سعودية وعراقيتان كرّمتهن رايس بين النساء الأكثر شجاعة في العالم

بعد إصابتها بسرطان الثدي في نيسان (أبريل) الماضي، عمدت د. سامية العمودي إلى نشر سلسلة من المقالات، في وسائل الإعلام السعودية عن خطورة المرض، وأهمية التوعية من أجل الكشف المبكر عنه، ما دفع وزارة الخارجية الأميركية الى اختيارها واحدة من أشجع عشر نساء في العالم، لجهودها في كسر حاجز الصمت، ورفع الوعي بين أفراد المجتمع من مخاطر هذا المرض وطرق اكتشافه مبكراً.


الاستشارية في طب النساء والتوليد وأطفال الأنابيب، حصلت على جائزة الشجاعة في العالم بعدما شاركت أكثر من ثمانين امرأة، رُشحن الى هذه الجائزة، بصفة أنها «استطاعت إحداث تغيير في مجتمعاتها».

وترى العمودي «أن شجاعة المرأة السعودية تكمن في تحدي سياسة الصمت التي تصوّر الخوض في هذه الأمور عيباً، والعرف الذي يحرم مناقشتها. وتحدي الأعراف غير المنطقية يحتاج إلى قوة كبيرة مستمدة من القناعة الذاتية بأهمية ما نقوم به».

وحول خططها المستقبلية بعد نيلها الجائزة تقول العمودي: «سأعمل على تكثيف الجهود في مجال نشر الثقافة الطبية، إضافة إلى تفعيل برنامج الشراكة الشرق أوسطية للتوعية من سرطان الثدي. أريد أن أستفيد من الجائزة في رفع الصوت عالياً من أجل نشر أهمية الفحص المبكر للأورام».

تعتمد العمودي على وسائل الإعلام كافة، في نشر ثقافة الوعي في المجتمعات كافة، وتقول: «للإعلام قوة قادرة على قلب حكومات وتغيير مجتمعات، ولذلك يجب استغلاله بهدف التوعية».

وترى العمودي أن التلفزيون والإعلانات الحية وسيلة ناجعة لا بد من استغلالها بهدف توعية المرأة التي لا تقرأ، أو تتابع مواقع الإنترنت: «علينا أن نصل إلى جميع النساء، حتى في مطابخهن». وتلفت إلى أن التوعية تلعب دوراً أساسياً في الكشف المبكر للسرطان، وهذا يرفع معدلات الشفاء ويعمل على توفير موارد الدولة، خصوصاً أن الاكتشاف المتأخر للمرض وعلاج الحالات المتقدمة مرتفع التكاليف ويرهق موازنة الفرد والدولة، وتؤكد: «إن الاكتشاف المبكر للمرض يحسن فرصة الشفاء منه بمعدلات تصل إلى 98 في المئة».

وتضيف العمودي: «للأسف الشديد فان 70 في المئة من حالات سرطان الثدي في السعودية لا تُشخص إلا في المراحل المتقدمة من المرض». وتوضح: «أن الإحصاءات في السعودية تشير إلى أن 30 في المئة من المصابات بمرض سرطان الثدي تقل أعمارهن عن 40 عاماً، في حين أن معدلات إصابة السيدات دون الأربعين عاماً في الغرب تمثل 7 في المئة فقط».

وتؤكد العمودي أن السعودية بحاجة إلى إجراء بحوث علمية في مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المرض، لمعرفة السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الإصابة به بين صغيرات السن. وتلفت إلى أن الشراكة الشرق أوسطية للتوعية بهذا المرض تلعب دوراً مهماً لتقصي أسباب انتشاره في السعودية، إضافة إلى «عقد دورات تهدف إلى تبادل الخبرات، وتدريب السيدات على فحص أنفسهن ذاتياً».