جدل حول أهمية تناول أدوية «البيفوسفونيت» لفترة طويلة في علاج هشاشة العظام
11:40 ص - الخميس 4 أكتوبر 2012
ومن دون أدلة تثبت فائدة هذه الأدوية للعظام بعد تناولها خمس سنوات وكذلك الاعتقاد بأن أدوية «البيفوسفونيت» يمكن أن تتسبب في أضرار جانبية، لا يبدو أن هناك أي مبرر للاستمرار في تناولها بعد مرور السنوات الخمس.. أم أن هناك حاجة لذلك؟ يشرح الدكتور ديفيد سلوفيك، الأستاذ المساعد في كلية الطب جامعة هارفارد، والغدد الصماء في مستشفى ماساتشوستس العام: «ربما تكون خمس سنوات كافية للنساء اللاتي يواجهن مخاطر محدودة. لكن النساء اللاتي يعانين من مخاطر مرتفعة، اللاتي أصبن بكسور، أو المصابات بكثافة منخفضة في أملاح العظام، قد يحتجن إلى الاستمرار في تناول العلاج».
وأكد أن أدوية «البيفوسفونيت» المستخدم لعلاج هشاشة العظام يجب ألا يتم تحويلها إلى أدوية موحدة للجميع، فكل حالة بحاجة إلى تشخيصها بناء على المخاطر التي تواجهها كل سيدة على حدة.
وتحافظ أدوية «البيفوسفونيت» على كثافة العظام التي أضعفتها الإصابة بهشاشة العظام.
فوائد وآثار جانبية
لقد تحولت أدوية البيفوسفونيت إلى مرادف لعلاج هشاشة العظام، حيث أثبتت فعاليتها في الحفاظ على كثافة العظام وخفض مخاطر الكسور.
لكن الأطباء واجهوا تساؤلات حول مدة فعالية هذه الأدوية، السؤال الذي حاولت إدارة الدواء والغذاء الأميركية الإجابة عليه في الدراسة التي نشرتها في التاسع من مايو (أيار) في دورية «نيو إنغلاند» الطبية.
وبعد مراجعة نتائج ثلاث دراسات طويلة الأجل حول «البيفوسفونيت» وجد باحثو إدارة الدواء والغذاء الأميركية أن معدلات الكسور بين الأشخاص الذين حافظوا على تناول الدواء لست سنوات أو أكثر كانوا مماثلين إلى حد بعيد للأشخاص الذين تحولوا إلى تناول علاج بديل غير فعال بعد خمس سنوات.
ودون التأكيد على الفائدة الطويلة الأجل ينبغي على الأطباء دراسة مخاطر الاستمرار في تناول «البيفوسفونيت»، فغالبية الآثار الجانبية للدواء معتدلة ويمكن علاجها، مثل حرقة المعدة والاضطرابات المعوية الأخرى.
لكن القلق الرئيسي يتمثل في الأعراض الجانبية النادرة والأكثر خطورة مثل تنخر العظام، عدم وصول الدم إلى عظام الفك الأمر الذي يدمر العظام، والكسور غير المعتادة لعظام الفخذ. وتتصاعد خطورة الآثار الجانبية كلما طالت مدة تناول السيدة للدواء.
توصيات حول الأدوية
إن قياس هذه المخاطر المحتملة ومقارنتها بتأثيرات تعزيز العظام التي تحدثها أدوية «البيفوسفونيت» قاد الباحثين إلى الخروج ببعض التوصيات.
وقد بنيت هذه التوصيات على نتائج قياسية تسمى « T scores» التي تمثل نتائج مسح كثافة عظامك. وللنتائج القياسية بين (1 و2.5) تعني أن عظامك تعاني كثافة منخفضة من الأملاح المعدنية. والنتيجة الأدنى من 2.5 تشير إلى الإصابة بهشاشة العظام.
وبالنسبة للنساء اللاتي حصلن على معدل أدنى من 2.5 في عنق الفخذ في الورك (أدنى من كرة والمفصل الكروي الحقي) بعد ثلاث إلى خمس سنوات من العلاج، بما يكون من الأجدر الاستمرار في تناول «البيفوسفونيت» لأن هؤلاء النساء يواجهن مخاطر مرتفعة للكسور.
أما النساء اللاتي أصبن بالفعل بكسور في العمود الفقري اللاتي حققن معدلا أدنى من - 2.0 ربما يستفدن من الاستمرار في تعاطي هذه الأدوية.
بيد أن النساء اللاتي حصلن على معدلات أعلى من – 2.0، فإن الفوائد المتوقعة لـ«لبيفوسفونيت» قد لا تفوق المخاطر بعيدة المدى.
قرارات المستقبل
إذا كان القرار هو التوقف عن تناول «البيفوسفونيت»، فلا تخشى من تعرض عظامك للخطر. ولا تزال أدوية «البيفوسفونيت» مخزنة في عظامك وتكون قادرة على تدعيمها لسنوات، بعد تناول آخر جرعة من الدواء.
ويمكن لطبيبك أن يفكر أيضا في وصف درجة أخرى من الدواء، مثل رالوكسيفين (إيفيستا) أو تيريباراتيد (فورتيو) إذا أصبت بهشاشة عظام شديدة.
وحتى وإن كنت لا تتعاطين أي أدوية في الوقت الحالي، يمكنك حماية عظامك بالوجبات الصحية والرياضة. وتحتاج النساء فوق سن الخمسين إلى 1200 مليغرام من الكالسيوم بصورة يومية، ويفضل أن تكون من الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
كما تحتاج أيضا ما بين 600 إلى 1000 وحدة دولية من فيتامين «دي» يوميا. وحاولي أن تمارسي الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة يوميا على الأقل من تمرينات إنقاص الوزن مثل المشي ولعب التنس أو الرقص إضافة إلى تمرينات تقوية العضلات ليومين أو ثلاثة أسبوعيا.
وأخيرا، ينبغي متابعة الطبيب كل عام أو عامين لتحصلي على تقييم سليم لعظامك، وأعيدي النظر في أدويتك ويمكن أن تجري اختبارا لكثافة العظام.