رزان العزوني .. مصممة سعودية تغازل هوليوود عبر مواقع التواصل الاجتماعي
03:05 م - الخميس 27 ديسمبر 2012
رزان العزوني، اسم لمصممة أزياء سعودية شابة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجذبت اهتمام أجيال شابة، وأصبح لها متابعون وزبائن يبحثون عن تصميماتها، بل ودخلت إلى عالم نجمات هوليوود على استحياء. تتميز تصميماتها بالبساطة والنعومة وأيضا بالشقاوة.
رزان التي تقيم بمدينة الخبر بالسعودية درست الفنون والنحت في كلية الفنون الجميلة في بوسطن (The school of museum of fine arts in Boston) كانت أحلامها وهي طفلة صغيرة تدور حول مهن مختلفة، ولكن تصميم الأزياء كان دائما موجودا، حتى استقرت بعد تخرجها في الجامعة على إنشاء علامة خاصة بها.
من الأشياء التي تذكرها أنها صممت في البداية لنفسها:
«كنت أقوم بتصميم أزياء لنفسي، مثل فساتين المناسبات، وكنت إذا اشتريت بلوزة أو رداء بسيطا مثلا أقوم بالتغيير فيها وإضافة بعض اللمسات، التي قد تتمثل في قطعة قماش إضافية أو تطريز بسيط أو تصميم صغير لأغير به شكل الزي ليحمل بصمتي».
تذكر رزان أن لوالدتها تأثيرا كبيرا على اتجاهها للأزياء:
«أعتقد أن أمي غذت حبي للأزياء، فهي أكثر النساء اللاتي أعرفهن أناقة، وأذكر أنني كنت أجلس مبهورة أراقبها وهي تنتقي ملابسها استعدادا لحضور مناسبة ما. أراها التأثير الأكبر في حياتي، فهي علمتني أن البساطة هي مفتاح الأناقة».
من الأشياء التي نلاحظها في خطوط رزان العزوني اهتمامها بالتطريز، فهي تعتمد على استخدام الخيوط الذهبية والفضية وحبات الكريستال والخرز، تنظمها في صفوف أو وردات أنيقة بسيطة، على أرضية قماش حريري ناعم.
التطريز بالنسبة إليها يعكس تأثرها بالثقافة المحلية، تشير إلى أن أشكال التطريز تختلف من بلد لآخر، وأن أشكاله والمواد المستخدمة فيه تتنوع حسب اللباس التقليدي، فعلى سبيل المثال يختلف التطريز المستخدم في اللباس الفلسطيني الذي يعتمد على الخيوط الملونة عن التطريز المستخدم في منطقة الخليج الذي يعتمد على الخيوط الذهبية والفضية.
وبما أن الحديث يدور حول الخطوط التراثية، أسألها عما إذا كانت تصميماتها تشمل الثياب الخليجية والعباءات.
تقول:
«أنشأت خطا ضمن العلامة الخاصة بي، أقدم من خلاله العباءات والثياب (الجلابيات) اسمه (خيوط رزان العزوني «ثريدز بأي رزان العزوني» ، ورغم أن الملابس تراثية الأصل، فإنني حافظت على اللمسة الخاصة بالعلامة الخاصة بي، حتى العباءات والجلابيات التي ننتجها نحرص على أن تحمل روح العلامة من البساطة والمعاصرة.أركز في العباءة على التصميم الذي كانت النساء ترتديه قديما في منطقة نجد وهي العباءة المفتوحة من الأمام، يمكن لفها وثني طرفها تحت الإبط، على العكس من التصميمات الحديثة التي تعتمد على تصميم يغلق من الأمام ويكون مستقيما ملتصقا بالجسم ليسهل الحركة».
الهدف هنا هو محاولة تبسيط الملابس التراثية لتصبح حديثة وشابة الروح.
وتضيف:
«تشبه العباءة النسائية لدينا تصميم العباءة (البشت) الرجالية، فنجد أنفسنا هنا وقد عدنا إلى التصميمات القديمة بشكل كبير، ولكني قمت بإدخال ألوان جديدة عليها بدلا من اللون الأسود التقليدي، اعتمدت اللون الكحلي والبني وبعض الألوان الغامقة، أرى أن الكحلي هو الأسود الجديد إذا صح التعبير، ولا يمنع ذلك أن ننتج بعض العباءات باللون الأسود حسب رغبة زبوناتنا، فالهدف هو إنتاج العباءة التقليدية التراثية بلمسة عصرية»
رزان لا تملك محلا باسمها بعد، ولكنها تعرض أزياءها عبر موقعها على الإنترنت وعبر بعض البوتيكات في دبي وقطر والكويت.
