الدكتور شريف صلاح عبد العزيز : علاج جديد لأمراض المناعة والتصلب العصبى الـ MS بمصر
01:18 م - الأربعاء 10 أكتوبر 2012
اجرت الحوار: نسرين هجرس
شاعت فى الآونة الأخيرة وانتشرت أمراض المناعة
والتى تصيب الجهاز العصبى للإنسان مما تعمل على خفض المستوى الحركى لديه، ومن المؤسف حقًا أن بعض أمراض المناعة الذاتية تستغرق عدة سنوات حتى يتم تشخيصها, مما يترتب على ذلك حدوث أضرار جسيمة كنتيجة حتمية لتأخر هذا التشخيص وإذا نظرنا لكل مرض من أمراض المناعة الذاتية على حدة فإن معظم تلك الأمراض ليس شائعا جدا، وتختلف الأعراض أيضا فيما بينها ( حتى في المرض الواحد ) وتؤثر الأمراض المختلفة على أجزاء مختلفة من الجسم ولهذا السبب فان الأعراض في أغلب الأحيان لا تقود إلى تحديد المرض؛ حيث ترتبط دائما خلايا (T) والأجسام المضادة الموجهة توجيها خاطئا بمعظم أمراض المناعة .. ومع تقدم العلوم والأبحاث العلمية توصل الدكتور شريف صلاح عبد العزيز استشارى التحاليل البكتريولوجية لعلاج حديث لهذا المرض وكان معه الحوار التالى حول المرض وكيفية العلاج منه..
ما هو الـ MS؟
المرض المناعي هو انحراف الجهاز المناعي فجأة عن وظيفته مهاجما أنسجة الجسم، ولنا أن نعرف أن الجهاز المناعي مصمم على أساس حماية الجسم بأن ينتج أجسامًا مضادة أو يرسل خلايا Tالدفاعية، وذلك استجابة لإشارة تصدر إليه بحدوث غزو فيروسي أو بيكتيري، وفي الأحوال الطبيعية يستطيع جهاز المناعة التفريق بين خلاياه والكائنات الدقيقة المهاجمة من فيروسات أو بيكتيريا ولكن في بعض الأحيان يحدث خطأ من الجهاز المناعي فيهاجم خلايا الجسم التي من المفترض أنه يحميها، ويفترض أن الخلل الناتج في ميزان الاتزان في عوامل الهدم والبناء ربما هي المحفز الاول لهذا التغاير، ويعتقد الاطباء أن الفيروسات أو البيكتيريا أو السموم أو بعض الأدوية قد تلعب دورًا في إحداث آلية المناعة عند بعض الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي ( جيني ) لحدوث ذلك الاضطراب، كما يعتقد العلماء أن الالتهاب الناشئ عن السموم أو مسببات المرض هو الذي يدفع بجهاز المناعة إلى هذا التصرف العكسي.
ولقد اتضح في بعض الحالات أن هناك ارتباطا بين المرض المناعي وبعض الأحداث التي تمر على الإنسان، فعلى سبيل المثال وجد أن تسليط الإشعاع على رقاب الأطفال يرتبط فيما بعد بأمراض الغدة الدرقية، وقد تسبب أمراض الغدة الدرقية المناعية ( التهاب الغدة الدرقية المعقب للولادة ) عند السيدات ذوات الاستعداد لذلك.
والتصلب المتعدد (MS) هو مرض من أمراض المناعة الذاتية وفيه يهاجم الجسم على سبيل الخطأ مادة تسمى "المايلين"، وهي التي تغطي الألياف العصبية، ويمكن مقاومة الهجوم على "المايلين" جزئياً مما يجعل بعض الأعراض تأتي وتروح، غير أن هجمة جهاز المناعة تقتل أيضًا بعض الألياف العصبية والتى تسمى ( بالمحاور) مما يؤدي إلى فقدان وظيفتها إلى الأبد، وكلمة "متعدد" تشير إلى المناطق المتعددة من الندوب (التي تسمى طبقات البلاك) التي تنشأ لهجمة جهاز المناعة.
ما هى نسبة المرض به فى مصر؟ ونسبته ع مستوى العالم؟
نسبته مرتفعة سواء فى مصر أو خارجها وتشيع الإصابة بالتصلب المتعدد في النساء أكثر من الرجال، وفي الأجواء المعتدلة أكثر من الأجواء غير المعتدلة، وبين من ينتمون إلى أجناس شمال أوروبا على وجه الخصوص.
