4 دروس يمكن استخلاصها بعد حدوث النوبة القلبية
03:52 م - الأربعاء 3 أكتوبر 2012
وقد أرجعتنا دراسة حديثة حول أخطار أمراض القلب إلى ذكرى حادثة مايك تلك. فقد جمع الباحثون نتائج من 17 دراسة شملت ما يقرب من 68 ألف شخص، ثم أجروا حسابا لمخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وظهر أن المخاطر للرجال بين أعمار 55 و80 عاما تكون بنسبة 4.7 في المائة إذا كانوا يتمتعون بـ«حالة مثلى لأدنى المخاطر» optimal risk - factor profile التي تعني أنهم لا يمارسون التدخين، ولهم مستويات عادية من الكولسترول وضغط الدم، وغير مصابين بداء السكري.
وتقل هذه النسبة عن نسبة الخطر طيلة الحياة التي تبلغ 15 في المائة للرجال من سن 55 عاما الذين لديهم عامل خطر رئيسي واحد مثل خضوعهم للعلاج من مستويات عالية من الكولسترول (وهو عامل الخطر الذي كان موجودا لدى مايك عندما تعرض لنوبة قلبية)، أو ارتفاع في ضغط الدم الذي تصل قراءاته إلى 160/ 100 ملم زئبق، كما تقل عن نسبة 29.6 في المائة العالية لخطر الإصابة طيلة الحياة للرجال الذين لديهم عاملان أو أكثر من عوامل الخطر الرئيسية (مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن: 26 يناير/ كانون الثاني 2012).
وتكون هذه النسب مقاربة أيضا للنساء.
دروس مستخلصة
الدرس الأول: لا تهمل أعراض النوبة القلبية في ذلك اليوم الذي حدثت النوبة القلبية لصديقنا مايك، تعرض لمزيج من الأعراض عندما كان يصعد السلالم للوصول إلى مكتبه، إذ أخذ يعاني من صعوبة التنفس، ومن التعرق، وكان يشعر بالدوار وبآلام في صدره.
ولم تكن آلام الصدر قوية لكي يفترض حدوث نوبة قلبية قياسية، إلا أنها كانت آلاما محسوسة. وعندما استمرت حالته أكثر من مدة 5 دقائق، اتصل مايك بطبيب الرعاية الأولية، الذي أخبره بطلب سيارة الإسعاف فورا أو بضرورة أخذ أحد أصدقائه له بالسيارة إلى قسم الطوارئ في المستشفى.
وفي قسم الطوارئ لم يصدق مايك أذنيه حين أخبروه بأنه يتعرض لنوبة قلبية. فقد كان يفكر بأنه لا يزال شابا، وكان يفكر بأن آلام الصدر لم تكن شديدة، وفي النهاية فإن حسابات خطر النوبة عليه لم تكن أعلى من 5 في المائة! إلا أن التخطيط الكهربائي للقلب وتحاليل الدم لم تكن هي الخاطئة.
وبعد إعطائه دواء مضادا لتخثر الدم، تم تحويله بسرعة إلى مستشفى لإجراء عملية إزالة تضيق الشرايين angioplasty.
شارك في اتخاذ القرار
الدرس الثاني: شارك في اتخاذ القرارات الطبية كلما كان في استطاعتك ذلك وقد أظهر تصوير الأوعية الدموية على مايك، وجود انسداد في الشريان المنعطف من الشريان التاجي circumflex artery. ويتذكر مايك كيف أنه استعاد وعيه بعد عملية تخديره بحيث تمكن من مناقشة الطبيب الجراح حول منافع ومساوئ إدخال دعامات الشرايين المغطاة بالأدوية بدلا من الدعائم المعدنية العارية. وقد اختار الدعائم الأولى بعد إخباره بأن الكثير من الأطباء يوصون باستخدامها لأنها أقل إثارة لمخاطر تكون خثرات دموية خلال فترة قصيرة.
وأظهر تصوير بالموجات فوق الصوتية أجري في اليوم التالي حدوث أضرار ضئيلة في عضلات الجدار الخلفي للبطين الأيسر (وهو المضخة الرئيسية للدم) في قلب مايك. إلا أن ذلك لم يؤثر على وظيفة دفع الدم عند حدوث ضربات القلب.
ومع امتنانه وارتياحه من النتائج فقد أخذ مايك يسأل كل طبيب قابله في المستشفى حول الأسباب التي أدت إلى حدوث النوبة القلبية. ولم يستطع أي أحد منهم أن يعطي إجابة مؤكدة.
هل حدثت النوبة بسبب قيادته لدراجته الهوائية مسافة 16 ميلا (26 كلم تقريبا) قبل يوم من إصابته؟ ربما لا، كانت الإجابة. ولذا أرجع مايك الحادثة لتعرضه للإجهاد أو التوتر وهو واحد من عوامل الخطر التي يصعب قياسها، التي يجب إدخالها في حسابات الأخطار على القلب.
الالتزام بنصائح الطبيب
الدرس الثالث: اتبع نصائح الطبيب، ونفذ عمليات إعادة التأهيل إن أوصى بها الطبيب بعد خروجه من المستشفى عاد مايك إلى بيته محملا بالأدوية، التي تناولها وفقا لتعليمات الطبيب. وقد قيل له إن عليه التمشي قليلا كل يوم، وقام بذلك. وحتى هذا اليوم أضحى التمشي أهم تمرين رياضي له.
وبعدما أعطاه طبيب القلب الضوء الأخضر لدخول دورة إعادة التأهيل فقد شارك في دورتين في الأسبوع إلى حين حلول وقت تخرجه منها. وتؤكد كل الدراسات قاطبة على أن إعادة التأهيل لمرضى القلب تقلل بشكل كبير من احتمالات حدوث نوبة قلبية ثانية.
إلا أن الدراسات أشارت إلى الكثير من المصابين الذين يتوجب عليهم المشاركة بهذه الدورات.. لا يشاركون بها.
وتعلم مايك من دورات إعادة التأهيل كيفية إجراء التمارين الرياضية بأمان، كما استفاد من اختصاصيين جيدين كانوا يراقبون وضعه الصحي ويجيبون عن أسئلته بشكل مفصل.
الغذاء والرياضة
الدرس الرابع: العمل المستمر الدؤوب وليس الوصول إلى الكمال اتباع نظام غذائي جيد وإجراء التمارين الرياضية يتناول مايك الآن كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات في غذائه، وقد قلل من الأطعمة المعالجة صناعيا (رغم أنه يشعر بضعف إرادته أمام الشوكولاته)، ويتمشي نصف ساعة على الأقل يوميا. وهو يعلم أن هناك فسحة للتحسن، خصوصا في ميدان التمارين اليومية، وأصبح نمط حياته صحيا أكثر.
ومنذ أن تعرض مايك للنوبة القلبية أظهرت كل فحوصاته أن وظيفة قلبه مستقرة، وأنه تم التحكم بعوامل الخطر. ومع ذلك فإن نوبة قلبية واحدة قد وضعته في خطر أكبر في التعرض لنوبة أخرى.
وإجمالا فإن الدراسة الجديدة ودراسة حالة مايك، تشيران إلى أن بذور أمراض القلب تزرع في بدايات الحياة. أما الحياة الصحية فإنها تعزز صحة القلب. ولذا فإن الزمن لا يزال مبكرا للآخرين أن يعملوا على تغيير نمط حياتهم.