ظاهرة انتشرت كثيرا في أفغانستان .. انتحار وحرق نساء أفغانيات بالنار
أثار فيلم "غولاي.. امرأة افغانية أحرقت بالنار" حزن الجمهور الفرنسي حيث الخرج الكثير منهم من قاعة السينما والوجوم باديا على وجوههم، ويناقش ظاهرة انتشرت كثيرا في أفغانستان، وهي ظاهرة انتحار النساء إما بإحراق أنفسهن وإما بإحراقهن من قبل أشخاص آخرين, وهذه الجريمة تطال 200 امرأة في العام الواحد خاصة في منطقة هيرات وحدها.
والمشاهد التي عرضتها المخرجة والصحفية أنطونيا رادوس وأنطونيا فرنسيس كانت قاسية على الجمهور الفرنسي الذي لم يعهد هذه المشاهد التي تخدش الإحساس على حد قول الطالبة في كلية الصحافة في مدينة ليل نتالي لومتر، وذلك وفقا لما ورد في التقرير الذي أعده الزميل مارسيل عقل ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية.
وتصور المخرجة أنطونيا رادوس في الفيلم قصة امرأة شابة في العشرين من عمرها وصلت إلى مستشفى هيرات وهي مصابة بحروق في 90 % من جسدها. وفيما نشاهد معاناة غولولاي وآلامها، يستعرض الفيلم المعركة التي يشنها ذوو غولولاي وذوو زوجها على خلفية اتهامات واتهامات مضادة.
فالأهل يتهمون زوجها وذويه بدفعها إلى الانتحار، وهؤلاء يطالبون أهل الفتاة بإعادة المهر الذين دفعوه على أساس أنه لم يمض سوى عام على الزواج الذي اعتبروه خاسرا. وفي هذه الأثناء ترافق المخرجة آلام المرأة الشابة التي تحتضر وسط آلام مريعة قبل أن تموت.
ويقول منتج الفيلم سيرج غورداي "إن الفيلم صوّر في مدينة هيرات، حيث يوجد مستشفى تحظى فيه النساء المحروقات أو المحترقات بالعناية، ولكنهن غالبا ما يمتن نتيجة الحروق البليغة"، ويؤكد غورداي أن 200 امرأة يحرقن كل عام في هيرات، وأن الإحصاءات ممكنة في هيرات بسبب وجود هذا المستشفى، أما في المدن والقرى الكثيرة التي لا مستشفى فيها فهؤلاء النساء يمتن دون أن يسجل ذلك في الإحصاءات العامة.
ويعزو غورداي أسباب هذه الظاهرة إلى أن النساء الأفغانيات ينتحرن إما لأنهن لم يعدن يطقن الحياة التي يعشنها، مثل الفتيات اللواتي يجري تزويجهن بالقوة، أو يتعرضن للتعذيب وسوء المعاملة من الزوج وذويه, أي أن الجريمة تخرج هنا عن إطار جرائم الشرف.
وعن اسباب اختيار بعض النسوة النار كوسيلة للموت، يقول غورداي: إنها الطريقة الوحيدة المتوفرة لديهن فهن ينفردن بأنفسهن في المطابخ حيث تخزن العائلات الوقود حيث يصببن على أجسادهن ويشعلن النار فيها.