بعد عبد المطلب وعدوية .. الطرب الشعبى ينحدر إلى "عصر أوكا واورتيجا"
11:52 ص - السبت 10 نوفمبر 2012
حمّل صناع الطرب المصريون مسؤولية تدهور مستوى الأغنية الشعبية وتسطيحها فى زمن ما يطلق عليهم بـ «أوكا وأورتيجا» لانحدار ثقافة المجتمع المصرى من جهة، وتخاذل دور أجهزة الدولة المعنية من جهة أخرى، حيث أكد الموسيقار هانى مهنا أن دور نقابة المهن الموسيقية أصبح مغيبا تجاه ما يحدث من تدنى مستوى الأغنية بصفة عامة والأغنية الشعبية بصفة خاصة، موضحا أن قانون النقابة يحتوى على بند أساسى ينص على «الارتقاء بالذوق العام والحفاظ على التراث والموروث الغنائى»، وهذا القانون لا تطبقه النقابة ولا تعيره أى اهتمام.
وقال الموسيقار إن نقابة الموسيقيين لم تتخذ موقفا واضحا تجاه تحريف أغانى عظماء القرن، أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، حيث يتغنى بأغنياتهم البعض فى الأفراح والكباريهات بتحريف الكلمة والجمل اللحنية، ولم تردعهم النقابة، أو تطبق القانون على أحد منهم.
واعتبر هانى مهنا أن الأغنيات الشعبية التى باتت منتشرة فى الفترة الأخيرة ويقوم بغنائها شخصيات لا تدرك قيمة الكلمة ولا معنى اللحن «هرتلة» نابعة من جلسات الـ«مزاج» ولا تمت إلى ألوان الفنون بأى صلة على الإطلاق، واصفا إياها بـ «الجنسية الصريحة» مستشهدا بمقطع إحدى الأغانى الشعبية الذى يقول «ده عينه منى، وده عينه منى، وأنا عينى منه هو» إلى آخر الأغنية وغيرها من الأغنيات.
وأرجع مهنا أسباب تردى الأغنية الشعبية إلى انحدار ثقافة المتلقى التى وصفها بالشىء المهين، مؤكدا تغير ثقافة الأجيال الحالية، وضرب مثلا بثقافة المستمع فى الأزمان السابقة منذ محمد عبدالمطلب، كارم محمود، عبدالغنى السيد، محمد رشدى، محمد العزبى، شفيق جلال، معتبرا المطرب حكيم آخر مطرب تغنى بلون شعبى مقبول.
ويشير الموسيقار حلمى بكر إلى أن نوعية الأغنية الشعبية التى تغنى الآن ليست شعبية، لكنها «عشوائية بيئية» اقتحمت الساحة الغنائية بفضل السوق التجارية لأفلام المقاولات السينمائية، محملا المسؤولية بأكملها إلى المجتمع قائلا: «نحن الذين صنعنا الانهيار والتفاهة بأيدينا».
ويضيف الموسيقار قائلا:
«المجتمع الآن أصبح لا يعلم أهمية الأغنية الشعبية، التى اتجه لها كبار المطربين، وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ فى أغانيه «على حسب وداد قلبى يا أبوى» و«أنا كل ما أقول التوبة» وفايزة أحمد فى «أخد حبيبى يا أنا يا أما» وسيد مكاوى فى «ليلة إمبارح» وشادية فى أغنيات «غاب القمر، ويا حمام، خلاص مسافر»، ومحرم فؤاد «كله ماشى» إضافة إلى رموز الأغنية الشعبية محمد رشدى والعزبى وأحمد عدوية وغيرهم، حيث جاء اتجاه المطربين للأغنية لتأثيرها الشديد فى النفوس».
وطالب حلمى بكر الأجهزة المعنية بالتحرك الفورى، خاصة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية للقضاء على هذا التوغل الخطير الذى ينذر للأسوأ، قائلا:
"نحن أصبحنا نتعاطى تلك الأغنيات ولا نتذوقها، وبما أننا نتعاطها كالمواد السامة والمخدرة فلابد من تحريك الأجهزة المعنية للقضاء على هذا المواد التى أضرت بذوق وأذن المستمع".
ويؤكد الموسيقار الكبير محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، أن الريادة المصرية للغناء على وشك الضياع، مستشهدا على كلامه بأن الأغنية أصبحت تتم فى شكل قضاء حاجة وقتية فقط، وليست تتحدى الزمن كالأعمال الخالدة التى صنعها جيل زمن الفن الجميل، ولفت الموسيقار الكبير إلى أن جميع الأغنيات تعتمد على مقام موسيقى واحد بمعنى "أنها كلها شبه بعضها".
وأشار رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، إلى أن انحدار الأغنية بهذا الشكل يقلل من قيمة الدولة وحضارتها، مطالبا بتفعيل القوانين لإنتاج فن راق يساعد على الارتقاء بمستوى الدولة، خوفا أن يظل حالها هكذا "لا تسر عدو ولا حبيب".