الزواج المبكر .. خطر يدق أبواب العرب
فتيات في عمر الزهور يجدن أنفسهن داخل القفص الذهبي قبل سن البلوغ بدافع أن الزواج المبكر للأنثى هو الأكثر ضمانا لعفتها، أما السبب الثاني فهو الفقر إلى جانب المعتقدات والاتجاهات التي تؤكد قيم العفاف. والحقيقة أن الكثير من المجتمعات تمارس تلك الظاهرة رغبة في التخلص من مسئولية الفتاة التي تعتبر عبئا على موارد الأسرة، بالإضافة إلى إخراج الفتيات من المدارس في عدة مجتمعات قبل إكمال مرحلة التعليم الأساسي.
وهناك العديد من الحقائق التي تؤيد تلك الظاهرة خاصة في البلدان العربية التي يتزايد معدل الزواج المبكر فيها كما في الجزائر واليمن والسعودية وفلسطين؛ حيث أدت إلى تدني مستوى المعيشة وارتفاع معدلات مواليد الفتيات علما بأنه قدر أن وفاة الفتيات إثر الحمل المبكر قدر بـ 5000 حالة في العام الواحد لكل دولة تقريبا نتيجة لجهل معظم الفتيات في فترة الحمل؛ حيث إنهن لا يزرن الطبيب إلا في حالة تعرضهن أو تعرض الجنين للخطر. علما بأن 52 % من الفتيات تزوجن دون سن الخامسة عشر خلال العامين الأخيرين مقابل 7 % من الذكور الذين تزوجوا في هذا السن.. ولهذا فلقد ارتفعت نسبة الأمية بين المتزوجات مبكرا أكثر من 43 %، وتمثل 70 % في المناطق الريفية و 35 % في المدن.
وتكشف نتائج دراسة أجريت مؤخرا حول الزواج المبكر في بعض البلدان العربية أن نسبة انتشار الزواج المبكر في أوساط النساء بلغت 52.1 % و6.7% لدى الرجال، وقد كشف مركز الدراسات والتنمية بالبلدان العربية أن فجوة عمرية كبيرة بين المتزوجين تصل في بعض الأحيان إلى حالات يكبر فيها الزوج عن زوجته ب 56 سنة، وآخر ما توصلت إليه الدراسات عن وزن المواليد الذي بلغ 2.5 كيلوجرام بسبب عدم اكتمال نمو جسد الأم وعدم خبرتها في نوعية التغذية المطلوبة أثناء الحمل. والآن.. هل ما زلتم مصرين على موقفكم في تعريض فتياتكم وأحفادكم للخطر بسبب عادات جاهلية توارثتموها لا أساس لها من الصحة؟