبير عن البيئة المصرية فى لوحاتك؟ عمارة النوبة من الموضوعات التى أحب التعبير عنها، وكذلك النخيل فى ريف وصعيد مصر؛ فأنا أعشق الطبيعة وأسجلها بعينى لأرسمها، وأشم رائحة مصر من خلالها.
أساتذتى كثيرون ومنهم صلاح طاهر وصبرى راغب
- بمن تأثرت فى عملك كفنانة تشكيلية؟
تأثرت بكثيرين منهم .. صلاح طاهر .. وصبرى راغب .. وعدلى رزق الله، ومن الفنانات د.جيهان رءوف، وسلمى عبد العزيز.
أطالب وزارة الثقافة بمساندة الفنانين فى تسويق أعمالهم
- هل مازالت لديك أحلام فنية للغد؟
هو حلم مرتبط بالعمل الفنى .. فالأعمال الفنية لى ولغيرى تجد صداها عند الدولة ولكن موضوع تسويق الأعمال مسألة صعبة تحتاج إلى مساندة الدولة وبالأخص وزارة الثقافة، وليس فقط الاكتفاء بوضع أعمال الفنانين فى المتاحف والأماكن العامة