تبدو طريقة العمل لديها مختلفة كثيرا عن التقليدي،تؤكد ذلك بقولها:«نحن العلامة السعودية الوحيدة التي تصنع إنتاجها في السعودية وتصدر للخارج، فنحن نوزع في أكثر من 50 مدينة حول العالم. لدينا مصنع صغير هنا نصنع فيه الموديلات حسب طلبات البوتيكات أو حسب الطلبات الفردية التي تأتينا على الموقع الإلكتروني، ونرسلها حسب موسمها، فنحن حاليا نعكف على تصميم تشكيلة صيف 2013، وفي شهر فبراير (شباط) سنقوم بإرسال الطلبات من هذه المجموعة للمحلات وللزبائن الذين قاموا بطلبها عبر الإنترنت».
في خطوط رزان، التنورة تحمل مكانا مهما، تعترف بأنها القطعة المفضلة لديها: «أعشق تصميم التنورات، فهي القطع المفضلة لدي، بتغيير في القصة والقماش المستخدم أحولها من قطعة للمساء لتصبح كاجوال وعصرية». أيضا الحرير من الأقمشة المفضلة لها «أحب استخدامه دائما، أحب ملمسه الناعم والرقي الذي يمنحه للزي».
تطلق موهبتها في النحت لتتعامل مع الأقمشة كقطعة نحتية تشكلها لتحررها من القوالب التقليدية، حتى تنطبع بطابع الخفة والانطلاق والشقاوة.
الفساتين الناعمة الحريرية تبدو من العلامات الرئيسية في تصميمات رزان، منها الفستان الفستقي الذي ارتدته النجمة كيلي أوزبورن والنجمة الشابة إيما روبرتس، وآخر أسود ارتدته نجمة المجتمع باريس هيلتون.
بمجرد ظهور نجمة شابة بتصميم معين، فذلك يضمن انتشارا وشعبية للمصمم وهذا ما حدث مع رزان العزوني، والملاحظ أن أزياءها الشابة حصلت على إعجاب عدد من النجمات الصاعدات، وهي خطوة في الطريق الصحيح. ذكرت في مناسبة سابقة أنها صممت عباءة وجلابية لترتديها النجمة ميشيل رودرغيز، بطلة فيلم آفاتار، التي زارت الرياض مؤخرا.
أول فستان صممته رزان كان للنجمة ناتاليا روفنر التي ارتدته لحضور حفل مجلة «فانيتي فير» الذي أقيم بمدينة ميامي في عام 2008. هي خطوة صغيرة، ولكنها وضعت اسم المصممة الشابة في الواجهة، وشدت انتبهت الخبيرات اللاتي يساعدن الممثلات على اختيار أزيائهن.
تقول إنها تشعر بالسعادة حين يعلقن على تصاميمها: «وصلتنا الكثير من التعليقات منهن، وأيضا تصلنا من زبونات تعليقات وردود فعل، وهي من الأشياء المهمة لنا حتى نستطيع التحسين من أنفسنا. من التعليقات التي وصلتنا أن مجموعتنا ذكرتهن بلمسة من سحر هوليوود القديمة».
تتمنى رزان أن ترى النجمة دايان كروغر في أحد تصميماتها: «أعشق هذه النجمة وأسلوب لبسها، وأتمنى أن أراها في أحد تصميماتي».
ولكن النجاح في الوصول إلى جمهور خارج الحدود لم يكن سهلا، «أردنا تأسيس ماركة عالمية تصدر للخارج، كانت فكرة جديدة لنا في السعودية، ولكننا عانينا الأمرين في البداية، حيث لم يكن هناك من نسأله النصح أو نلجأ إليه إذا ما قابلتنا بعض الصعاب. لم نجد توجيها على الإطلاق، وبالتالي لجأت أنا وشقيقاتي، وهن شريكات في العمل، إلى الاعتماد على أنفسنا واللجوء إلى الإنترنت للحصول على النصائح والأفكار».
علامة رزان العزوني انطلقت في العالم الافتراضي، وأثبتت نجاحا على الأرض بطرق غير تقليدية، فلم تقم رزان بتقديم تصميماتها في أي عرض للأزياء من قبل.
تشرح: «عندما بدأنا كنا شركة صغيرة جدا ولم تكن لدينا الإمكانات لتحضير عرض أزياء، ولكننا أخيرا دعينا لعرض آخر تشكيلة لخط (ثريدز) في عمان في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل».
في أغلب ما تقدمه، تحرص رزان على مخاطبة الذوق السعودي والخليجي، لا سيما عبر خط «ثريدز». فالمناسبات لدى المرأة الخليجية - كما تشير- متنوعة وتختلف في متطلباتها عن المرأة الغربية،فمثلا فساتين السهرة تختلف حسب المناسبة: «لحضور حفل خطوبة تحتاجين إلى فستان طويل يحمل تطريزا بسيطا بحيث يختلف عن الفستان الذي قد ترتدينه في فرح مثلا، هذه الفروق لا نجدها مهمة كثيرا في الغرب، لكن في المجتمعات الخليجية تهم النساء، فالفكرة من هذا الخط أن نقدم تصميمات لهذه المناسبات ترضي ذوق المرأة وأسلوب حياتها».