نعلم أنك قد توصلت لاكتشاف وعلاج لهذا المرض؟ فما الذى دفعك إلى هذا البحث والاكتشاف؟
محاولة التعرف علي إستراتيجية المرض والكيفية التي يختار بها أماكن غزوه كانت السبب والعامل المثير في رحلة البحث عن العلاج وهى ما جعلتنى أصل إلى هذا العلاج .. فمعرفتي بفكر هذا المرض أنه يختار الغطاء الخارجي للوصلة العصبية فيعمل على التوجيه لإيقاف الإشارة وعدم وصولها سليمة إلى المكان المطلوب ..
والمعلوم لدينا في فسيولوجيا الهدم الليفي أن هناك عوامل تقوم بإعادة الترميم والبناء مرة أخرى وأنه من المنطقي أن تكون العمليات الحيوية التي تعمل على تكسير الأغطية الليفية يساويها نفس العدد من العمليات التي تقوم علي إعادة الترميم، أي أنه قبل ظهور الحالة المرضية عند شخص فإنه كان يؤدي عملياته الحيوية من بناء وهدم بشكل سليم ولكن تفوق ظاهرة مثل الهدم بإنزيماتها الفعالة عن إنزيمات الترميم ربما جعل العمليات الحيوية تذهب في اتجاه آخر مع غياب العامل المضاد الآخر، ومن هنا بنيت فكرة العلاج على محاولة إيجاد هذا العامل في عينات المرضي المصابين بهذه الظاهرة المرضية ومن ثم نقوم بعد إثبات ذلك بضبط العلاقة التبادلية بين الانزيمين الضدين حتى لا تتكرر العمليات التخريبية من جديد.
هناك من اكتشفوا أجهزة تستخدم فى عمليات جراحية للقضاء أيضًا على ذلك المرض، فما الفرق بين اكتشافك واختراعهم؟؟
العمليات الجراحية أحد التصورات المطروحة حديثا وهي تصلح لأنواع معينة وشرائح خاصة من المرضى ولا تصلح مع جميع الحالات المرضية ، إضافة إلى صعوبة تقبل بعض المرضى لفكرة إجراء عملية جراحية فقد يوافق نسبة قليلة من الناس لإجراء مثل هذا الأسلوب من العلاج، ولكن أكثر من 90 % من الحالات يرفضون هذا النوع من العلاج، ولكن العلاج الجديد بسيط وهو نوع من الإنزيمات البكتيرية البيولوجية ولا يحمل أدني مستوى من الآثار الجانبية ويحدث تحسنًا مباشرًا فور استخدامه.
ما هى النسبة المتوقعة للشفاء من المرض بعد استخدام العلاج الذى اكتشفته؟
بالفعل كانت النتائج الأولية مؤكدة غياب جميع الأعراض المرضية وتحسن كامل لصور الآشعة الدماغية أي أننا نتكلم عن علاج بيولوجي نسبة نجاحه عالية جدًا وطفرة فى مجال الاكتشافات الدوائية والعلاجية لهذا المرض .. ولقد أخذت عليه موافقة دولية وقمت بتسجيله بمكتب براءات الاختراع المصرى لحمايته من السرقة.
ماذا عن التكلفة العلاجية باستخدام هذا العقار الجديد مقارنة بما هو متاح حاليًا؟
ربما تكلفة العلاج لمدة ستة أشهر لن تتعدي 2300 جنيه مصري على عكس بعض العلاجات الأخرى والتى تتكلف الحقنة الواحدة 6 آلآف جنيهات كل شهر.
هل هناك إقبال من مرضى الـ MS بعد سماعهم عن ذلك الاكتشاف؟ وما هى نسبة النجاح؟
إلى حيننا هذا لم نعالج أكثر من 112 حالة مرضية مقارنة بالعدد الكبير لمرضى الـ MS، وهذا العلاج يحقق أكثر من 82% نسبة شفاء.
ماذا تنتظر فى الغد والمستقبل بخصوص هذا الاكتشاف والعلاج الجديد لأمراض المناعة MS؟
أعتقد أن علاج بيولوجي بسيط مثل هذا العلاج مقارنة بالأدوية المطروحة يعتبر نجاحًا كبيرًا وطفرة علمية فى مجال الاكتشاف والبحث الدوائى مما يحتاج لدعم ودفع لإزالة كم المعوقات التى تقابلنا ورفع المعاناة عن مرضي هذا المرض.